لم تتوقف الحماقات والخسة التركية عند شن الحرب الشرسة على شمال وشرق سوريا واستهداف منازل المدنيين، ولكن هدد الدكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان أيضا الدول الأوروبية التى لم تصمت أمام عدونه الغاشم على الأراضى السورية وطالبت بتوقيع أقصى العقوبات عليه لاختراقه القوانين الدولية، بإرسال ملايين اللاجئين السوريين إلى أراضيهم، وذلك من خلال استغلاله أزمة المهاجرين لديهم فى محاولة منهم.
وكان لأوروبا رد فعل سريع يتمثل فى استدعاء عدد من دول الاتحاد الأوروبى لسفراء تركيا فيها، وكان آخرهم إيطاليا التى أعلن متحدث باسم الحكومة استدعاء السفير التركي للاحتجاج على العملية العسكرية في سوريا، وسبقتها فرنسا التى طالبت بمعاقبة أردوغان بشكل حاسم، وطالبت باجتماع فورى لمجلس الأمن لمناقشة الكارثة التى تشنها تركيا على أراضى سوريا، هذا وبالإضافة إلى استدعاء الخارجية الفرنسية، للسفير التركى فيها على خلفية العدوان التركى.
أما هولندا فكانت من أول الدول التى استعدت السفير التركى لمناقشته فى العدوان الغاشم على التراب السورى، بعد ساعات قليلة من بدأ العمليات العسكرية.
بدورها، أعلن نائب سفير بعثة ألمانيا لدى الأمم المتحدة، يورجن شولتز بالنيابة عن الدول الست(ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا و استونيا)، عقب المشاورات قال "إن تركيا عليها وقف العمل العسكرى الاحادى لأننا لا نعتقد أنه سيعالج المخاوف الأمنية الأساسية لتركيا.
فى المقابل، تجاهل وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو الجرائم الانسانية التى يرتكبها الجيش التركى، بحق السوررين بعد العدوان الغاشم على الأراضى السورية، بأوامر من أردوغان، واتهم أوغلو، اليوم الخميس، الرئيس الفرنسى ماكرون بمحاولة تقسيم سوريا، زاعما أن تركيا سترد حال فرض أى عقوبات أمريكية عليها، بسبب العملية العسكرية بسوريا.
وعلى الفور دفعت الخسة، الرئيس التركى رجب طيب اردوغان لتهديد اوروبا في خطابه الأول بعد انطلاق العملية العسكرية التركية في شمال سوريا: "أيها الاتحاد الأوروبي، إذا سميتم هذه العملية العسكرية "بالغزو"، فسنفتتح بواباتنا ونرسل 3.6 مليون لاجئ سوري إلى أوروبا".
وأوضح أن الجيش التركي قتل 109 مقاتلا من القوات الكردية في شمال سوريا، منذ انطلاق العملية العسكرية الأربعاء.
وأثارت التفجيرات والهجمات التركية التي وقعت في مدينة رأس العين وعدة مدن حولها وتسببت فى مقتل اكثر من 100 شخص وتشريد الألاف من السوريين، الطبقة السياسية الفرنسية التى عبرت إنها مستاءة من موقف تركيا وأدانوا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بشدة.
وقال الرئيس الفرنسى السابق فرنسوا هولاند، فى كلمة له فى صحيفة لو باريزيان الفرنسية، انه يتمنى توقيع عقوبات شديدة وحاسمة على أردوغان، مؤكدا أن " الأكراد هم حلفائنا ، لقد قادوا المعركة ضد داعش، وتركيا عضو في الناتو، كيف نعترف بأن يمكن لأي بلد في تحالف معنا مهاجمة قوة كانت شريكنا الرئيسي ضد مكافحة داعش".
وأكد هولاند "الأكراد كانوا دعمنا الأرضي الرئيسي لمحاربة داعش ، وكانت طائراتنا قادرة على المناورة من خلال هذا العمل المشترك بفضلهم" .
ومن ناحيتها قالت وزيرة العدل الفرنسية، نيكول بيلوبت، لإذاعة، أر تى ال، بعد الهجوم التركى، "بهذا الشكل لا يتمكن المقاتلون الأكراد من مراقبة السجناء الإرهابيين، ولا القيام بدورهم بمساعدتنا فى الحرب ضد داعش.
وبجانب القتال فهم معنيين بالسجناء من الإرهابيين والمتطرفين، وبذلك سيكون الخطر موجود فى مختلف ارجاء العالم، ويتمثل فى الإفراج غير المنضبط لهؤلاء الأشخاص، وهو ما يهدد بنزوحهم إلى دول أخرى، ومن الصعب للغاية وضعهم في هذا الوضع".