مع استمرار تركيا فى عملياتها العسكرية التى انطلقت الأربعاء الماضى، فى شمال سوريا، فر حوالي 100 ألف شخص من منازلهم في شمالي سوريا، وفقا لتقارير رسمية صادرة عن الأمم المتحدة، وتصاعدت أرقام هذه الحرب التى وصفوها بأنها حرب عرقية من قبل رجب طيب أردوغان ضد الأكراد.
وحاول رجب طيب اردوغان أن يبرر احتلاله لسوريا، بمزاعم كثيرة، منها أنه يسعى للقضاء على الإرهاب، كما حاول أن يبرر حربه بعودة اللاجئين السوريين، إلا أن الحقيقة تختلف تماما.
اردوغان يسقط فى المستنقع
العمليات العسكرية التركية فى شمال سوريا، ستمنح تنظيم داعش قبلة الحياة، هذا ما كشفه الكاتب السعودى سلمان الدوسرى، قائلا فى مقال حمل عنوان "مستنقع الغزو التركي لسوريا" :"ربَّما تكون الاستراتيجية التي اعتادتِ الحكومة التركية عليها في كافة سياساتها، ألَّا تبدو أهدافها الحقيقية كما تعلنها، وعلى هذا المنوال قامت بعملية عسكرية في شمال سوريا تحت غطاء شبه مستحيل التنفيذ، وهو "إعادة اللاجئين" و"منطقة أمنية"، بينما الأهداف الحقيقية مختلفة تماماً، ولا ترتبط بصلة بالعودة المزعومة. فالحقيقة الوحيدة الماثلة للعيان، أن ما جرى هو غزو عسكري تركي لأراضي سوريا، جرى وتمَّ أمام أعين العالم، في استهانة واضحة بأبسط مفاهيم قواعد القانون الدولي. وحتى لو افترضنا جدلاً نجاح العملية التركية في إعادة اللاجئين العرب نظرياً، فإن الملف السوري سيزداد تعقيداً بمخاطر ارتكاب تطهير عرقي وتغيير ديموغرافي مهول، مع سياسة طرد الأكراد من مناطقهم التي عاشوا فيها مئات السنين، وإعادة توطين مواطنين من مناطق مختلفة في أراضٍ غير أراضيهم، وهنا - لا جدال - سنكون أمام كارثة جديدة بالتأكيد، ستعقِّدُ المشهد أكثر مما هو معقد، وستطيل أمد الحرب في سوريا".
وأشار إلى أن رجب طيب إردوغان في أضعف حالاته، سواء على الصعيد السياسى أو الاقتصادى مضيفا :" أن الأكراد سيكتفون بالتفرج بينما يستأصلون من وطنهم ويطردون خارجه، من كانت لهم اليد الطولى في طرد تنظيم «داعش»، وأسر الآلاف من عناصره، وجدوا نفسهم فجأة تحت وطأة غزو عسكري أجنبي يستهدفهم، ويراهم جميعاً "إرهابيين" وغني عن القول أن الآلاف من «الداعشيين» الذين تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، في الأساس دخلوا سوريا من بوابة الحدود التركية، ناهيك عن إتاحة الفرصة لـعودة 18 ألف مقاتل «داعشي» آخرين مختبئين في المنطقة، وبالتالي علينا توقع كيف سيكون التعامل التركي معهم، إذا سيطروا على مواقعهم".
وتابع :"تركيا ستكون في فوهة المدفع، متورطة فيما لا قدرة لها عليه، وستكون قد غزت سوريا بأقدامها على وقع خطب إردوغان الـحماسية منقطعة النظير؛ لكنها بالتأكيد لن تستطيع الخروج من المستنقع الذي سقطت فيه بسهولة، ولن تنفعها عناوين مضللة لعملياتها العسكرية، مثل «غصن الزيتون» و«نبع السلام»، فالأكيد أن ما حدث هو غزو تركي سافر، واحتلال لأراضٍ عربية، وضريبته السياسية والعسكرية المقبلة ستكون مهولة على تركيا ورئيسها".
سوريون يستغيثون من السفاح
ومع استمرار العدوان التركى على سوريا، تداول عدد رواد من مواقع التواصل الإجتماعى، فيديوهات لمواطنين سوريين عزل يستغيثون من غزو قوات رجب طيب اردوغان ويصيفونه بالسفاح.
ومن أهم الفيديوهات التى انتشرت فى هذا الصدد انتشار فيديو لمواطن سوري من منطقة رأس العين شمالى سوريا، وهو يصرخ من جرائم اردوغان فى شمال سوريا، وعدوانه المستمر على المناطق المتفرقة في شمالى سوريا .
المواطن السوري قال :" أردوغان بيهجرنا وشردنا وبيجلب مكاننا أرهابين من أفغانستان وشيشان وباكستان، وهو يعطى الارهابيين اراضينا".
وأضاف المواطن السوري:" أردوغان شرد أطفالنا ونسائنا، ونحن من أمة محمد ومسلمين، وأي دين يتحدث عنه ، وهو ينتهك أردوغان، متسائلا: "أين الإرهاب الذى يدعيه أردوغان، نحن شعوب فقيرة".
وتابع :" أين يذهب أطفالنا ونسائنا.. يعيش مليون مواطن هنا، الرئيس التركي له مطامع من المنطقة، وسندافع عن بلادنا بكل قوتنا وأرواحنا".