فطنت الإدارات الجامعية المختلفة على مستوى جامعات الجمهورية إلى ما تقوم به العديد من المكتبات الخاصة المحيطة بها فى محاولة السيطرة على عقول الطلاب بالمذكرات والملازم التى تنتجها هذه المكتبات بالتعاون مع عدد من المعيدين والمدرسين المساعدين بهذه الجامعات، إذ تصر الإدارات الجامعية حاليا على مواجهة هذه السوق المضرة بعقول طلاب مصر بالجامعات.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أن إدارة جامعة القاهرة كانت سباقة فى محاولة التصدى لهذا المرض المنتشر فى جسد التعليم العالى والجامعات بمصر، موضحا أن الجامعة تصر على مواجهة المروجين والمشاركين فى إعداد هذه الملازم والمذكرات التى تساعد الطلاب على تكوين عقول منغلقة تكون بعيدة كل البعد عن البحث والمناقشة.
وأضاف الخشت لـ"اليوم السابع"، أن الجامعة توفر الكتب المرجعية للطلاب بأسعار مخفضة بالكليات المختلفة، مشيرا إلى أنه تم تغيير وتعديل العديد من اللوائح الدراسية بالكليات المختلفة بالجامعة؛ حتى تتم مواجهة هذه المذكرات ومن ورائها بدفع الطلاب ناحية البحث والتطوير والحرص على المناقشة والفهم.
وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أن وسائل التعليم التفاعلية مثل الفيديوهات والاسطوانات وقنوات الإنترنت تعد أقوى وسيلة للقضاء على المذكرات والملازم فى التعليم الجامعى، موضحا أن أسئلة الامتحانات بالجامعة خلال الفترة الأخيرة تكون قائمة على التفسير والتحليل وتكوين وجهات نظر قوية حول الموضوع محل الدراسة والتفكير النقدى وريادة الأعمال باعتبارهما مقررين جديدين على جميع طلاب الجامعة.
وأوضح الدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، أن أضرار هذه المذكرات وتلك الملازم، كثيرة فى مقدمتها إبعاد الطلاب عن التفكير المنطقى والعقلانى، مشيرا إلى أن هناك العديد من الطرق لمواجهة المذكرات والملازم وأولها ما بدأت بالفعل وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى تطبيقه وهو مداهمة مراكز الدروس الخصوصية ومعاقبة من يتورط فيها سواء كانوا أعضاء الهيئة المعاونة أو أعضاء هيئة التدريس وإغلاقها بعد اتخاذ الإجراءات القانونية الخاصة بذلك.
وأشار نجم، إلى أن جامعة حلوان لن تتهاون مع أى عضو من أعضاء التدريس أو الهيئة المعاونة بها ممن يثبت تورطهم فى مثل هذه الأمور، موضحا أنه يتم الآن دفع الطالب للقراءة والاطلاع والبحث وتكوين التفسيرات المختلفة للظواهر المحيطة به، موضحا أن الجامعة تعمل على إكساب الطلاب العديد من المهارات الحياتية والفكرية المختلفة وليس فقط مجرد الخفظ والتلقين فى عدد من المقررات ليتم اجتياز الامتحان وينتهى الأمر .
وأكد الدكتور عبد الله سرور، الأستاذ بجامعة الإسكندرية ووكيل مؤسسى نقابة علماء مصر بالجامعات المصرية، أن هذا الموضوع قد تم تقسيمه إلى جزأين الأول المتعلق بالدروس الخصوصية وهنا نؤكد أن هذه الدروس والمذكرات تقتل التعليم الجامعى فى مصر وتقتل التفكير والإضافة والتفسير والمنطق فى التفكير وغيرها من القيم المهمة بنظام التعليم.
وتابع: "إذا أردنا تغير هذا الوضع لابد من النظر الى الأوضاع المالية لأعضاء هيئات التدريس فى الجامعات، لذلك ستجد البعض منهم يبحث عن سبل للحياة منها مراكز الدروس الخصوصية والكتب والمذكرات".