البحث عن الثراء السريع، دفع ما يقارب نصف دستة أشرار للتخطيط لاختطاف طالب فى الدقهلية، ومساومة أسرته على المال، لكن أحلام المجرمين تبخرت وتحطمت بسبب اليقظة الأمنية.
فى جلسة أُنس خطط المجرمون الخمسة لكواليس الجريمة، وبعد سيجارتين حشيش، رسموا الخطة، ووزعوا الأدوار، بعدما رصدوا الطالب وتحركاته، وعرفوا أنه يتحرك برفقة صديقه فى مدينة المطرية بالدقهلية.
الطالب اقترب من منزله على دراجة بخارية برفقة صديقه، ولدى وصوله للمكان، فوجئ بأشخاص يعترضون طريقه بأسلحة نارية وبيضاء، وأنزلوه بالقوة الجبرية من الدراجة البخارية ووضعوه داخل سيارة بعد إغماء عينيه وتكبيل يديه وتكميم فمه وهربوا من المكان.
فى مزرعة بمكان نائى بمنطقة أبوصير فى الإسماعيلية احتجز المجرمون الطالب، وهددوه بالقتل، حال عدم انصياع أسرته لمطالبهم، فى الوقت الذى توجه فيه صديقه الذى كان برفقته أثناء وقوع الجريمة لمركز الشرطة وحرر محضر بالواقعة، بينما كان الأب يتلقى اتصالات هاتفية من المجرمين يساومونه فيها على 5 ملايين جنيه لاستلام ابنه حياً، أو استلام جثته حال عدم السداد.
حالة من القلق والخوف انتابت الأسرة على الطالب المختطف، خاصة أن نبرات صوت المجرمين كانت تحمل تهديداً قاسياً للأسرة، قابلها تطمينات من رجال الشرطة للأسرة بعودة الابن المختطف خلال سويعات قليلة دون إصابته بأى مكروه.
كلمات ووعود رجال الشرطة للأسرة، كان لها مفعول السحر فى تهدئة روعهم، وبدأ القلق يتلاشى تدريجياً، بعدما شاهدت الأسرة كتيبة عمل من رجال الشرطة تتحرك هنا وهناك، تجمع التحريات وتوفد المأموريات لملاحقة المتهمين وتحرير الضحية.
التحركات الأمنية المكثفة أزعجت المجرمين، ودفعتهم للتخلى عن الضحية، حيث عاد الطالب لأحضان أسرته، وسط فرحة عارمة، وتقديم الشكر لرجال الشرطة على التحركات السريعة والعاجلة.
عودة الطالب المختطف، لم تجعل رجال الشرطة يتوقفون عن عملهم، وإنما واصلوا العمل المستمر، حتى حددوا مكان اختباء المجرمين ونجحوا فى القبض عليهم، وتبين أن بينهم مسجلين خطر.
"كنا عايزين فلوس"..هكذا برر المجرمون جريمتهم النكراء، مؤكدين أن الحاجة للمال لتحقيق الثراء السريع وشراء المخدرات دفعتهم لارتكاب الجريمة، ولم يتخيلوا السقوط فى قبضة الشرطة بهذه السرعة.
كان قد تلقى مركز شرطة المطرية بلاغاً من طالب، أفاد أنه أثناء عودته، وبرفقته صديقه "طالب" مستقلان دراجة نارية قيادته، ولدى وصولهما لمنزل صديقه إعترضتهما سيارة ملاكى وترجل منها شخصين بحوزة أحدهما سلاح نارى والآخر سلاح أبيض وإصطحبا صديقه عنوة للسيارة وهربوا به، وتلقى والد المجنى عليه اتصالاً تليفونياً من مجهول طلب خلاله مبلغ 5 ملايين جنيه كفدية لإطلاق سراح ابنه، وتم تشكيل فريق بحث جنائى من إدارة البحث الجنائى بالدقهلية، أسفرت جهوده عن تحديد مرتكبى الواقعة.
وكشفت التحريات أن المتهمين 5 أشخاص، بينهم اثنين لهم معلومات جنائية مسجلة، وبتضيق الخناق عليهم أطلقوا سراح المجنى عليه من مكان احتجازه بمزرعة فى أبو صوير بنطاق أمن الإسماعيلية، وعقب تقنين الإجراءات تم إستهداف المتهمين بعدة مأموريات بالتنسيق وقطاع الأمن العام وإدارتى البحث الجنائى بمديريتى أمن الإسماعيلية والسويس، حيث تم ضبطهم جميعاً وبحوزتهم "بندقية خرطوش، وسلاح أبيض "سكين"، وبمواجهتهم اعترفوا تفصيلياً بارتكابهم الواقعة.
واعترف أحد المتهمين بالتخطيط لارتكاب الواقعة بقصد الحصول على مبلغ الفدية، واستعان بباقى المتهمين لارتكاب الواقعة باستخدام الأسلحة المضبوطة بحوزتهم واحتجاز المجنى عليه بمزرعة خاصة بأحد المتهمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة