في خطوة جديدة لدعم الفن التشكيلي والترويج السياحي للأقصر حول العالم بالفنون، شهدت مدينة القرنة غربي محافظة الأقصر، افتتاح "قصر الجرف.. بيت العمارة والفنون المصرية"، المقام على مساحة 10 ألاف متر، ويطل على نهر النيل الخالد والطبيعة الريفية الخاصة لقرى البر الغربى للأقصر، ويضم أنماط من العمارة والفنون التحف المصرية، والذي يهدف لإحياء عمارة وفنون مصر التى باتت مهددة بالاندثار.
وحضر الافتتاح فنانون تشكيليون وخبراء سياحيون ونواب بالبرلمان، وعدد من المسئولين بالمجالين الثقافى والسياحى، وعدد من رؤساء المؤسسات المدنية، حيث كان من بين الحضور الدكتورة صابرين عبد الجليل يوسف محمود عميد كلية الفنون الجميلة، وبدوى إسماعيل عميد كلية الآثار، ومحمد عرابى العميد الأسبق لكلية الفنون، ومحمد ادريس رئيس اقليم جنوب الصعيد الثقافى، ومحمد عباس مدير عام مكتبة مصر العامة بالأقصر، وشارك فى الإفتتاح وإطلاق الفعاليات ثروت عجمى رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر، واللواء سعد البدرى رئيس مدينة القرنة السابق، واللواء حافظ حسين المساعد الأسبق لمدير شرطة السياحة والآثار، والمهندس أبوالمعارف العمارى، المستشار الأسبق لمحافظ الأقصر، وامين حزب مستقبل وطن بمدينة الأقصر، والخبير التربوى إمام حباشى، ممثل اللجنة العامة لحزب الوفد، وهمام أحمد همام ممثل اللجنة الشعبية لدعم ومناصرة القضايا.
ومن جانبه صرح محمد فاوى مؤسس "قصر الجرف.. بيت العمارة والفنون المصرية"، خلال الافتتاح أن القصر سيكون مفتوحا أمام عشاق العمارة والفنون، وسيكون قبلة لأساتذة وطلاب الفنون الجميلة فى الأقصر، ومكان لإستضافة المعارض والمللتقيات والمؤتمرات والأنشطة الفنية والثقافية خلال الفترة المقبلة، موضحاً أنه يعتبر بيت العمارة والفنون المصرية القديمة، الذى باتت زيارته متاحة أمام المصريين والأجانب، هو قصر تراثى أقيم بهدف إستعادة روح العمارة المصرية وفنونها المختلفة، وتمكين زواره من معايشة الحياة فى مصر قبيل مائتى عام مضت.
وأضاف محمد فاوى لـ"اليوم السابع"، أنه تم تشييد ذلك القصر التراثى التاريخى بتمويل شخصى من مجموعة من المعنيين بإحياء العمارة والفنون القديمة، ويقع البيت فى منطقة تعرف بإسم "الجرف" وتقع ما بين النيل والزراعات واشجار النخيل والسواقى القديمة التى كانت تستخدم فى رى الزراعات قبيل عقود مضت، وروعى أن يشتمل علي الكثير من روح مصر الفنية والشعبية والتاريخية، مستعينين بأكاديميين فى مجالات العمارة والهندسة والفنون الجميلة، وذلك فى إطار مبادرة مجتمعية هدفها الحفاط على فنون وعمارة مصر التى باتت فى طريقها للإندثار، وأن زيارة البيت ورؤية معالمه وتحفه والاستمتاع لممارسة الفنون التشكيلية من رسم ونحت وتصوير سيكون بالمجان، لكن البيت يتيح المبيت بداخله برسوم خاصة.
فيما قالت الدكتورة "مارينا هتشين" مديرة قصر الجرف، والناشطة البريطانية فى مجال حماية الفنون التراثية، والمقيمة بمدينة الأقصر، أن البيت به 18 غرفة جميعها تطل على نهر النيل والطبيعة الريفية فى نفس الوقت، موضحةً أن الغرف بنيت بطراز معمارى فريد فكل غرفة مدخل خاص، وكل غرفة تحاكى نمط معماري وهندسي مختلف من الطرف المعمارية والهندسية والفنية التى عرفتها العمارة المصرية طوال قرون مضت.
وأضافت مديرة قصر الجرف – خلال الافتتاح - أن البيت الذى يستعيد ثقافة المساحات الخضراء والإحتفاء بنهر النيل، مفتوح امام متذوقى العمارة والفنون التراثية، وأمام المصورين والفنانين التشكيليين والموسيقيين أيضا، لتمكينهم من ممارسة إبداعاتهم وسط أجواء تم إستدعاؤها لهم من عصور مضت بالمجان، وأنه مفتوح أيضا لإقامة المعارض التشكيلية والحفلات الموسيقية.
حضر افتتاح القصر الجديد لدعم الفن التشكيلي بالأقصر، عدد من أعضاء البرلمان بالأقصر وهم كل من الدكتور حمادة العمارى رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، وفيصل راجح والطيرى حسن عبده وأحمد الفرشوطى ومحمد يس نواب دوائر الأقصر، ومن الفنانين التشكيليين الدكاترة أحمد حمزة وأحمد جمال عيد ومنال مبارك، ومن رؤساء الجمعيات المعنية بالثقافة والسياحة والفنون، شيرين النجار، رئيسة جمعية إيزيس للثقافة، وايمن ابوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، وإبراهيم زوتس، رئيس جمعية زوتس للتراث، ومن الأثريين والباحثين بعلوم المصريات، إبراهيم سليمان، ومحمود عبدالله، وعلى رضا، ومحمد عبدالحميد، بجانب عشرات من الأجانب والمصريين المهتمين بالثقافة والفنون.
وتجول الحضور داخل القصر، وعبروا عن إعجابهم بعمارته ومايحتويه من تحف، معبرين عن أملهم فى أن يساهم القصر فى إثراء الحركة الثقافية والفنية بالأقصر، والمساعدة على استعادة المدينة لدورها الحضارى مجددا، وأن يكون قبلة لعشاق السياحة الثقافية من سياح العالم الوافدين لمصر، حيث يعتبر القصر صاحب تصميم تراثى أقيم بهدف إستعادة روح العمارة المصرية وفنونها المختلفة ، وتمكين زواره من معايشة الحياة فى مصر قبيل مائتى عام مضت، حيث سيتمكن زواره من العيش وسط عمارة أقرب إلي الفن منها إلى نظام البناء، فهنا غرف بنيت بنظام القبو وإستمدت روحها من عمارة العمارى المصرى العالمى المهندس حسن فتحى، وهنا مشربيات تستعيد روح العمارة الإسلامية والعربية فى القاهرة الفاطمية، وهنا تحف تعود بالزائر لحقبات تاريخية ترجع لأكثر من قرن من الزمان.
ومن جانبه أشاد ثروت عجمي رئيس غرفة وكالات السفر والسياحة فى الأقصر، بمبادرة قصر الجرف لإحياء العمارة والفنون المصرية التى باتت مهددة بالزوال، مشيراً إلى أنه يضيف للمدينة نمطا جديدا من السياحة الثقافية، بجانب ما تتفرد به من أنماط سياحية لاتوجد إلا ارض الأقصر مثل سياحة البالون الطائر، فيما قال أيمن ابوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، إن بيت العمارة والفنون المصرية ، الممتد على مساحة عشرة آلاف متر مربع، بات معلما سياحيا وتراثيا مهما فى مدينة الأقصر التى يزورها مئات الآلاف من السياح فى كل عام، وان هذا البيت الذى يجمع بين ثقافات وفنون وطرز معمارية قاربت على الإندثار فى مصر، يمكن زائره من الاستمتاع برؤية مغايرة لنهر النيل الخالد، ومشاهدة طبيعة الريف المصرى فى صعيد مصر، من زوايا عدة ، تجعل الزائر قادرا على تكوين صورة جديدة ومختلفة لطبيعة الريف المصرى وهى تتعانق مع نهر النيل الخالد فى مشهد فريد، فهنا التحف الفنية والمقتنيات والأساس المنزلى الذى ربما غاب عن مصر قبيل مائتى عام أويزيد، وهنا ابراج الحمام وهى تعانق النخيل والأشجار وتحتضن النهر الخالد، وهنا روح الحياة فى الجنوب المصرى، وهنا روح القاهرة الفاطمية، وهنا الارابيسك والفنون العربية والإسلامية.
وفي نفس السياق صرح الخبير السياحي محمد عثمان رئيس لجنة التسويق للسياحة الثقافية بمحافظة الأقصر، أنه تقرر البدء في تشكيل لجنة تسمى "جسر الحضارات" والتي ستعمل على إبتكار وسائل وأدوات تسويق جديدة ومختلفة لإعادة الإنتباه إلى السياحة الثقافية بمصر وخصوصاً في محافظة الأقصر، موضحاً أن اللجنة سيكون من أبرز أعمالها البدء في توجيه دعوات لفنانين ومصورين ورسامين من دول العالم لنقل الصورة الحقيقة والجميلة للمصريين، موضحاً أن وسائل وأدوات التسويق الجديدة نجحت في رفع مصر لترتيب متقدم في إستراتيجية التسويق والترويج السياحي.
وأضاف الخبير السياحي محمد عثمان في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن السياحة في مصر إنقسمت مؤخراً إلي سياحة ثقافية وسياحة ترفيهية وفي آخر عدة سنوات كانت الترفيهية هي الأهم وجذبت الأضواء كثيراً لعدم وجود آليات تسويق حديثة ومبتكرة للسياحة الثقافية، وهو ما تم البدء فيه عبر مجموعة إكتشافات كبري في معابد ومقابر مصر المختلفة وأبرزها في جبال الفراعنة بالأقصر، مؤكداً علي أن لجنة التسويق السياحي الثقافية بالأقصر وأسوان، تضم مجموعة من رجال الأعمال والمستثمرين في السياحة الثقافية، والهدف منها دعم الدولة في وسائل التسويق المختلفة، ومهمتنا ترتكز في الصعيد وأهمها الأقصر وأسوان، وقمنا بعمل تلك اللجنة "جسر الحضارات" لإستدعاء الفنانين من حول العالم لدعم مصر بإستضافة تامة من اللجنة لتوفير كافة المتطلبات لهم، ونخطط لجلب الفنانين والرسامين من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وغيرها من دول أوروبا لتوفير رحلات مجانية لهم للمساهمة في الترويج لمصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة