التزوير الخطي يُعتبر واحداَ من أبرز تقليدات التوقيعات والخطوط التي يحتج بها المزورون على أصحابها الأصليين ، حيث أن التوقيعات والكتابة بخط اليد هي ليست كما هو متعارف عليه كتابة بخط اليد، وتسمى بذلك مجازاَ لكن هي في الأصل، كتابة دماغية.
والدليل في ذلك أن من لم يتعلم لا يستطيع أن يخط بيده خطاَ، والدماغ بمثابة – المخزن – الذي يتضمن ما تعمله الإنسان طيلة حياته حيث يكتسب الأنسان المتعلم مهارة السرعة في كتابته، ما يؤدى إلى اختزال الأحرف والكلمات، ويكون لكل شخص خطه الخاص المميز الشكل.
في التقرير التالي، يلقى "اليوم السابع" الضوء من خلال علوم مسرح الجريمة على إشكالية التقليد والتزوير الآلي للتوقيعات والكتابة اليدوي التي تتسبب في الزج بالأبرياء في غياهب السجون على جرائم لم يقوموا بارتكابها ونسبت إليهم زوراَ، كما يتم أيضاَ تزوير كتابة خط اليد، وذلك فى الوقت الذى تصنف فيه التوقيعات إلى 3 أصناف لابد من التعرف عليها- بحسب الخبير القانونى والمحامية هبه علام.
ـ تصنيف التوقيعات
مسألة تعلم الكتابة اليدوية تمر فى حقيقة الأمر بعدة أنواع من الخطوط منها الرقعة وخط النسخ وهما النوعين المشهورين في الوطن العربي، وتصنف التوقيعات على مستوى العالم بطرق عدة، لكن خبراء التزييف والتزوير صنفوها إلى 3 أصناف وهم التوقيع المقروء، والتوقيع المبهم، والتوقيع البين بين "جزء مقروء وجزء غير مقروء"، لتكون سهلة الفهم على العامة، فكتابة الشخص اسمه هو توقيع يُعرف بالتوقيع العادي في عالم خبراء الخطوط، بينما التوقيع الفورمة أو الفرمة كما يطلق عليه في بعض الدول هو غير المقروء حيث يحتوى على جرات خطية تعوّد الشخص على كتابتها فصار يكتبها بطريقة قد لا يباريه فيها أحد، أما توقيع البين بين فهو الذى يجمع ما بين التوقيع المقروء والفرمة.
والتطورات التي حدثت في عالم "التزوير" خلال الفترة الماضية حدثت بشكل سريع مخيف، فما كنا نعرفه بأنه لا يباريه أو يشبهه فيها أحد أصبح يمكن تقليده وتزويره حالياَ من خلال الإنسان والآلة الحديثة، حيث أن عمليات تقليد التوقيعات في المجال الجنائي عمليات خطيرة، فبمجرد وضع عدة خطوط أو جرات خطية كما يسميها المتخصصون، يمكن الزج بالأبرياء فى غياهب السجون على جرائم لم يقوموا بارتكابها ونسبت زوراَ إليهم، كما يتم أيضاَ تزوير كتابة خط اليد – وفقا لـ"علام".
ـ مراحل عمليات التزوير
وقد مرت عمليات تقليد التوقيعات والكتابة اليدوية بمراحل تطورات خلالها الطرق لمحاولة الكاتب إخفاء شخصيته وتقمص شخصية الأخرين، بُغية محاولة الهروب من العقاب، ومع التقدم التقنى استبدل الإنسان بوسائل تقليد التوقيعات والكتابة اليدوية التقليدية الآلات والأجهزة المساعدة لإنتاج توقيعات ونسبها إلى أشخاص لا تربطهم بها أية صلة.
حاول الإنسان منذ فترة ليست بالقصيرة أن يجد طريقة لنسخ التوقيعات أو التعرف عليها آلياَ كما فى البنوك، وتم استخدام وصلات كهربائية ذات فولتية منخفضة توصل باليد لقياس ضغطها وحركاتها حين التوقيع، ثم تطور الأمر إلى ابتكار آلات فعلية تقيس حركات اليد وتصور اتجاهاتها وتخزنها.
ـ استخدام "الكليشيه"
ومع انشغال الأشخاص المسئولين في مجالات العمل المختلفة ومع الكميات الكبيرة من المستندات المطلوب توقيعها في وقت قصير كإظهار نتائج أقسام كلية من الكليات، فإن العميد لا يستطيع القيام بمهمة التوقيع فى الوقت القصير ويصيبه الإرهاق، وقد تطلبت المسألة أن توجد وسيلة للمساعدة في الانجاز فاستخدم قديماَ ما يعرف بالكليشيه، والكليشيه كلمة فرنسية الأصل تعنى "الكلمة" أو "التعبير" الذى تكرر استخدامه، وهى عبارة عن قالب ختم بتوقيع العميد المقلد الذى يوافق على استخدامه في اعتماد الشهادات.
ـ التزوير الرقمي
ظظيظظيي
حديثاَ نقلت الفكرة إلى العالم الرقمي ليتم التوقيع على الشهادات واعتمادها آلياَ، وتم استغلالها من قبل المزورين لنقل توقيعات الأبرياء واتهامهم زوراَ باستخدام – الراسمات - الأتوماتيكية "الألية" لنقل التوقيع سواء بطريق مباشر أو غير مباشر ليرسم بالقلم، ومن هنا تكون الخطورة لأن التوقيع يظهر حتى للخبراء كأنه مكتوب بخط اليد، وتظهر التوقيعات كما لو كانت صادرة من يد نسبت إليهم والأمر يتطلب كشفها عن طريق الخبراء لأن عملية تمييزها يتطلب مهارات عالية وتدريبات- الكلام لـ"علام".