العدوان التركى على سوريا يفتح الباب على مصراعيه أمام عودة تنظيم داعش الإرهابى إلى الواجهة من جديد، فى سوريا، خاصة مع تواتر الأنباء فى الأيام الماضية، حول فرار العديد من عناصر التنظيم المتطرف من السجون الخاضعة لسيطرة الأكراد فى الشمال السورى، فى الوقت الذى هدد فيه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حلفائه فى أوروبا بفتح الباب على مصراعيه أمام للاجئين لدخول بلدانهم عبر الأراضى التركية، وهو ما يمثل تهديدا صريحا بتصدير الإرهاب إلى دول القارة العجوز فى المرحلة المقبلة.
ولعل الاحتمالات المثارة حول احتمالات عودة التنظيم المتطرف إلى الواجهة من جديد تمثل انتصارا صريحا للرؤية التى تبنتها العديد من الدول العربية، وعلى رأسها مصر، والتى أعربت عن رفضها التام والصريح للعدوان التركى، نظرا لما يسفر عنه من تداعيات كارثية ليس فقط فى المنطقة ولكن فى العالم بأسره، خاصة مع خروج التنظيم المتطرف من الإطار الإقليمى على غرار الحركات التقليدية، إلى إطار أكثر عالمية، وهو ما يبدو واضحا فى أنشطته التى امتدت إلى ما هو أبعد من دول الشرق الأوسط.
وتقوم استراتيجية داعش فى الأساس على استقطاب العناصر المتشددة، ليس فقط فى محيطهم الإقليمى، على غرار القاعدة، وإنما امتدت إلى دولا العالم المتقدم، حيث تمكنوا من استخدام التكنولوجيا الحديثة فى جذب عدد كبير من الموالين لهم فى العديد من مناطق العالم، وهو ما يبدو واضحا فى العمليات الإرهابية التى شهدتها العديد من الدول خارج الشرق الأوسط، سواء عبر عمليات فردية أو جماعية.
وهنا تكمن خطورة التنظيم المتطرف فى المرحلة الراهنة، حيث أن عودته ستكون أشد ضراوة، فى ظل النزعة الانتقامية لدى قطاع كبير من عناصره، بعد الهزائم المتلاحقة التى تكبدها فى الأشهر الماضية، والتى أدت إلى فقدانه للمساحات الواسعة التى سيطر عليها التنظيم فى عام 2014، فى سوريا والعراق.
ولكن تبقى التساؤلات حول خريطة المناطق التى ربما يستهدفها التنظيم فى المرحلة المقبلة، إذا ما تمكن العدوان التركى من تحقيق هدفه بإحياء التنظيم من جديد، وهو ما سوف نتناوله فى التقرير التالى:
الشمال السورى
الأولوية لدى داعش ستكون فى دعم أردوغان فى المرحلة الراهنة، فى معركته ضد الأكراد فى سوريا، وهو ما يحمل فى جزء منه محاولة لرد الجميل للديكتاتور العثمانى الذى أعاد لهم الحياة، بالإضافة إلى الانتقام من الأكراد، بعدما لعبوا الدور الرئيسى فى القضاء عليهم فى سوريا بدعم من قوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة.
العراق
يسعى التنظيم المتطرف إلى العودة من جديد فى مواقعه فى العراق فى المرحلة المقبلة، وذلك بعد ما نجحت القوات العراقية فى دحضه قبل عامين، خاصة مع تنامى حالة عدم الاستقرار فى الفترة الأخيرة، بسبب المظاهرات التى شهدتها العاصمة بغداد جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة.
أوروبا
تمثل القارة الأوروبية هدفا مهما لداعش، سواء عبر العناصر الموالية لها المتواجدة هناك، أو أولئك الذين سوف يتسللون إلى هناك بدعم تركى، خاصة مع زيادة النزعة الانتقامية لدى عناصر التنظيم تجاه الدول المشاركة فى التحالف الدولى
جنوب آسيا
تمثل منطقة جنوب آسيا إحدى المناطق المهمة، للتنظيم فى ظل زيادة العرقيات والطوائف، حيث سعى التنظيم إلى تنفيذ عدة عمليات هناك، كان أخرها الهجوم الذى استهدف عدد من الكنائس فى سريلانكا فى أبريل الماضى تزامنا مع الاحتفال بأعياد القيامة.