"النخبة الثقافية المصرية تدعم جماعة الإخوان الإرهابية فى نشر أفكارها الظلامية داخل المجتمع".. هذا الاتهام الصادم وجهه إبراهيم ربيع القيادى السابق بجماعة الإخوان لجموع مثقفى مصر، الذين استقبلوا الاتهام بانتقاد حاد واصفين اياه بـ"الاتهامات الجزافية".
بدأت المعركة التى نأمل أن تكون خطوة فى معركة التنوير، باتهام القيادى السابق بجماعة الإخوان إبراهيم ربيع، بشكل صريح النخبة الثقافية بدعم جماعة الإخوان الإرهابية فى نشر أفكارها الظلامية داخل المجتمع، مؤكدا أن المثقفيين يزايدون على الدولة المصرية لصالح التنظيم الإرهابى، داعيا المثقفين تبنى مشروعا تنويريا للقضاء على الأفكار الظلامية.
وقال "ربيع" فى تصريحات لـ"اليوم السابع":"منذ تأسيس تنظيم قطعان الإخوان، وهو يتسلل إلى المجتمع من خلال أدوات ثقافية وركوب ظهر عدد ليس بالقليل من النخبة الثقافية وما هم إلا تُجار وحُواة يبيعون الضَلَالَة ويروجون الخُزَعْبِلَات وينشرون قنابل دخان تعيق النظر لحقيقة هذا التنظيم الخبيث".
وتابع "ربيع": "هذه النخبة الثقافية أربكت المجال الثقافى وتواطأت مع هذا التنظيم الإرهابى على تمكينه من عقل ووجدان الشعب من خلال كتاباتهم في جرائدهم او روايتهم أو سيناريوهاتهم السينمائية وأعمالهم الفنية أو مواقفهم الداعمة، راجع كتابات ومقالات هذه النخبة منذ عام 2000 وحتى الآن، وراجع من وقفوا خلف محمد مرسي العياط فى موقعة فندق فورمونت الشهيرة وما سبقها من مواقف ومقالات وما تلاها من مواقف وكتابات، لتدرك أن هذا الفريق من النخبة الثقافية والسياسية مُكَلف بتضليل الناس حول طبيعة هذا التنظيم الجاسوسي العميل ويعملون جاهدين على إرباك بوصلة المواطن بقولهم إن الإخوان فصيل سياسى مرة، وقولهم أيضا يجب التعامل مع الإخوان بمواجهة أفكارهم بالفكر وليس بالملاحقة الأمنية مرة اخرى".
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أقوال المثقفين عن الإخوان ليس إلا غطاء للخداع والتدليس، يمنح التنظيم الرخصة فى الحصول على الحضانة الاجتماعية وتغل يد أدوات إنفاذ القانون فى القضاء على هذا الكيان الخارج عن كل القوانين وتمنحه الفرصة تلو الأخرى لإعادة ترتيب أوراقه والتمكن من مفاصل الدولة والمجتمع ليمارس هوايته المفضلة فى الاستحواذ والإقصاء والتكفير والتدمير، مضيفًا :"نَكْبَةُ مصر في نُخْبَتها".
وتساءل "ربيع": "هل نخبتنا الثقافية حازت شروط عضوية نادي المثقفين؟ مضيفًا: "ثلاثة شروط تحدد متى تصبح نخبويا ومثقفًا، أول شرط الكشف عن الحقيقة، أى يسعى المثقف إلى الكشف عن الحقيقة، وفضح جميع الأيديولوجيات المتآمرة على المجتمع وعلى الأفراد، وأن يكسر جميع التابوهات ويتجاوز بالعقل كافة أشكال التفكير الخرافي والأسطورى واللاعقلاني وأن يعمل على تنوير الأفراد وتبيين أوجه الحقيقة لهم دون زيف أو تشويه".
وأضاف: "أما الشرط الثانى، فالشجاعة الفكرية، وهو أن يتحلى المثقف بأقصى درجات الشجاعة الفكرية ويعتمد النقد منهجًا له فى فهم المجتمع وظواهره وتحليلها، حيث يصبح قادرًا على مواجهة كافة أشكال السلطات، وليس السلطة السياسية فقط، دون أن يتراجع عن مواقفه الفكرية التي يراها الخيار الأنسب، مضيفًا: "أما الشرط الثالث والأخير هو أن يقدم المثقف مشروعا اجتماعيا جديدا، وهو التنظير لمشروع اجتماعي جديد يضمن إقلاعًا حقيقيًّا للمجتمع من وضعه القائم إلى وضع قادم يمكنه من مسايرة ركب الحضارة، فكل مجتمع فيه عوائق ومثبطات تحول دون تحقيق مفهوم التنمية الشاملة والمستدامة ولكى يتجاوز المجتمع هذه المثبطات لابد من ابتكار مشروع مجتمعي متكامل تتوفر فيه كافة الضمانات اللازمة للوصول إلى الأفضل وهذا هو دور المثقف بوصفه حاملاً لمشروع وبديل اجتماعى جديد يستطيع به استقطاب كافة الشرائح الاجتماعية التي تجد فيه طموحها ومستقبلها".
وقال "ربيع": المثقف في جوهره ناقد اجتماعى همه أن يحدد ويحلل ويعمل على المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف أمام بلوغ نظام اجتماعي أفضل نظام أكثر إنسانية وأكثر عقلانية وأكثر رفاة، مجتمع يغادر صحراء الخرافة والجهل إلى بساتين العقلانية والعلم".
وتساءل "ربيع": هل قامت نخبتنا بذلك، أم تجمدت فى مربع المزايدة والمتاجرة والتشويه للسلطة السياسية، لتدارى فشلها فى القيام بدورها فى التنوير والتنظير لمشروع اجتماعى منقذ، ولم تكتف بذلك، بل انطبحت على أسرة تنظيمات التآمر والجهالة والتطرف طمعا فى أموالها السخية".
المنشقون عن الإخوان يحملون أفكارا ظلامية
فى المقابل رد جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق على إبراهيم ربيع، موجها رسالة له قائلا : أنتم الظلاميين" مضيفًا :"ليس كل من يكتب عن تاريخ الإخوان هو ترويج لهم ولأفكارهم بل هو توضيح لخطورة هذا الفكر الإرهابى، ويبينون نتيجة الإرهاب الإخوانى.
وقال وزير الثقافة الأسبق فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إنه ليس كل الكتابات عن الإخوان تعد ترويج للجماعة وفكرها فهناك مؤرخون كتبوا عن الخوارج وإرهابهم وفكرهم الظلامى وكان الهدف من ذلك هو توضيح خطورة هذا الفكر، وهذا ما يفعله المثقفين الآن.
ولفت جابر عصفور إلى أن هذه الكتابات التى يكتبها المثقفين ليست دعوة لتبنى فكر الإخوان بالعكس هو يعد تنوير وتحذير من هذا الفكر الإرهابى.
اتهامات جزافية لا تليق بالمثقفين
وفى ذات السياق، وجهت الكاتبة فريدة الشوباشى، رسالة إلى القيادى المنشق عن الإخوان قائلة: ما هو دليلك على هذه الاتهامات، فالبينة على من ادعى، واليمين على من أنكر.
وقالت الكاتبة فريدة الشوباشى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، هذه الاتهامات التى يروجها إبراهيم ربيع للمثقفين هى اتهامات جزافية، لا دليل عليها، مطالبة إياه بأن يذكر دليلا واحد يؤكد من خلاله أن المثقفين يدعمون أفكار جماعة الإخوان.
فيما بدوره أوضح نادر مصطفى، أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، أن هذه الاتهامات هى اتهامات ظلامية لا أساس لها من الصحة ولا يمكن تعميم هذه الاتهامات على كل المثقفين.
وقال أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن بعض المثقفي نبالفعل كانوا يروجون لفكر الإخوان ولكن الغالبية العظمى من المثقفين يحاربون هذا الفكر من خلال كتاباتهم ومقالاتهم، وبالتالى فهذه الاتهامات تشوه النخبة الثقافية وليست حقيقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة