حوادث متتالية شهدتها أعماق البحر الأحمر على مدار الأيام الماضية فجرت قضية هامة تهدد الحياة البحرية فى مصر، تلك الثروة الطبيعية التى حبى الله بها البلاد، ويأتيها السياح من شتى دول العالم للاستمتاع بتلك الشعب المرجانية النادرة والكائنات البحرية الفريدة، مهددة بالعديد من المخاطر بسبب بعض الممارسات الخاطئة من الغواصين والوفود التى تصاحبهم فى الأعماق.
تلك الممارسات متعددة منها من يحاول الإمساك بالأسماك الكبيرة والنادرة لالتقاط صورة معها، والبعض الأخر يقوم بإطعام أسماك القرش والمجموعات السمكية الأخرى، أو القيام بمطاردات للمجموعات السمكية وسط الشعاب المرجانية مما يؤدى إلى نشر الذعر بين تلك الأسماك واختبائها عند رؤية مجموعات الغواصين، فضلا عن إتلاف الشعاب المرجانية نتيجة التصرفات الخاطئة خلال الغوص.
القضية فجرتها صورة انتشرت بقوة على مواقع التواصل الاجتماعى لأحد الغواصين تعمد الإمساك بالقرش الحوتي فى مياه البحر الأحمر بالغردقة أثناء التصوير معه، الأمر الذى استدعى استنفار كافة الجهات المختصة بالأمر وفى مقدمتها وزارة السياحة وغرفة الغوص والأنشطة البحرية، فى ظل سعى الجانبان إلى تحقيق تنمية مستدامة فى القطاع السياحى، والالتزام بالأعراف الدولية التى تتصدى للممارسات السلبية تجاه البيئة.
مماسات خاطئة للغواصين
غرفة الغوص تعمل على رصد المخالفات التى قد يقوم بها الغواصين المعتمدين، لديها ومراكز الغوص الأعضاء بالغرفة، فى محاولة منها لمنع تلك الممارسات بالمقاصد السياحية المختلفة خاصة فى جنوب سيناء والبحر الأحمر، مؤكدة أنها سوف تقوم بمراقبة الموقف عن كثب وسيتم تطبيق أقصي العقوبات على المخالفين.
وقالت الغرفة، إنه قد لوحظ في الآونة الأخيرة بعض الممارسات البيئية الخاطئة من قبل الغواصين خاصة فى مناطق الأخوين، وأبو الكيزان وإلفينستون، بعدم إلتزام بعض الممارسين بالقوانين والتعليمات البيئية كإلقاء بقايا الطعام في المياه وإطعام الأقراش، مما قد ينتج عنه تغيير سلوك الأقراش في تلك المناطق وتعريض حياة الممارسين للخطر الداهم.
ولذلك عممت الغرفة على كافة مراكز الغوص التابعة لها، بضرورة إلتزام كافة الممارسين بالقوانين والتعليمات البيئية والقرارات ذات الصلة، خصوصا بعدما نما للغرفة عن قيام بعض يخوت السفارى بالمبيت بجزر الأخوين بالمخالفة للقرار التنظيمى للغوص بجزر الأخوين وذلك حفاظاً على الأرواح.
الحياة البحرية فى اعماق البحر الاحمر
وحاولت الغرفة أن تخطو خطوة أخرى تجاه الحفاظ على البيئة من خلال نشر التوعية بين الغواصين، وذلك من خلال الانضمام إلى مبادرة دولية بالتعاون مع منظمة ريف ورلد فاونديشن وهى "جرين فينز"، وتهدف إلى الحد بشكل كبير من التأثيرات البيئية السلبية عن طريق تدريب 30 مركز غوص و150 مرشدا، وزيادة الوعى بممارسات السياحة المستدامة لـ30,000 سائح خلال السنة الأولى من تطبيق المبادرة.
وقالت الغرفة عن أسباب انضمامها للمبادرة: "لأن الأضرار والآثار البيئية السلبية المرتبطة بالغوص والأنشطة البحرية، التى يواجهها النظام البيئى البحرى والشعاب المرجانية من القضايا متزايدة الأهمية فى الفترة الأخيرة، حيث أن التحديات التى يواجهها هذا النظام البيئى يجعلها أقل قدرة على النجاة، وتحمل الضغوطات البيئية الأخرى".
وجرين فينز Green Fins هى مبادرة بيئية من الأمم المتحدة وبتنسيق دولى من منظمة ريف ورلد فاونديشن تهدف لحماية الشعاب المرجانية والحياة البحرية، من خلال تطبيق معايير توجيهية وإرشادات صديقة للبيئة للتشجيع على سياحة بحرية مستدامة، وذلك من خلال توفير المعايير البيئية ونظم التقييم المعترف بها دوليا، وتطبيق هذا البرنامج من خلال غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية، تعد مبادرة طموحة من الغرفة لتعزيز السياحة البحرية المستدامة فى جميع أنحاء مصر.
التحرش بالاسماك الكبير يغير سلوكياتها
وقال هشام جبر، رئيس مجلس إدارة غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية، إن البحر الأحمر يتميز بمياه دافئة نقية ورؤية واضحة ونظام بيئي مائي مزدهرو كذلك توفر الشعاب المرجانية الكبيرة متعددة الألوان التي تضم العديد من الأسماك والكائنات البحرية المختلفة، فمنذ بداية صيف 2019 وحده، شهدنا بالفعل العديد من أسماك القرش والدلافين وأسماك المانتا والإيجل راي والهامرهيد وأكثر من ذلك بكثير.
وأضاف جبر، أنه من المهم للغاية أن نحمى ونحافظ على الحياة البحرية الرائعة بالبحر الأحمر للأجيال القادمة، لذلك فجميع القائمين على منظومة السياحة متحمسون من خلال تنفيذ مبادرة جرين فينز لتعزيز وتقديم أفضل الممارسات البيئية، ومساعدتهم على الحد من الآثار السلبية التي تتعرض لها الحياة تحت سطح البحر.