شهدت السفارات التونسية بالخارج فى ٤٥ دولة بالقارات الخمس توافد أبناء الجاليات التونسية للإدلاء بأصواتهم فى أول أيام الاقتراع بالجولة الثانية لانتخابات الرئاسة والتى تمتد لثلاثة أيام بينما يقتصر التصويت بالداخل على يوم الأحد فقط ، وتعتبر هذه الجولة هى الحاسمة فى اختيار من يخلف الرئيس الراحل الباجى قايد السبسى فى قصر قرطاج.
مشاركة المرأة
سادت أجولء الهدوء منذ الصباح وحتى إغلاق مقار الاقتراع فى تمام السادسة مساء. وكانت مشاركة المرأة أبرز ما ميز اليوم الأول لتلك الجولة ، ما يوضح اهتمام المرأة التونسية بأن يكون لها دور بارز وإيجابى ليس اجتماعيا فقط بل سياسيا أيضا، هذا ما أكدته إيمان البسطى إحدى الناخبات التونسيات، لليوم السابع، موضحة أن المرأة التونسية دائما متحملة المسئولية وتحرص على المشاركة بإيجابية فى رسم مستقبل بلدها، وهذا ما دفعها للنزول اليوم لمقر الاقتراع، وأضافت أنها كشابة ترى أن الشباب لابد أن يكون لهم الدور الأكبر فى قيادة تونس ، وعن رأيها فى نتائج الانتخابات التشريعية قالت أنه رغم تقدم حركة النهضة إلا أنها غير قلقة فى ظل وجود أحزاب أخرى ستشارك فى البرلمان ما يضمن عدم استئثار النهضة بمستقبل تونس، مبدية ثقتها فى وعى الشعب بمصلحة بلده.
بينما رأت سايدة عبدالعزيز ، إحدى الناخبات، أن مسار الانتخابات شابه بعض المشكلات فى النواحى التنظيمية وتسجيل الناخبين بالكشوف ولكن بشكل عام استطاعت تونس استكمال استحقاقاتها الدستورية فى ظل ظروف صعبة وهذا المهم ، متمنية أن يهتم الرئيس الجديد بالشباب فهم طاقة لم تستغل بعد .
الناخبون: نريد رئيسا لكل التونسيين
وأضاف هشام عياش؛ مقيم بمصر منذ ٢٠١٧، فى حديثه لليوم السابع أنهم حرصوا على المشاركة لاستكمال مسار تونس الديمقراطى ، وعن توقعاته من الرئيس الجديد قال ؛ نريد رئيسا لكل التونسيين وليس لفئة دون الأخرى ويجمع التونسيين بدلا من أن يفرقهم ويعمل جاهدا على حل مشكلاتنا وأهمها ارتفاع الأسعار والفقر والتضخم بشكل غير مسبوق .
وأشار عياش أن الانتخابات لم تحظ بمشاركة كبيرة مثل انتخابات ٢٠١٤ وتشهد هذه الانتخابات عزوفا نسبيا لقطاع من الشعب التونسى وأرجع ذلك لصدمة الشعب فى أداء مت اختارهم بالسابق والذين لم يليوا طموحاته، مؤكدا أن العزوف والسلبية ليست حلا بل على الجميع المشاركة .
وعن رأيه فى نتائج الانتخابات التشريعيك قال " كانت صادمة فنحن لا نريد إسلاميين متطرفين فى الحكم وحركة النهضة أثبتت من خلال تاريخها أنها غير جديرة بتونس ومتورطة فى جرائم اغنيالات سياسية ولم تقدم أى شىء يفيد شعب تونس".
توقعات بتزايد المشاركة
ومن جانبه قال عبد الوهاب الريسى منسق الهيئة العليا المستقلة لانتخابات تونس بدائرة مصر، فى تصريحات خاصة لليوم السابع من مقر الاقتراع بالقاهرة، إن الناخبين من أبناء الجالية التونسية بمصر توافدوا منذ صباح اليوم على مقر الاقتراع بالسفارة التونسية بالقاهرة للإدلاء بأصواتهم فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسةوالتى يتنافس فيها كل من قيس سعيد الحائز على المركز الأول فى الجولة الأولى، ونبيل القروى الفائز بالمركز الثانى من الجولة نفسها، والتى تمتد لثلاثة أيام وتنتهى الأحد المقبل وهو اليوم المخصص لإجراء الانتخابات داخل تونس.
وأضاف الريسى فى تصريحاته، أن هناك ١٢٠٠ ناخب مسجلين فى مصر وتم تخصيص مقرين للاقتراع أحدهما فى القاهرة والثانى فى الإسكندرية، وتوقع الريسى أن تكون نسبة المشاركة أكبر من الناخبين فى هذه الجولة التى وصفها بجولة الحسم حيث يتحدد من يتولى حكم البلاد، خاصة وأن المتنافسين أصبحا اثنين فقط بدلا من ٢٦ متنافساً فى الجولة الأولى وهذا يعنى عدم تشتت الأصوات .
وأشار إلى أن المرأة متواجدة بقوة سواء فى الجولة الأولى أو الثانية إعمالا بالحقوق التى أرسى أسسها الراحل الحبيب بورقيبه ونتمنى أن تكون هذه المرحلة مرحلة وضع أسس الديمقراطية بتونس التى ستترسخ على مدى السنوات القادمة .
واستكمل قائلا إن السفارة التونسية قد أنهت أمس كافة استعداداتها على أفضل مستوى لإجراء الجولة الثانية فى جو يضمن الشفافية فهدفنا إرساء بناء ديمقراطى سليم ، من حيث تأمين المقار جيدا و توفير السبل التى تسهل على الناخب الاقتراع ،أما الاستعدادات للانتخابات بشكل عام فقد بدأنا منذ ١٣ سبتمبر الماضى
ويستمر استقبال الناخبين على مدى الثلاثة أيام المخصصة للاقتراع بالخارج، بدءا من الثامنة صباحا، وحتى السادسة مساء (حسب توقيت كل دولة) بالدوائر الواقعة خارج تونس فى 45دولة .
وناشد الريسى أبناء الجالية التونسية بالمشاركة فى عملية الاقتراع بالجولة الثانية والتى ستحسم من يتولى حكم تونس.
الأحد آخر أيام التصويت
ومن المنتظر أن يتوجه الأحد المقبل سبعة ملايين ناخب تونسى تقريبا إلى أكثر من 4500 مركز اقتراع بتونس.
وأشارت تقارير إعلامية تونسية إلى أنه تم تجهيز أكثر من 20 ألف أمني لتأمين السير العادى أثناء العملية الانتخابية داخل تونس لضمان لضمان الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة ومكافحة الجريمة بمختلف أنواعها بالإضافة إلى تأمين الحدود والمقرات الدبلوماسية.
كما سيتم تخصيص فريق من الوحدات المختصة في مكافحة الإرهاب بكامل ولايات الجمهورية مدعوما بكافة المعدات والتجهيزات المستوجبة وبطائرات مروحية للتدخل عند حدوث طارئ".
ومن جانبه، أكد قيس العمرى، عضو حملة المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية قيس سعيد الفائز بالمركز الأول فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، إن الحملة الدعائية للانتخابات الخاصة بقيس سعيد لم تتوقف وأن ما توقف هو تواجد قيس سعيد ميدانيا فقط وهو ما أعلنه تضامنا مع المرشح الثانى نبيل القروى من منطلق أخلاقى وقتما كان محبوسا لمنع اللغط حول مبدأ تكافؤ الفرص.
كانت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التونسية التي جرت في 15 سبتمبر الماضي، أسفرت عن تصدر قيس سعيد القائمة بعد حصوله على نسبة 18.4% من أصوات الناخبين، وتلاه نبيل القروي الذي تمكن من حصد 15.6% من أصوات الناخبين، ليتقرر خوض كلا المرشحين الجولة الثانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة