لم تلتهم النيران التى أتت على محتويات كنيسة مارجرجس حلوان أمس مجرد جدران وأعمدة، بل أكلت معها 120 عاما من الصلوات والأكف المرفوعة والدموع والابتهالات التي قدمها المسيحيون بمختلف طوائفهم إذ مر على هذه الكنيسة طوائف متعددة حتى استقر بها المقام قبطية أرثوذكسية تحمل اسم القديس مارجرجس سريع الندهة، الذى لا يرد طلبا ولا يخذل راجيًا.
أثار-حريق-كنيسة-مارجرجس
النيران التى اندلعت فى ساعة متأخرة من منتصف ليل أمس الأحد، انطلقت دون أن يتم الكشف عن الأسباب حتى الآن ولكنها نبهت حارس الكنيسة إلى إخراج أسطوانات البوتاجاز وطرحها بعيدا حتى لا تتضاعف الخسائر التى أتت على الكنيسة الخشبية وانتشرت فيها بسرعة نظرا لعدم وجود أنظمة دفاع مدني متطورة.
القس بشارة راعي الكنيسة، قال أن قوات الحماية المدنية سيطرت على الموقف ولولا الدفع بعشرين سيارة إسعاف لأمتد الحريق إلى المباني المجاورة مشددا على أن الخسائر كلها مالية فلا خسائر بشرية منذ اندلاع الحريق وحتى إيقافه.
هيكل-الكنيسة
الكنيسة التي صارت نارا وركاما تأسست قبل 120 سنة من اليوم، وتقع بمنطقة شرق حلوان التابعة كنسيا لإيبراشية حلوان التي يرأسها الانبا بيسنتي أسقف حلوان والمعصرة وهي كنيسة صغيرة أنشأتها الجالية الألمانية في نهاية الطرف الشمالي الشرقي من مدينة حلوان، ويعود تاريخ بنائها إلى سنة 1898 واستمرت الخدمة بها حتى قيام الحرب العالمية الأولى ما بين عامي (1914 و 1918).
أثار الحريق
وبعد انتهاء الحرب وهزيمة ألمانيا توقفت الخدمة في الكنيسة، وظلت مغلقة ومهملة لعقود، إلى أن عادت الصلوات ترتفع فيها مرة أخرى إذ كان رعايا الطائفة الأرمينية أول من يعود للصلاة بها في الفترة التي تلت الحرب العالمية وتحديدا بعد تدفق الأرمن على مصر التي وقعت في فترة الحرب العالمية إذ استقبلت عدة دول عربية الجاليات الأرمينية من بينها مصر وسوريا ولبنان، وينتمي الأرمن لطائفتين أرثوذكسية وكاثوليكية ويصلون بالطقس اللاتيني،وبعد سنوات من الصلاة في تلك الكنيسة باعتبارها تابعة للطائفة بدأ الأرمن في الهجرة خارج مصر وتحديدا بعد ثورة يوليو 1952 حتى أن الكنيسة أغلقت مرة أخرى إذ لم تجد أعدادا كافية للصلاة فيها مثلما كان في السنوات السابقة وظل الوضع هكذا حتى إذا جاء العام 1971 تمكن الأنبا بولس أسقف إيبارشية حلوان والمعصرة السابق من شرائها من المسئولين الألمان الملاك الأصليين لها مع أرض فضاء بجانبها وذلك بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه، وقد جدد مبانيها على قدر الإمكان وكرسها كنيسة باسم الشهيد العظيم مارجرجس.
أثار الحريق بالكنيسة
وظلت الخدمة قائمة ومستمرة بالكنيسة على مدار 48 سنة إلى أن طالها الحريق أمس.
من المنتظر أن يعلن أسقف حلوان، عن توزيع خدمات الكنيسة والكهنة للخدمة في كنائس أخرى مجاورة بعد احتراق تلك الكنيسة على أن يواصل المعمل الجنائي تحرياته حول أسباب الحريق.
كان شهر يوليو الماضي قد شهد حريق كنيسة مقر دير الانبا بولا التابعة لدير الانبا بولا وتقع بمنطقة حدائق القبة إذ امتدت النيران فيها بعد سماع صوت انفجار أحد أسطوانات البوتاجاز داخلها، وأكد الانبا دانيال افابولا رئيس دير الانبا بولا والمشرف على الكنيسة أن الحريق بسبب ماس كهربائي.
الحرائق المتعددة في الكنائس قد تدفع الكاتدرائية للتفكير في فرض نظام للحماية المدنية على المباني الكنسية الجديدة منها والأثرية إذ تزخر هذه المباني بالأيقونات والصور الخشبية الأمر الذى يعظم من فرص الحريق في حال غياب نظام دفاع مدني دقيق يحد من تلك الأزمات
أثار-الحريق-على-الكنيسة
أثار-حريق-الكنيسة
أثار-حريق-كنيسة-مارجرجس-حلوان
الهيكل-من-الداخل
أيقونات-الكنيسة
باب-الكنيسة
جانب-من-أثار-الحريق
كتب-الكنيسة
مذبح-الكنيسة