خلفت الحرائق التى اجتاحت عددا من المناطق الواسعة فى لبنان آثار كارثية وخسائر ضخمة سواء فى الغابات والمزارع ومحاصرة عدد من المنازل، فقد لقى 3 أشخاص مصرعهم فى الحرائق التى تجتاح لبنان، فيما تواصل أجهزة الدفاع المدني بمساندة من الجيش جهودها للسيطرة على الحرائق وإخمادها، ودفعت ضخامة الحرائق بيروت إلى طلب المساعدة من جيرانها للسيطرة على النيران، وهو ما استجابت له بعض الدول مثل الأردن وقبرص .
وفى إطار مساعى احتواء الآثار الناجمة عن تلك الكارثة اطلع رئيس الجمهورية اللبنانى، ميشال عون على تقارير عن الحرائق في عدد من المناطق اللبنانية، وأوعز بوضع كل الإمكانات بتصرف الفرق التي تتولى عمليات الإطفاء، منوهًا بالجهود المبذولة لمكافحة الحرائق التي يبذلها رجال الدفاع المدني والجيش والإطفاء.
مساعدات عاجلة
وأمر عون المعنيين وجوب تقديم مساعدات عاجلة إلى المواطنين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم المحاصرة بالنار، وتقديم الإسعافات اللازمة ومعالجة المصابين من السكان أو من الذين يكافحون النار.
فيما أكد رئيس الحكومة سعد الحريري من لجنة إدارة الكوارث في السرايا أنه إذا "كان الحريق مفتعلاً فهناك من سيدفع الثمن ولا أضرار جسدية حتى الساعة والأضرار المادية سنعوضها".
-محاولات-الإطفاء
وأشار إلى أن "كل الأجهزة تعمل من دون استثناء ولا بد من فتح تحقيق في ملابسات الحرائق وأسبابها"، وقال: "اتصلنا بالأوروبيين ومن المفترض أن تصلنا وسائل للمساعدة خلال 4 ساعات ونشكر كل الأجهزة على جهودها".
دعم أقطاب الصناعة فى لبنان
ومن جهة أخرى أعلن أقطاب الصناعة والتجار فى لبنان استعدادهم للمساهمة وتقديم الدعم لمواجهة الأضرار التى خلفتها موجة الحرائق الواسعة التى تعرضت لها البلاد على مدى اليومين الماضيين، فى ما أثنى وزير الصناعة وائل أبو فاعور على هذه المبادرة لتقديم المساعدة والمساهمة والتضامن فى تحمل المسئولية الاجتماعية والوطنية، ودون أن تكون المبادرة بديلا عن دور الدولة.
حرائق-لبنان
جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقده اليوم المجلس الاقتصادى والاجتماعى (هيئة تقوم على التنسيق بين القطاعات الاقتصادية والمهنية) بحضور وزير الصناعة وكبار الصناعيين والتجار والجمعيات الممثلة لهم ورؤساء البلديات والمناطق التى تضررت من الحرائق، لتحديد سبل تقديم العون والمساعدة.
ودعا وزير الصناعة إلى عدم الانسياق وراء "حملات التهويل" مشددا على أن الحرائق لم تتسبب فى عمليات نزوح أو كوارث كبرى، مشيرا إلى أنها خلفت أضرارا فى بعض المنازل والممتلكات، وأنه يجب العمل على ترميم البيوت والمحال والتعويض عن الممتلكات التى احترقت أو هدمت، وتوفير التجهيزات للدفاع المدنى والبلديات إزاء أية أخطار أو حرائق مستقبلية.
جهود الإغاثة
وأشار وزير الصناعة إلى أن الحرائق أدت إلى احتراق قسم كبير من الغابات، ومن ثم يجب أن تكون هناك حملات تشجير لهذه المناطق، مشيرا إلى أن الهيئة العليا للإغاثة بالتعاون مع الجيش اللبنانى ستقوم بعمليات المسح للأضرار، وأن رئيس الحكومة سعد الحريرى أعطى توجيهاته بتعويض المتضررين، وأنه سيتم البحث فى وضع آلية تحدد مساهمة الصناعيين والتجار، كما لفت إلى أن غانا أبدت استعدادها لإرسال شتلات وأشجار لإعادة زراعة الغابات والأحراج التى تضررت على نطاق واسع جراء الحرائق.
وكانت سلسلة من الحرائق الواسعة قد اجتاحت عددا من المناطق اللبنانية على مدى يومين، لا سيما فى نطاق محافظة جبل لبنان، حيث أتت الحرائق على مساحات كبيرة من الغابات والمزروعات والأشجار، كما حاصرت العديد من المنازل وتسببت فى قيام العديد من المواطنين بإخلاء منازلهم فى بعض المناطق، وقامت أجهزة الدفاع المدنى بمساندة من الجيش ببذل جهود كبيرة فى سبيل السيطرة على الحرائق وإخمادها.
خسائر
كانت الخسائر الناجمة عن تلك الحرائق فادحة فمن جانبه قال الصليب الأحمر اللبنانى إنه تم نقل 18 شخصا حتى الآن إلى المستشفى وإن 88 آخرين تلقوا رعاية طبية طارئة.
وأدت الحرائق إلى تفحم أشجار وإحراق سيارات، ووقف رجال الإطفاء عاجزين عن السيطرة على النيران مما دفع البلاد إلى دعوة الجيران لإرسال طائرات للمساعدة.
وقال المدير العام للدفاع المدنى ريمون خطار إن 104 حرائق اندلعت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وتم إجلاء السكان من المنازل والمبانى لتقليل الخسائر.
جهود احتواء الحرائق
وقد ساهمت عدة دول بجهود لإخماد تلك الحرائق، وكانت طائرات الجيش اللبناني والطائرتان القبرصيتان، تعملان من دون توقف ، حيث كان يتم على مدى ساعات تزويدها بالوقود وتحميلها بالمياه والمواد الخاملة التي تساعد في فاعلية عمليات الإطفاء، لتنطلق وتلقي حمولتها وتعود للتزود مرة أخرى.
كما قدمت الطائرات اليونانية والأردنية إلى مطار رفيق الحريري الدولي (مطار بيروت) والتي أرسلها البلدان لمساعدة لبنان في إخماد موجة الحرائق الواسعة التي يتعرض لها منذ 48 ساعة.
وكان وزير الدفاع اللبناني إلياس بو صعب، قد أعلن أن طائرتين يونانيتين متخصصتين في إخماد الحرائق، من طراز الحمولة الكبيرة، ساهموا في إخماد الحرائق المشتعلة التي اجتاحت مناطق متعددة من البلاد.
وأشار الوزير بو صعب إلى أن اليونان أرسلت أيضا عربتي إطفاء و30 عنصرا متخصصا في مكافحة الحرائق على متن طائرة عملاقة من طراز (سي 130)، إلى جانب إرسال الأردن لطائرتين مروحيتين للمساعدة في إخماد النيران.
قوات اليونيفيل
من جهته، قال أندريا تيننتي المتحدث الرسمي باسم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة العاملة في الجنوب اللبناني (يونيفيل) إن رجال الإطفاء التابعين لليونيفيل، قد شاركوا اليوم إلى جوار فرق الدفاع المدني اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية في إخماد النيران المشتعلة في قرية "مزرعة الضهر" بمحافظة جبل لبنان.
وأشار المتحدث باسم اليونيفيل إلى أن رجال الإطفاء في اليونيفيل شاركوا بـ 3 شاحنات إطفاء، وذلك بناء على طلب من السلطات اللبنانية، لافتا إلى أن تدخل اليونيفيل للمساعدة الطارئة جاء بعد أن لمست حجم الأضرار التي يمكن أن تسببها الحرائق المستعرة للمجتمعات المحلية اللبنانية.