تجددت أزمة الوقود فى لبنان جراء النقص الحاد فى الدولار الأمريكى فى الأسواق، حيث أعلن أصحاب محطات الوقود وموزعو المحروقات، الدخول فى إضراب عام فورى، ابتداء من عصر اليوم الجمعة، بعدما قررت الشركات المستوردة للمشتقات النفطية، عدم تسليم المحروقات فى السوق المحلى إلا بالدولار الأمريكى.
محطات الوقود تعتذر عن بيع المحروقات
وسادت حالة من القلق والترقب لدى اللبنانيين الذى تهافتوا على محطات الوقود لتعبئة سياراتهم ومركباتهم بالبنزين، واصطفت طوابير طويلة من السيارات أمام المحطات، خشية أن يطول أمد الأزمة، وتسببت الطوابير فى حدوث اختناق مرورى فى عدد من المناطق، فى ما توقفت أعداد كبيرة من المحطات فى مناطق مختلفة عن بيع الوقود استجابة لقرار نقابتهم.
ومنذ أن بدأت الأزمة فى لبنان قبل نحو شهر، شهدت البلاد سلسلة من الإضرابات فى قطاع المحروقات، حيث يؤكد القائمون على القطاع أنهم يستوردون المشتقات النفطية بالدولار ويبيعونها فى الداخل (الأسواق) بالليرة اللبنانية، وأن البنوك لم تعد توفر لهم منذ شهور الدولار اللازم للاستيراد ومن ثم يضطرون لشرائه من الصرافة والسوق السوداء بأسعار تزيد عن سعر الصرف الرسمى المحدد من قبل البنك المركزى، بما يكبدهم خسائر مالية كبيرة.
محطات الوقود تتوقف عن البيع
وكان نقيب أصحاب الشركات المستوردة للمشتقات النفطية جورج فياض، قد أعلن صباح اليوم، أن الشركات لن تقوم بتسليم ما لديها من مخزون المشتقات النفطية بالليرة اللبنانية، وأنها ستستمر فى التسليم فقط بالدولار، لافتا إلى أن المخزون النفطى لدى الشركات يكفى لنحو شهر فقط.
وأوضح أن هذا القرار يأتى فى ضوء عدم تنفيذ البنوك لقرار مصرف لبنان (البنك المركزى) بفتح اعتمادات دولارية لاستيراد المشتقات النفطية، جراء غياب التنسيق والتباين فى فهم قرار المصرف المركزى بهذا الشأن.
لافتات رفعتها محطات الوقود تعتذر عن البيع
وقال: "نحن كنا قد استجبنا لطلب رئيس الحكومة سعد الحريري، ببيع ما لدينا من مخزون المحروقات بالليرة اللبنانية لتخفيف الضغط على الدولار، استنادا إلى أن البنوك ستوفر لنا الدولار مقابل الليرة بسعر الصرف الرسمي، ولكن هذا الأمر لم يتحقق ولم يتم تنفيذه، ومن ثم فلن نسلم المشتقات النفطية بالليرة ولكننا مستمرون فى تسليمها بالدولار".
ومن جانبها، قامت نقابات أصحاب محطات الوقود والموزعين، بعقد اجتماع طارئ فى مواجهة قرار الشركات المستوردة للمشتقات النفطية، وانتهت إلى قرار بـ "التوقف الفورى عن بيع المحروقات فى عموم لبنان".
يحدث الآن🤦🏻♂️ يمكن محطة متى عالسوديكو الوحيدة يلي بعدها عم تعبي والسير سكر من المتحف للسوديكو pic.twitter.com/NGHygdgk13
— Maher Farghal (@MaherFarghal) October 11, 2019
وقال نقيب أصحاب محطات الوقود سامى البراكس – فى مؤتمر صحفى عقده عصر اليوم – إن شراء الدولار الأمريكى من المصارف بسعر الصرف الرسمى (1507 ليرات) أصبح أمرا مستحيلا، على نحو كان يضطر أصحاب المحطات إلى التوجه لشركات الصرافة، حيث سادت السوق السوداء، وتخطى سعر الصرف 1650 ليرة مقابل الدولار.
وأشار إلى أن أصحاب المحطات يتكبدون خسارة قدرها ألفى ليرة لبنانية عن كل صفيحة بنزين (20 لترا) و 1600 ليرة عن كل صفيحة مازوت، الأمر الذى يهدد استمرارية تلك المحطات ويقودها نحو الإفلاس السريع.
وأكد أن أيا من المسئولين لم يف بالوعود لإيجاد الحلول، وأنهم (أصحاب المحطات) علقوا مرارا التوجه نحو الإضراب العام معتمدين على وعود بالحلول فى حين أن الوضع لا يزال كما هو، ومن ثم فإنهم يعلنون التوقف القسرى الفورى عن بيع المحروقات فى كافة أنحاء لبنان.
وطلب "البراكس" إلى جميع أصحاب المحطات فى لبنان بيع ما لديها من مخزون ثم إلاق محطاتهم لحين صدور قرار خطى من الجهات المختصة الرسمية بإلزامية بيع المحروقات إلى أصحاب المحطات بالليرة اللبنانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة