سلط موقع "ذا صن" البريطانى الضوء على مقبرة دفن وصفها التقرير بالغامضة، اكتشفت يونيو الماضى، جنوب سقارة، ويقولون إنها تعود إلى أكثر من ألفى عام.
وكان فريق من علماء الآثار البولنديين أعلن في 27 يونيو، في مقال نُشر على الموقع الإلكتروني لوزارة العلوم والتعليم العالي في بولندا، عن اكتشاف مذهل لمئات المومياوات في منطقة جبانة سقارة الأثرية.
كما تم اكتشاف رموز بارزة على المقابر، حيث رسم اثنان من الإله أنوبيس أزرقان "إله التحنيط وحارس الجبانة عند القدماء المصريين" يجلسان فى مواجهة بعضهما البعض.
وفقًا للباحث البولندى الذى عثر عليها فإن النقوش ترجح أنها مكتوبة بواسطة عامل أمّى، حسبما نقل موقع "ذا صن"، حيث أكد أن فى المقبرة تم العثور على 36 مومياء فى سقارة "مدينة الموتى".
وبعيدًا عن المدافن المعقدة التى توقعناها من المصريين، كانت المومياوات المكتشفة حديثًا - التى يتراوح عمر كل منها بين 2000 و2600 عامًا - فى حالة مؤسفة، حيث لم يتم حماية الجثث سوى طبقة حنيط بسيطة، مما يوحى بأنهم ينتمون إلى عائلات الطبقة العاملة أو المتوسطة، وليس النخبة.
وقال عالم المصريات البولندى كامل كورازيكوفيتش، من جامعة وارسو لوكالة الأنباء البولندية: "معظم المومياوات التى اكتشفناها متواضعة للغاية، تعرضت فقط لعلاجات التحنيط الأساسية، وتم وضعهم مباشرة فى الحفر المعدة لهم".
وأضاف: "لا توجد نقوش أو أشياء شخصية قد تلمح إلى أسماء هؤلاء الأشخاص أو المهن، لكن تحليل بقايا الهيكل العظمى يشير إلى أنهم فى الغالب ويقومون بأعمال شاقة". يعمل علماء الآثار على مدى عقود فى سقارة، التى كانت بمثابة مقبرة لمدينة ممفيس القديمة بأكملها.
كما ظهرت فى المقبرة صور لأبن آوى تهدف إلى تمثيل أنوبيس، إله الموت المصرى القديم، وقال الدكتور كورازكوفيتش: "يبدو أن الحرفى الذى رسمها لم يستطع القراءة، وربما حاول إعادة إنشاء شىء كان قد شاهده من قبل، على أى حال فإن بعض الأشكال المرسومة ليست علامات هيروغليفية، وكلها لا تشكل نصًا متماسكًا".
وعلى الرغم من أنها بعيدة كل البعد عن مدافن النخبة من الملوك ورجال الدولة، إلا أن الاكتشاف يظهر أن المصريين العاديين حصلوا على جنازات مماثلة لنظرائهم الأكثر ثراء، ربما حاولوا محاكاة الممارسات الجنائزية للأثرياء، حتى لو لم يفهموها.
وتعد منطقة سقارة الأثرية واحدة من بين أبرز المناطق الأثرية الموجودة فى مصر ومن أغنى الأماكن بالآثار المصرية، حيث يوجد به هرم سقارة المدرج، والذى يعتبر أقدم بناء حجرى عرفه الإنسان، وكذلك القبر الملكى الأول فى التاريخ، بجانب العديد من المقابر الملكية ترجع إلى عصور الأسر الأولى الفرعونية.