تسيطر حالة من القلق والتوتر على الدول الأوروبية بسبب الهجوم التركى على شمال سوريا، وتداعياته التى من أخطرها هروب عناصر من تنظيم داعش الذين كانوا فى السجون التى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، التى تحاول التصدى للهجوم التركى، فمن الممكن أن يستغل التنظيم الإرهابى حالة الفوضى جراء الحرب ويشن هجمات لتحرير مقاتليه او استعادة الأراضى التى كان يسيطر عليها قبل هزيمته فى سوريا العام الماضى.
وحذرت صحيفة "لاراثون" الإسبانية من هروب معتقلين من عناصر تنتمى إلى تنظيم داعش الإرهابى خلال العمليات العسكرية التركية فى شمال سوريا، وقالت فى تقرير لها ، إن التطورات العسكرية فى شمال سوريا أسفرت عن مقتل العديد من الضحايا المدنيين وتشريد ما لا يقل عن 160 ألف مدنى، ولهذا فإن هناك قلق بالغ حيال التطورات العسكرية على أيدى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، خاصة هروب الدواعش.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن تداعيات العملية العسكرية التركية فى سوريا لن نقتصر على الشرق الأوسط فقط ، بل أنها ستمتد إلى أوروبا بأكملها، فقد حاول أردوغان الضغط على القارة العجوز من خلال اللاجئين، إلا أن جميع الدول الأوروبية أعربت عن غضبها من استخدام الرئيس التركى اللاجئين كورقة مساومة، وذلك لمخاوفها الشديدة من نزوح أعداد كبيرة منهم إليها كما أن هروب عناصر داعش وقيامهم بعمليات إرهابية، تعتبر مؤشرات خطيرة".
وحذر جوزيف بوريل مفوض العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبى، ووزير خارجية إسبانيا، من انتشار الارهاب مجددا فى المنطقة بعد عدوان تركيا الغاشم على الأراضى السورية.
كما هاجمت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية أردوغان ، واستمرار العملية العسكرية فى شمال سوريا، وقالت إن تركيا تحاول الهيمنة على الدول العربية عبر استخدام جماعات إرهابية كوسيلة لإحياء السلطنة.
وأكد عدد من الخبراء أن هناك حاجة ماسة لسياسة الاتحاد الأوروبى متماسكة ومتسقة بشأن سوريا ، وذلك لمنع عودة داعش من جديد فى المنطقة مما يعد تهديدا لاستقرار المنطقة.
أما صحيفة "كورييرى دى تثينو" الإيطالية، فأكدت أن الهجوم التركى على سوريا يؤدى إلى عودة الارهابيين فى المنطقة من جديد، والذين سيتسللون مجددا إلى أوروبا.
وكان وزير الخارجية الألمانى هايكو ماس، حذر من كارثة إنسانية أخرى، قد تسهم فى موجة نزوح جديدة، خصوصا عقب إعلان الأمم المتحدة فرار 160 ألف شخص من مناطق المعارك شمالى شرق سوريا، وهو ما يجعل ألمانيا أكثر الدول الأوروبية معرضة لخطر اللاجئين فى ظل انشغال بريطانيا بخروجها من الاتحاد الاوروبى.
وأدانت العديد من الدول الكبرى العدوان التركى على الأراضى السورية ، محذرة من العواقب وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغالبية الدول الأوروبية.
وفى بيان لها، أكدت الخارجية المصرية إدانتها الكاملة للعدوان التركي على سوريا، مشددة على رفض مصر التام للاعتداءات الصارخة وغير المقبولة على سيادة دولة عربية شقيقة. كما حذرت الخارجية فى بيانها من استغلال الظروف التى تمر بها الدولة السورية للقيام بتلك التجاوزات، بشكل يتنافى مع قواعد القانون الدولي.
ودعت مصر المجتمع الدولى ممثلاً فى مجلس الأمن للتصدى لهذا التطور البالغ الخطورة والذى يهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أية مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء "هندسة ديمغرافية" لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا.