يواصل جيش الاحتلال التركى عدوانه على شمال شرق سوريا مدعوما بفصائل متشددة، بهدف السيطرة على الشريط الحدود بطول 444 كم وعمق 35 كم وتهجير الأكراد منها، وذلك تمهيدا لبناء ما تسمى "المنطقة الآمنة" التى تخطط أنقرة لتدشينها.
وقالت مصادر صحفية سورية، إن الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش العربى السورى مع جيش الاحتلال التركى لم تتوقف فى مدينة رأس العين، مشيرة إلى أن المدينة تعد النقطة الساخنة لليوم الثامن للعمليات.
العدوان التركى على سوريا
وأشارت مصادر سورية، إلى احتدام الاشتباكات العنيفة بين سوريا الديمقراطية وجيش الاحتلال التركى ولاسيما فى الأحياء الغربية والشرقية التى تشهد قصفا مكثفا واشتباكات عنيفة، موضحة أن الاشتباكات تجددت بعنف فى تلك المنطقة نتيجة الأنفاق التى حفرتها القوات الكردية لخوض حرب الشوارع ضد جيش الاحتلال التركى.
فيما ارتكب جيش الاحتلال التركى مجزرة بحق المدنيين بالقصف العنيف على قرية العارف الواقعة بين قريتى جلبية وعين عيسى، ما أدى لسقوط أكثر من 10 مدنيين بين شهيد وجريح في القرية.
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن اشتباكات عنيفة اندلعت شمال شرق عين عيسى بين قوات الجيش العربى السورى والوحدات الكردية من جهة والفصائل الموالية لتركيا من جهة أخرى، مشيرا إلى أن المعارك تدور قرب الطريق الدولى فى المناطق الفاصلة بين مناطق السيطرة الكردية والمناطق التى سيطرت عليها القوات الموالية لأنقرة مؤخرا.
قصف تركى عنيف على المدن السورية
ويقاتل الجيش السورى وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" جنبا إلى جنب ضد الفصائل الموالية لأنقرة، واستشهد جنديان من الجيش السورى، فى قصف مدفعى شنّته الفصائل مساء الثلاثاء على أطراف عين عيسى، وذلك غداة استشهاد جندى بالجيش فى قصف مماثل بالقرب من منبج.
يحاول جيش الاحتلال التركى السيطرة على ناحية عين عيسى حيث تتمركز قوات الجيش العربى السورى التى تصدت للهجمات التى تشنها أنقرة فى المنطقة.
إلى ذلك، استهدفت جيش الاحتلال التركى قرية قصر ذيب شمال مدينة المالكية بعدد من القذائف.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن جيش الاحتلال التركى أطلق النار على أهالى قرية الريحانية فى الريف الجنوبى لمدينة رأس العين ما أدى لإصابة ثلاث نساء.
إلى ذلك دمر الجيش الأمريكى قاعدة خراب عشق فى عين العرب بريف حلب الشمالى الشرقى بعد الانسحاب منها.
وفى دمشق، استقبل وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السورى، صباح الأربعاء، جير بيدرسون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا والوفد المرافق له.
وقالت وكالة "سانا" إنه جرى خلال اللقاء بحث مفصل لكل المسائل والإجراءات المتعلقة بالتحضير للاجتماع الأول للجنة مناقشة الدستور والذى سيعقد فى نهاية أكتوبر الجارى فى جنيف حيث أكد الجانبان على أهمية التنسيق المستمر لضمان نجاح عمل اللجنة وتجاوز أى معوقات محتملة أمام تحقيق ذلك.
كما جدد الجانبان التأكيد على الملكية السورية لعمل اللجنة وعلى أهمية أن يقود السوريون بأنفسهم أعمالها دون أى تدخلات خارجية، مشددين على ضرورة الالتزام بقواعد وإجراءات العمل المتفق عليها لتكون دليلا لعمل اللجنة بما يضمن تحقيق الغاية المرجوة منها.
وأشار وزير الخارجية والمغتربين السورى إلى استمرار دمشق بمواجهة التنظيمات الإرهابية والقوات المعتدية على سيادتها واستقلالها، مؤكدا أن حماية الشعب السورى هى مهمة الدولة السورية والجيش العربى السورى فقط وان السلوك العدوانى لنظام أردوغان يظهر بجلاء الأطماع التوسعية التركية فى سوريا، لافتا إلى أن هذا السلوك لا يمكن تبريره تحت أى ذريعة وهو يهدد جديا عمل لجنة مناقشة الدستور والمسار السياسى ويطيل من عمر الأزمة فى سورية.
وشدد وليد المعلم على حرمة وسيادة وسلامة ووحدة أراضى الجمهورية العربية السورية وعلى تصميم سوريا على التصدى للعدوان التركى بكل الوسائل المشروعة.
من جهته قدم المبعوث الخاص إلى سوريا عرضا حول نتائج لقاءاته واتصالاته التى أجراها خلال الفترة الماضية بشأن سوريا وأيضا بشأن الانطلاق بعمل لجنة مناقشة الدستور، معربا عن استعداده لبذل كل ما يطلب منه فى إطار مهامه المحددة وفق قواعد وإجراءات عمل اللجنة المتفق عليها.
كما عبر بيدرسون عن قلق الأمم المتحدة والأمين العام العميق من التطورات الأخيرة والخطيرة فى شمال شرق سوريا والتبعات الإنسانية الجدية الناتجة عنها، داعيا إلى وقف فورى للأعمال العدائية وإلى الابتعاد عن الأفعال التى تعرض المدنيين للخطر وتقوض سيادة سوريا ووحدتها الإقليمية على كل أراضيها وتزعزع الاستقرار وتعرض الجهود المبذولة على المسار السياسى للخطر.
فيما أكدت بثينة شعبان المستشارة السياسية والمتحدثة الإعلامية للرئيس السورى بشار الأسد، أن دمشق والقيادة السياسية اتخذت الإجراءات اللازمة لصد العدوان التركى على الأراضى السورية.
وعن إمكانية حدوث صدام بين القوات السورية والتركية، قالت بثينة شعبان أن كل شيء محتمل موضحة أن أغلبية من يقودهم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تابعين لجبهة النصرة وداعش، مؤكدة أن التنظيمات الكردية ناشدت الحكومة السورية لصد العدوان التركي.
ونوهت بأن الحكومة السورية سعيدة بانسحاب القوات الأمريكية، ولكنها لا تريد استبدال المحتل الأمريكى بآخر تركى، مشيرة إلى أن روسيا تريد عقد اجتماع أمنى "سورى - تركى" فى مدينة سوتشى الروسية.