ينظم تيار الإسلام السياسى فى ليبيا صفوفه لجنى ثمار الملتقى الوطنى الجامع الذى تعد له بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا، خلال الشهر الجارى، وهو الملتقى الذى مهد لمشاركة واسعة لجماعة الإخوان والتيارات الإسلامية الأخرى عبر مركز الحوار الإنسانى - الممول من قطر - الذى أشرف على 77 جلسة فى المدن الليبية.
ولم تكشف بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا عن تاريخ وأهداف ورؤية الملتقى الذى يرى أبناء الشعب الليبى أنه لن يحقق أى جديد، فضلا عن الانتقادات الواسعة التى وجهها برلمانيين وأعضاء مجلس دولة وشيوخ قبائل للملتقى الذى يروج للإسلاميين، ويخطط لتمكينهم من مؤسسات الدولة الليبية وخاصة السيادية.
المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة
بدوره قال الشيخ عادل الفايدى، رئيس لجنة التواصل الاجتماعة الليبية - المصرية، إن المبعوث الأممى إلى ليبيا يروج لنموذج مشابه لمؤتمر الطائف لكنه فعليا يطبق النموذج العراقى فى البلاد، متهما مركز الحوار الإنسانى المشرف على الجلسات التمهيدية للملتقى الجامع بعدم وضع معايير واضحة للشخصيات المشاركة في الاجتماعات الاخيرة، مؤكدا عدم وجود مهنية أو توازن نسب مشاركة المدن الليبية مقارنة وعدم الوضع في الاعتبار عدد سكان تلك المدن لضمان مشاركة نزيهة.
واتهم الفايدى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، الاثنين، البعثة الأممية فى ليبيا بتهميش مدن ومناطق بعينها فى الملتقى الوطنى الجامع، معربا عن قلقه من اعادة انتاج الاسلام السياسى فى ليبيا مرة آخرى، وهو ما سيؤدى لأزمة حقيقية فى البلاد، محذرا من دخول ليبيا مرحلة جديدة من الصراع وهو ما سيؤثر داخليا وخارجيا، مؤكدا عدم وجود نية لإقصاء أى طرف ليبيى وضرورة وجود تمثل عادل لكافة الأطياف.
اشتباكات طرابلس
وأشاررئيس لجنة التواصل الاجتماعة الليبية - المصرية، إلى لوجود بعض الشخصيات التى لا تدعى تبعيتها للنظام السابق وتتاجر بذلك لتحقيق مكاسب شخصية، متوقعا فشل الملتقى الوطنى الجامع بسبب الأخطاء الكبيرة التى وقع فيها مركز الحوار الانسانى المشرف على الجلسات التحضيرية للملتقى.
فيما استبعد فرج ياسين، ممثل بلدية طبرق الليبية بمحادثات جنيف وبروكسل، نجاح الملتقى الليبى الجامع فى التوصل لحل للأزمة فى البلاد، واصفا ما يقوم به المبعوث الأممى إلى ليبيا بـ"ضياع للوقت" وسط اضطرابات البعثة حول الهدف من الملتقى، مؤكدا صعوبة تنفيذ مخرجات الملتقى لعدم وجود ضمانات لتفعيلها فى ظل وجود ميليشيات مسلحة منتشرة فى طرابلس ومصراتة.
أحداث طرابلس
واستبعد فرج ياسين، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، الاثنين، إمكانية نجاح أى لقاء أو ملتقى فى ظل وجود ميليشيات مسلحة بالعاصمة الليبية، داعيا لضرورة نزع سلاح تلك الميليشيات أولا قبيل التحرك لانقاذ ليبيا، وضرورة فرض عقوبات دولية ضد قادة الكتائب المسلحة والأطراف التى تمولها.
بدوره أكد المحلل السياسى الليبى حاتم الكليم أن منظمة الحوار الإنسانى فى جنيف أقحمت شخصيات لا تمثل الشعب الليبى فى الاجتماعات التحضيرية للملتقى سواء فى مصر أو تونس أو جنيف، مؤكدًا على أن المركز استعان بعدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان فى ليبيا والجماعة الليبية المقاتلة، منتقدا آلية اختيار الشخصيات التى شاركت فى الاجتماعات التى أشرف عليها مركز الحوار الانسانى.
وقال المحلل السياسى الليبى، إن الشخصيات المنتمية للنظام السابق لا تمثل إلا نفسها فهى تمثل أحزاب سياسية ليبية بعينها هدفها تحقيق مصالح شخصية، مؤكدا على أن الملتقى الوطنى الجامع يسعى لشرعنة وجود الميليشيات المسلحة فى العاصمة الليبية طرابلس وهو ما يهدد أمن واستقرار البلاد ويدفع نحو فوضى عارمة.
وفى سياق متصل، يشارك عدد كبير من أنصار جماعة الإخوان الليبية فى مسار مواز أخرى يقوده محمد عبد السلام العبانى وهو أحد الشخصيات التى ترتبط بعلاقات مع الإرهابى عبد الحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة، ويخطط لعقد ملتقى ليبى - ليبى فى تونس بدعم مباشر من حركة النهضة التونسية التى تدعم تحركات العبانى.
محمد العبانى
ويتخوف أبناء الشعب الليبى من المؤتمرات واللقاءات التى تشرف عليها شخصيات لخدمة أجندة دول بعينها سواء إقليمية أو دولية، فضلا عن اختراق عناصر جماعة الاخوان الليبية لتلك المؤتمرات والدفع بعدد كبير من عناصرها للعودة للمشهد السياسى بقوة خلال الفترة المقبلة، وهو ما يهدد بدخول ليبيا مرحلة جديدة من الصراع الذى يمكن أن يدفع بالبلاد نحو مستنقع الفوضى.