نقل التكدس من قلب القاهرة، وتوفير حياة كريمة جديدة للمصريين، كان الهدف الرئيسى لفكرة إنشاء المدن العمرانية الجديدة، وتوفير وحدات الإسكان الاجتماعى لهؤلاء المواطنين كان أحد الملفات التى تتحرك ببطىء، وبعد أحداث ثورة يناير والمجلس العسكرى وثورة 30 يوليو وتولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، شهد هذا الملف طفرة لم تشهدها مصر فى ملف التشييد والبناء بأكثر من مليون وحدة سكنية استأثرت منها مدينة العاشر من رمضان وحدها بالنصيب الأكبرالذى وصل لأكثر من 38 ألف وحدة سكنية والباقى وزع على 30 مدينة جديدة تم انشاؤها.
"اليوم السابع" قضى يومًا من بدايته مع سكان مشروعات الإسكان الاجتماعى فى العاشر من رمضان، وتحدث معهم عما اختلف فى حياتهم بعد الانتقال إلى المدن الجديدة والحياة المتكاملة بها بعد سنوات من الحياة فى الأحياء العشوائية والشعبية.
وحدات الإسكان الاجتماعى فى العاشر من رمضان
فمع بداية كل صباح تخبرك الشبابيك والبلكونات عن استيقاظ أصحاب البناء على أصوات الطيور والعصافير، ونسائم الهواء العليل فى براح الصحراء المحيطة والمساحات الخضراء التى ينتشر فيها عمال جهاز المدينة لريها يوميا، ترى رجالا يستيقظون باكرا ويتوجهون لأعمالهم فى نطاق مدينة الانتصارات، مدينة العاشر من رمضان، وبعد قليل تودع الأمهات أولادهم وتنظرهم فى شرفات العمائر تراقبهم حتى يغيبون عن أعينهن بعد دخولهم مدارسهم التى لا تبعد سوى خطوات عن مسكنهم.
العاشر من رمضان.. حين تتحول الصحراء إلى جنة للبسطاء
كان 14 حيا جديدا من أحياء الإسكان الاجتماعى عمرها المصريين بعد عام 2014 حرصت هيئة المجتمعات العمرانية التابعة لوزارة الإسكان على تنفيذ تعليمات الرئيس بتسليم الوحدات للمواطنين مع توفير كافة الخدمات للحياة فيها دون متاعب أو مشقة، خاصة أن معظم المبانى كانت فى قلب الصحراء، وفى أقل من عام شيدت المبانى ومعها كافة المرافق والخدمات من مستشفيات وصيدليات ومدارس ومساجد وأندية وحضانات وأسواق وبدأ السكان يتوافدون ويتأقلمون مع المكان.
وفى داخل الحى الـ15 كانت قصص من نوع خاص اشترك القاطنين به فى سمات العمل بمدينة العاشر والإقامة فى الاسكان الاجتماعى منهم من انتقل للإقامة بمكانه الجديد بعد أن كان يعيش فى مناطق شعبية وأخرون فى مناطق عشوائية، ومنهم من خاض رحلة البحث عن شقة ايجار للزواج فيها ومنهم من حصل على الشقة بعد أن فقد الأمل فى سنوات الروتين والفوضى فى أن يمتلك شقة ترحمه من الإيجارات، وبينهم من تمنى العيش فى مكان جديد ليربى أبناؤه فى مناخ يجعل سلوكياتهم للأفضل.
الأطفال فى طريقهم للبيت بعد المدرسة
من أمام حضانة الحى التى أنشأها جهاز مدينة العاشر من رمضان وأوكل مهمة تشغيلها لجمعية أمناء العاشر التى احسنت اختيار معلميها وسبل التعامل مع الأطفال وحسن تعليمهم والترفيه عنهم، فبات سكان العاشريأتمنونها على اطفالهم، ونرمين محمود جاءت لتسلم أبناءها وبعد ثوان جاء علاء أنور وزوجته اقترب من الحضانة ممسكا بعض المشتروات التى أتى بها لشقته وانتظر زوجته أمام الحضانة ليصطحبوا ابنتهما الوحيدة بعد عودتهم من عملهما، فالام تعمل مدرسة فى مدرسة فاطمة الزهراء أمام المنزل، والزوج يعمل بأحد مصانع العاشر.
علاء يقطن على بعد خطوات من الحضانة وبالتحديد عن العمارة رقم 82 يروى قصته المريرة فى البحث عن شقة للزواج، وبعد زواجه بثلاثة أشهر فى شقة إيجارصرف عليها الكثير لتجهيزها قدم على شقة الاسكان الاجتماعى وبعد ولاده أول طفله له استلم الشقة وحين تسلمها لم يكن يعرف أنها بهذه المساحة ثلاثة غرف وصالة وبدروم وبلكونتين، يقول علاء:" مكنتش مصدق نفسى والدنيا واسعة ولو جالى ضيف من أهلى أو أهل زوجتى بيلاقوا ترحيب ومكان جيد ".
وحين تمر بين عمائر الاسكان تجد بعض النساء يتبادلن الحديث وحين تقترب منهم تجد إحداهما تخبرك عن سعادتها بالعيش فى هذا المكان، إنها زينب رجب التى تجوزت فى منطقة عين شمس وسكنت فى العاشر بمساكن عثمان، والفرق بين العشوائيات والعيش بالسكن الاجتماعى قائلة :"لو ابنى راح وجه ببقى مطمنه عليهم، متربيين أحسن، والمساحات الواسعة والخضرة وتوفير الخدمات بتخلى الصحة تبان على العيال واللقمة اللى ياكلوها تمرى عليهم، لكن فى الأماكن الثانية العيال بيبقوا أشبه بالبلطجية يتعلموا ألفاظ وسلوكيات غلط، ولو عيل تعب اكشف عليه على بعد 5 دقايق من البيت واتابعه فى المدرسة فكل حاجة قريبة والجو حلو".
الأطفال تبدو عليهم السعادة
أما جارتها وسام حسين فأكدت اطمئنانها على أولادها والصحة والهدوء ونسمة الهواء قائلة :"سبنا القاهرة ورجعنا العاشر لأن أولادى حبوا المدينة وكونوا أصحاب ولاد ناس محترمين وبيروحوا مدارسهم ودروسهم وبيلعبوا بأمان.
"لما زميلك يجيلك عشان يزورك بتبقى رقبتك طويلة مكان حلو ونضيف ومنظم تقدر تتباهى بيه وانت عايش كويس مع ولادك وبيتك "، هكذا اختزل محمد أحمد من محافظة الأقصرحكايته مع الاسكان الاجتماعى مؤكدا انه قدم فى 2014 واستلم فى 2015 شقة ثلاثة غرف وصالة.
إحدى الشقق