أ ش أ

الجارالله: تدخل تركيا الدموى ومجازرها فى سوريا لن يلغى الحقوق الكردية المعترف بها عالميا

الأحد، 13 أكتوبر 2019 10:58 ص
الجارالله: تدخل تركيا الدموى ومجازرها فى سوريا لن يلغى الحقوق الكردية المعترف بها عالميا أحمد الجارالله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية، العميد أحمد الجارالله، أن التدخل التركى الدموى ومجازرها التى ترتكبها حاليا فى سوريا، لن يلغى الحقوق الكردية المعترف بها من غالبية دول العالم.
 
وقال الجارالله، فى افتتاحية صحيفة "السياسة" الكويتية اليوم الأحد، تحت عنوان ("الأردوغانية" بين أضغاث أحلام عبدالحميد وواقعية أتاتورك)، "إن المُراقب للسِّياسة التركية طوال السنوات الثمانى الماضية، يرى تغييراً شاملاً فيها، إلى حد الانغماس فى قضايا المنطقة، بعدما أيقنت السلطة الحاكمة، أن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مجرد سراب لا أكثر، وبالتالى فإن العودة إلى الحلم الإمبراطوري، هو الخيار الوحيد لحزب العدالة والتنمية، الذى يستند إلى خلفية إيديولوجية إسلامية من صناعة جماعة (الإخوان).
 
وأضاف، أنه على هذا الأساس يُنظر إلى مجمل التطورات التى شهدتها كل من سوريا والعراق بفعل التدخل التركى، المباشر تارة، وغير المباشر مرات عدة، إلى أن وضعت الحقيقة أمام أنقرة، أن مشروع الهيمنة الجديد، لا يمكن تحققه من خلال جماعة (الإخوان) عربياً، بعد الانتكاسات التى منيت بها فى عدد من الدول، وإن سوريا التى حولتها تركيا ساحة خلفية لها، بدعم الجماعات المتطرفة، وتسهيل دخول المقاتلين الأجانب إليها، لم تعد هى تلك التى أخذت الحماسة شرائح من شعبها تحت شعار الثورة، والتى يمكن أن تحقق هدفها فى الإفساح بالمجال للأتراك بالتوغل إلى عمق العالم العربى".
 
وشدد الجار الله، على أن صانع القرار التركى لابد أن يدرك، أن غزو دولة عربية، حتى لو كانت هناك خلافات سياسية معها، ليس مقبولاً عربياً، ولا حتى إسلامياً، وأممياً أيضاً، لأن موازين القوى تتغير بفعل التبدلات الحاصلة عالمياً، والاستناد إلى جماعات سياسية محلية، لا يمنح الغازى مشروعية التدخل فى الشؤون الداخلية للدول.
 
وأردف قائلا، "أنه على أنقرة النظر إلى التجربة الإيرانية المستمرة منذ 40 عاماً، والفشل الذى منيت به طوال العقود الأربعة، وعدم القدرة على التوسع، حتى باستخدام الأوراق والعصى الطائفية فى عدد من الدول العربية، لأن مشروعها فى أساسه، قام على سلسلة من العيوب القاتلة، فإذا كانت إيران استفادت من هشاشة الوضع اللبناني، واستطاعت عبر (حزب الله) الإمساك بقرار ذلك البلد، إلا أنها فشلت فى تحقيق أهدافها، بل عملت على وضع لبنان فى محجر الرقابة الدولية، بعدما دمرت اقتصاده ودفعته إلى الانهيار، بدليل سلسلة الأزمات التى تتوالد كالفطر حالياً".
 
وتابع الجارالله قائلا: "وفى العراق لم يكن المشروع الإيرانى أفضل حالاً، بل على العكس، أثبتت الانتفاضة الشعبية الأخيرة، أن النقمة ليست على الطبقة السياسية الحاكمة فقط، بل على إيران أيضاً، وتغلغلها فى مفاصل الدولة، أما فى اليمن، فتلك قصة يجب على كل عاقل النظر إليها بروية، كى يعرف إلى أين أوصل التدخل الإيرانى الشعب اليمني، إذ رغم المليارات التى أنفقتها طهران على تعزيز نفوذها فيه، وجعله ممراً إلى المملكة العربية السعودية، بهدف السيطرة على الأماكن الإسلامية المقدسة، لإكساب ذلك التوسع الشرعية الدينية، منيت بالفشل، كما فشلت فى تصدير الثورة إلى البحرين، التى تعتبر من الدول الصغيرة بعدد السكان، ولم تستطع عصابات ايران العميلة، تغيير المزاج الشعبى المؤيد لآل خليفة، وكذلك فشلت فى السعودية والإمارات والكويت، ولا تزال العائلات الحاكمة تتمتع بتأييد شعبى كبير، والتفاف وطنى حولها".
 
وتساءل رئيس تحرير صحيفة "السياسة"، أنه استنادا إلى هذه الحقائق، هل يتصور صانع القرار التركى قدرته على نجاح مشروعه التوسعي، فإذا كانت إيران فشلت طوال أربعين عاماً، وتحولت جراء ذلك لدولة معزولة، منبوذة من كل دول العالم، ولم تفدها المليارات التى أنفقتها على عصاباتها فى الإقليم، فهل ستتغير الصورة، لأن التركى يستند إلى جماعة سياسية سنية (الإخوان) فى فرض مشروعه؟.
 
وأضاف الجارالله قائلا: "هذا الانفصام فى الشخصية السياسية التركية، لا يختلف عما هو قائم إيرانيا، غير أن الاثنين يشبهان فى المآلات، نهاية السلطنة العثمانية التى وصفت آخر أيامها بالرجل المريض، رغم أنها كانت إمبراطورية تسيطر على أجزاء كبيرة من العالمين العربى والإسلامي، إلا أنها انتهت إلى التفكك، ويبدو حالياً أن حزب العدالة والتنمية، يقود تركيا إلى أن تصبح الرجل المريض، لأن قادته لم يقرأوا تاريخهم جيدا، كى يعرفوا كيف تبخرت أحلام السلطان عبدالحميد، لأنه لم يأخذ بالوقائع التى كانت موجودة فى ذلك الحين .. ويبقى السُّؤال: هل سيُكرر رجب طيب أردوغان خطأ عبدالحميد، أم أنه سيستفيق فى اللحظة الأخيرة، ويعود إلى استكمال مسيرة مصطفى كمال أتاتورك؟".
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة