- لا أقدم شخصية إلا إذا تقمصتها بشكل كامل وأذاكر دورى مثل التلميذ المقبل على الامتحان حتى أتشبع بالشخصية
- أصبحت بطلا بالمسرح القومى بسبب اعتذار عمر الحريرى عن مسرحية
-عندما أتأمل رحلة نصف قرن من التمثيل أشعر أنها «يوم أو بعض يوم»
هل تعتبر نفسك محظوظا بعملك فى بداياتك الفنية مع العظماء على ساحة الفن؟
- أنا كنت خجولا جدا والذى عالجنى من الخجل هو التمثيل وحظى كان جيدا، فبعد تخرجى عملت مع العمالقة والفن أخذنى فقد كنت خريج كلية الآداب، ودرست المسرح مع الآداب وعندما تخرجنا، انطلقت دفعتى كلها نحو النجومية، ومن جيلى الفنانين أبوبكر عزت وعزت العلايلى وصلاح قابيل وحسن يوسف وعايدة عبدالعزيز ورجاء حسين ويوسف شعبان ورشوان توفيق وكان مخرجا مميزا. وعملى بالمسرح علمنى الكثير فى فنون الأداء من العظماء الذين وقفت بجوارهم، فهو مدرسة فى التمثيل مثل المعهد العالى للتمثيل، لأنه الجانب العملى وهو الأهم، وكان مشروع تخرجى مسرحية «المفتش العام» للكاتب الروسى جوجول وأذكر أننى عندما وقفت أمام محمود مرسى فى أحد الأعمال سُئِلت فى حوار صحفى: ما هو إحساسك عندما وقفت أمام هذا العملاق؟ فقلت لهم: ممثل زميل وقف أمام ممثل آخر، فقد كنت واثقا من نفسى ولذلك فى الجيل الحالى عندما يقف أمامى ممثل ناشئ أشعر به فأكسر الخوف بداخله وأسأله عن اسمه وأعرفه بنفسى قائلا: أنا عبدالرحمن أبوزهرة زميلك فى التمثيل وأتحدث معه بكل حب فنحن زملاء، وهذا يساعده فى إبعاد الرهبة وأفعل ذلك مع كل الشباب الذين يقفون أمامى سواء فى السينما أو المسرح أو الإذاعة.تم تكريمك منذ وقت قصير فى مهرجان أيام قرطاج المسرحية.. هل كانت هذه كانت المرة الأولى لك التى زرت فيها تونس؟
- بالتأكيد هى ليست المرة الأولى التى أحضر فيها لتونس فقد حضرت من قبل وعرضت مسرحية «أنشودة الدم» فى مهرجان أيام قرطاج المسرحية أنا والفنان يحيى الفخرانى، وصورت فى استوديوهات تونس أكثر من عمل فنى، ولكن هذا التكريم هو الأول لى فى تونس، ولذلك كانت سعادتى لها مذاق خاص فى هذا البلد الجميل التى أحبها وشعبها.هل تشعر أن المسرح أخذك من السينما والدراما التليفزيونية فى البداية؟
- حظى كان سعيدا جدا لأنى دخلت المسرح القومى وبسبب عمر الحريرى أصبحت بطلا فى المسرح، فقد كان يقدم مسرحية «بداية ونهاية» قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ وترك المسرحية فجأة لظروف معينة وكنت مشهورا بأننى أحفظ سريعا، فأسندوا لى الشخصية التى كان يلعبها فى الرواية، وهى بطولة، وقدمت مكانه الدور، كما تكرر الأمر فى مسرحية أخرى هى «المحروسة» فقد توفى ممثل فى الصباح وهو صلاح سرحان، وطلبوا منى تقديم دوره، فحفظت وقدمت العمل وأثبت كفاءتى وكان الفنان عبدالرحيم الزرقانى يسمينى «الجوكر»، وكنت مثالا للحفظ والاجتهاد فى المسرح، وظللت أقدم أدوارا كثيرة فى المسرح، ووصل رصيدى لأكثر من 100 مسرحية، وأتذكر أيضا أن الفنان كمال حسين كان يقدم بطولة مسرحية على المسرح القومى وكانت المسرحية محققة الكثير من النجاح الجماهيرى، وفجأة مرض وارتفعت درجة حرارته وأصبح غير قادر على تقديم العرض فطلبوا منى تقديم المسرحية مكانه وبالفعل حفظت وقدمت الدور وأنا لم أشاهد المسرحية وقال لى أحمد حمروش عندما شاهدنى بالصدفة: «إنت اللى هتعمل المسرحية» وبالفعل أنقذت العمل ومنحنى شهرا مكافأة وقتها 8 جنيهات تزوجت بها وساعدنى «محمد صفوت» فى الحفظ وهو كان ملقنا جيدا جدا، ولقننى ورسم لى الحركة بيديه عن طريق لغة الإشارة من تحت «الكمبوشة».برأيك لماذا اختفى المسرح السياسى فى مصر منذ سنوات طويلة؟
- المسرح السياسى انتهى فى مصر بعد السبعينيات وازدهاره كان فى فترة الستينيات، وأنا شاركت فى مسرحية «الفتى مهران» الذى كان يقصد به الحاكم آنذاك وهذه المسرحية «قلبت الدنيا» وتحدثت عنها إسرائيل وأحدثت أزمة رقابية ولكن نجاحها منع الرقابة من إيقافها والمسرحية كانت من بطولة عبدالله غيث وسميحة أيوب. كما عرضنا مسرحية «الحسين ثائرا» برغم رفض الأزهر لها، وظللنا لمدة 3 شهور نجرى عليها بروفات ونعرضها كأنها بروفات والجمهور يحضر لمدة شهر بدون «فتح شباك» وكانت مسرحية رائعة وأتذكر جملة كنت أقولها فى هذه المسرحية: «مات معاوية يا قوم فالحرية بعد اليوم» ولكن المسرح انكمش حاليا فى مصر والظروف الاقتصادية تؤثر على المسرح بكل تأكيد، وأنا ابتعدت عن المسرح، برغم أنه معشوقى لعدم اختيارى فى أعمال، برغم أن آخر عمل مسرحى قدمته على المسرح القومى حقق نجاحا كبيرا، وهو مسرحية «تحب تشوف مأساة بالطبع لا» تأليف الكاتب المسرحى الكبير لينين الرملى وإخراج خالد جلال.
هل تعتبر نفسك ممثلا كوميديا؟
- أنا ضد التصنيف ولا أعترف بالتقسيمات، فالممثل يمثل كل الأدوار التى تعرض عليه والدور هو الذى يحدد مسار الشخصية، وهل ستكون كوميدية أم تراجيدية، وبالمناسبة أعظم من برعوا فى الكوميديا كانوا فى الأساس ممثلى تراجيديا مثل يوسف وهبى وحسين رياض وأنا عندما انضممت للمسرح القومى كنت مشاركا فى مسرحية «مصرع كليوباترا» للشاعر الكبير أحمد شوقى، وكنت أقول جملة واحدة فقط فى المسرحية وكان الفنان حسين رياض يقول «مونولوج» خطيرا جدا يضحك الناس ويبكيهم فى نفس الوقت وأثناء وقوفى بجواره على المسرح انبهرت بأدائه وعندما جاءت جملتى لم أقلها فقال لى حسين رياض: «اتكلم قول جملتك» والملقن أيضا يصرخ من تحت الكمبوشة حتى «فقت» وقلت الجملة وبعد انتهاء العرض استدعانى حسين رياض وسألنى: مالك يا ابنى؟ إيه اللى جرى لك؟ فقلت له: «أقول لك الحقيقة بدون زعل لقد انبهرت بأدائك وتأملت أداءك وأنت تمثل بشكل طبيعى جدا والجمهور يتفاعل معه»، فنظر لى وقال: «إنت هتبقى ممثل كبير» ولذلك فأنا استفدت جدا من عملى بالمسرح فهو المعهد والكلية التى تعلمت منها، فالمسرح معهد آخر عملى يختلف عن المعهد الذى يتلقى فيه الفنان التعليم. وأنا أول ممثل فى مصر والعالم العربى قدم «وان مان شو» من خلال مسرحية «نادى النفوس العارية» ولمدة ساعتين وكان المخرج هو عبدالغفار عودة وقدمت كل الشخصيات فقد قدمت دور الزوج والزوجة فى نفس الوقت وقدمتها فى كل دول العالم ونجحت جدا فى كل البلاد التى قدمتها، وفى الإمارات حققت نجاحا كبيرا وقدمتها أمام 2000 مشاهد وعرضتها فى الـ7 إمارات، وأنا أيضا أول من قدم ما يسمى بمسرح القهوة وهدفه كان الذهاب للناس بالمسرح وقدمت مسرحيات على قهوة «ماتنيه» وكانت مشاهدة المسرحية بالمشروب بعد اتفاقى مع صاحب القهوة وحققت نجاحا من خلال فكرة بعنوان «إنى اعترض» فأنا أقدم وجهة نظر الشخصيتين فأنا محامى الطرفين.هل أنت ممن يحبون التمثيل الإذاعى؟
- طبعا وأنا بدأت فى الإذاعة واستفدت منها كثيرا فهى فن صعب جدا لأنك تجسد الشخصية بشكلها بملامحها الداخلية والخارجية وثقافتها من خلال صوتك فقط وأنا كنت أجيد فن «البانتومايم» وقدمت فرقة مع أبوبكر عزت وزين العشماوى وقدمنا «ثلاثى» اسمه «الثلاثى الصامت» وقدمنا مسرحيات فى الجامعات.وكيف تتأمل رحلتك الفنية حاليا بعد مرور أكثر من نصف قرن؟
- عندما أتأمل رحلتى الفنية على مدار 50 سنة تمثيل أجدها مثل يوم، وعندما كرمت فى المسرح القومى من قبل وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم قلت ذلك وأثناء صعودى على المسرح قبل التكريم تذكرت الآية القرآنية من سورة البقرة التى تقول: «أَوْ كَالَّذِى مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِى هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» فبالفعل عندما تأملت رحلتى الفنية اكتشفت أننى مثلت حوالى نصف قرن ولو سألت نفس السؤال: «كم لبثت» لقلت يوما أو بعض يوم وهذه الكلمة التى قلتها لم أحضرها ولكنها جاءتنى وليدة اللحظة وابنتى لم تصدق واعتقدت أننى كنت قد أعددتها من قبل.ما هى الشخصيات التى تعتبرها الأهم فى مشوارك؟
- الشخصية الأهم والأحب بالنسبة لى هى الشخصية التى أقدمها حاليا برغم أننى لدى علامات فى الشخصيات التى قدمتها فمثلا فى مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» حينما قدمت شخصية «الحاج إبراهيم سردينه» حققت من خلالها نجومية كبيرة وانتقالا من مرحلة لمرحلة وأيضا هناك مرحلة مهمة وهى مرحلة الأداء الصوتى لبعض أفلام الرسوم المتحركة كفيلم «علاء الدين» بجزأيه ودور الأسد «سكار» فى فيلم «الأسد الملك» من إنتاج ديزنى النسخة العربية، وحصلت على جائزة من «ديزنى» حوالى 5 آلاف دولار لأنهم قالوا إن أحسن نسخة مترجمة قدمها الفنان عبدالرحمن أبو زهرة وهذه شهادة ديزنى لى وللتوضيح أنا برعت فى أداء هذه الشخصية بسبب عملى فى الإذاعة كما ذكرت لك.وما هى الشخصية التى تحلم بتقديمها وتجسيدها فى عمل فنى؟
- كنت أتمنى تقديم شخصية «سيرانو دى برجراك» وهو شخصية حقيقية لفارس مغوار لا يشق له غبار، ولكن كانت عقدة حياته دمامته وكبر حجم أنفه، وكان جنديا فى فصيلة شبان الحرس من الجيش الفرنسى إلا أن أنفه سبب شقائه لأنه وقف عقبة بينه وبين غرامه، وكان الآخرون يسخرون منه فيقتلهم بسبب السخرية من أنفه، وكان قد قدمها على المسرح القومى على ما أتذكر الفنان جورج أبيض.فى ظل التقدم التكنولوجى الحالى.. ما هى علاقتك بالإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى؟
- معرفش فيه حاجة والموبايل بالنسبة لى اتصال فقط وأحيانا أستخدم الواتس آب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة