"ما الفضلٍ إلا لأهلِ العلمِ إنهم على الهُدَى لِمن استهدى أدلاء وقيمةُ المرءِ ما قَد كانَ يُحسنُهُ والجاهلونَ لأهلِ العلمِ أعداء فقم بعلمٍ ولا تطلُبْ بهِ بدلًا فالناسُ موتى وأهلُ العلمِ أحياء" هذه الكلمات قالها على بن أبى طالب رضى الله عنه وأرضاها وتظل تلك الكلمات شاهدة لأهل العلم حتى قيام الساعة وتؤكد أن سيرة أهل العلم هى الباقية ويتم تداولها من جيلا إلى جيل وهذا ما ظهر جليا فى سيرة قائد التنوير الشيخ رفاعة رافع الطهطهاوى التى لازالت كتبه وما قدمه من تطوير للتعليم موجود بيننا حتى الآن بالرغم من مرور قرنين وثمانية عشر سنة على وفاته.
وتشهد محافظة سوهاج اليوم وتحديدا مدينة طهطا بلد الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى الذكرى 218 على مولده، حيث يكشف "اليوم السابع" مفاجئة غير متوقعة حول المنزل القابع بوسط مدينة طهطا والذى يعرف لدى الجميع أن هذا المنزل هو الذى كان يعيش فيه المؤرخ رفاعة رافع الطهطاوى، وهذا المنزل لم يكن محل معيشته ولكن بمنزل بالقرب منه والذى أندثر وتلاشى بمرور السنين الطويلة ولكن هذا المنزل بناه على باشا رفاعة وبدوى بك رفاعة وهذا الكلام على لسان الخبير الاقتصادى محمود فتحى رفاعة وهو من الجيل الخامس من نسل المؤرخ رفاعة رافع الطهطاوى.
أحدى القطع الاثرية بالمنزل
وانتقل "اليوم السابع" إلى المنزل المشار إليه والذى تم وضع لافتة عليه باسم شارع بدوى رفاعة والمنزل قديم مكون من طابقين به العديد من الصور النادرة التى تخص الأسرة وصور للشيخ رفاعة رافع الطهطاوى مع زملائه وصورة مهم أخرى للحذاء الذى كان ينتعله رائد حركة التنوير، بالإضافة إلى صور بدوى بك رفاعة وعلى باشا رفاعة وفتحى رفاعة مع أحد وزراء التعليم بمصر فى ذلك الوقت.
اسم الشارع على المبنى
المنزل به حارس يقوم بفتح المنزل وتنظيفه منذ الصباح الباكر ويحافظ على كل محتوياته ومقتنياته الموجودة ويتواصل بشكل دائم مع الخبير الاقتصادى محمود فتحى رفاعة للسماح بالزيارة للأشخاص.
بدوى بك رفاعة
ومن المنزل إلى تاريخ رفاعة رافع الطهطاوى فهو من قادة النهضة العلمية فى مصر والعالم العربى خلال القرن التاسع عشر ولقب برائد التنوير فى العصر الحديث؛ لما أحدثه من أثر فى تطور التاريخ الثقافى المصرى والعربى الحديث. اختير إمامًا مشرفًا ومرافقًا للبعثة العلمية الأولى التى أرسلها محمد على باشا إلى فرنسا بعد أن رشحه الشيخ حسن العطار لهذه المهمة وزكاه عند السلطان.
تمثال رفاعة بالمدخل البحرى بمدينة طهطا
وُلد رفاعة رافع الطهطاوى 15 أكتوبر عام 1801م، بمدينة طهطا بصعيد مصر، واعتنى به أبوه فى صغره، رغم مروره بضائقة مالية فرضت عليه التنقل بعائلته من قرية إلى أخرى، إلى أن استقر المُقام بهم فى القاهرة.
تمثال رفاعه أمام الجامعة
وكان رفاعة قد حفظ القرآن الكريم، ودرس النحو واللغة، كما حفظ كثيرًا من المتون المتداولة فى عصره. وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره أكمل رفاعة دراسته فى الأزهر الشريف، ومن حُسن حظه أن درس على يد الشيخ حسن العطار، فقد كان واسع الأفق، كثير الأسفار، يقرأ كتب الجغرافيا والتاريخ والطب والرياضيات والأدب والفلك؛ فخرج رفاعة كأستاذه واسع الأفق، عميق المعرفة. وقد تخرج رفاعة فى الأزهر فى الحادية والعشرين من عمره.
حذاء المؤرخ رفاعه رافع الطهطاوى
اختاره «محمد على باشا» ليكون إمامًا للبعثة العلمية المتجهة صوب فرنسا، بناء على توصية من أستاذه حسن العطار، وهناك قرر ألا يعود إلا بعد أن يكون شخصًا نافعًا لوطنه ومجتمعه. لذا؛ عكف على تعلم الفرنسية، وقراءة أهم الكتب وأنفعها، وترجمة ما استطاع منها مع شرحه وتفسيره. وقد حرص الطهطاوى على إبداء المقارنة بين حال العلم فى فرنسا وبين حاله فى مصر.
رفاعة مع زملائه بالبعثة فى فرنسا واللذان فضلا البقاء وعدم العودة
وعاد الطهطاوى إلى مصر عام 1831م، بعد أن قضى خمس سنوات فى باريس يبحث ويتعلم ويترجم ويؤلف، وتجسدت خلاصة جهده الجهيد فى أهم كتبه، وهو كتاب تخليص الإبريز فى تلخيص باريز، وقد عدَّ المؤرخون هذا الكتاب واحدًا من أهم كتب النهضة الثقافية التى كتبت فى القرن التاسع عشر.
ساعة قديمة من مقتنيات المنزل
وقد توفى رفاعة الطهطاوى سنة 1873م عن عمر يناهز الثانية والسبعين عامًا، بعد أن قدم مشروعًا نهضويًّا رائدًا، استفادت منه الحركة الثقافية والعلمية فى مصر، وبنى عليه من خلفه من جيل النهضة المصرية أوائل القرن العشرين.
صورة أخرى للمبنى من الخارج
وفى محافظة سوهاج وتحديد بمدينة طهطا تم تخليد أسم الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى فى العديد من المنشآت نبدأ من مدينة طهطا والتى أطلقت اسمه على مدرسة الابتدائية المشتركة " ليكون اسمها مدرسة رفاعة الابتدائية المشتركة وعلى مدرسة ثانوية عامة "ليكون أسمها " رفاعة الثانوية العسكرية" ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل تم إقامة تمثالين عملاقين الأول بمدخل مدينة طهطا البحرى والثانى بمدخل مدينة طهطا القبلى والثالث بميدان المحطة أكبر ميادين مدينة طهطا.
على باشا رفاعة داخل المنزل
ومن مدينة طهطا إلى مدينة سوهاج والتى يقبع تمثالا جالسا أمام مقر جامعة سوهاج القديمة ممسكك بريشه وكتاب، بالإضافة إلى مكتبة عملاقة بمقر الوحدة المحلية لمركز ومدينة سوهاج والتى تحوى آلاف المخطوطات والكتب النادرة والتى حظيت فى الفترة الأخيرة باهتمام المحافظ الدكتور أحمد الأنصارى والذى قام يرافقه أعضاء اللجنة المتخصصة من الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية التابعة لوزارة الثقافة، بتفقد مكتبة "رفاعة الطهطاوى لوضع تصور لتطوير المكتبة التاريخية والحفاظ على القيمة التاريخية والأثرية لها، بالإضافة إلى القاء الضوء عليها وإبراز قيمتها كأحد أهم المكتبات التراثية، وأعمال التطوير ستتم بالتعاون بين محافظة سوهاج وجامعة سوهاج والهيئة العامة لدار الكتب.
على باشا رفاعه
وتعتبر مكتبة رفاعة الطهطاوى إحدى المكتبات التراثية المهمة، أنشأها على فهمى باشا عام 1932، بمقر مجلس مدينة سوهاج، ويصل عدد المطبوعات بها الآن إلى 16 ألف مطبوع، و1067 مخطوط من أندر المخطوطات فى العالم من أمهات الكتب فى الثقافة العربية، والثقافة التاريخية، والأدبية بأنواعها.
فتحى بدوى رفاعة مع أحد وزارء التربية والتعليم
فتحى بك رفاعة مع وزير التربية والتعليم
منزل بدوى رفاعة بطهطا
منظر عام للمنزل
نجفه معلقة بمدخل المنزل