-مدبولى: لم ولن نقف ضد جهود التنمية فى حوض النيل.. ولن نقبل مطلقاً المساس بحقوقنا فى المياه
- مدبولى: تم التعامل مع قضايا تاريخية معقدة تتعلق بترشيد الدعم واتخذت الحكومة ضوابط مالية صارمة لتخفيض عجز الموازنة
- رئيس الوزراء: لولا برامج الحماية الاجتماعية المتنوعة التى تبنتها الحكومة لارتفع معدل الفقر فى البلاد إلى مستويات قياسية
- رئيس الوزراء يبحث مع مجموعة أصدقاء مصر بالنواب الأمريكي ملفى العدوان التركى على سوريا وسد النهضة
فى رابع أيام زيارته العاصمة الأمريكية واشنطن استضاف معهد الشرق الأوسط، أحد أهم مراكز الفكر فى واشنطن، الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والوفد الوزارى رفيع المستوى المرافق له، فى جلسة نقاشية، بحضور سفير مصر فى واشنطن، وعدد من أبرز أعضاء المعهد من الكتاب والباحثين وأعضاء الكونجرس السابقين.
واستهل الدكتور مصطفى مدبولي الجلسة بتقديم عرض وافٍ حول تطورات الأوضاع فى مصر منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى المسئولية، حيث قال إن الرئيس تسلم الحكم فى ظل أوضاع اقتصادية صعبة كانت تنذر بانهيار اقتصادى محتوم، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جريئة وعاجلة لإنقاذ الاقتصاد، وبالفعل وبفضل شجاعة القيادة السياسية، تم تبنى برنامج إصلاح اقتصادى وطنى يتضمن مستهدفات محددة، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، وتمكنت مصر من تحقيق الالتزام الصارم بتلك المستهدفات، لتشهد مصر تنفيذ أفضل برنامج إصلاح اقتصادى فى تاريخها.
وقارن رئيس الوزراء أرقام المؤشرات الاقتصادية فى الفترة الصعبة لبدايات تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى، بما تحقق بعدها، وهى الأرقام التى تظهر تحولاً جذرياً، حيث انخفضت معدلات التضخم والبطالة، وارتفع الاحتياطي النقدي، وتم التعامل مع قضايا تاريخية معقدة تتعلق بترشيد الدعم، واتخذت الحكومة ضوابط مالية صارمة لتخفيض عجز الموازنة.
واستعرض رئيس الوزراء برامج الحماية الاجتماعية المتنوعة التي تبنتها الحكومة، مضيفا أنه لولاها لارتفع معدل الفقر فى البلاد إلى مستويات قياسية.
ثم تطرق إلى جوانب الإصلاح الهيكلى التى تتبناها الحكومة، من أجل الحفاظ على استدامة النجاح الذى تحقق فى المجالين المالي والنقدي، مشيراً إلى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والذى لا يستهدف الانتقال المكاني فقط للوزارات واجهزة الدولة، وإنما تحقيق نقلة شاملة فى آليات العمل.
عقب ذلك استعرض الدكتور مصطفى مدبولي القضايا الإقليمية ذات الأولوية على الساحة، مشيراً إلى خطورة العدوان التركى على الأراضى السورية، ومطالبة مصر بوقف هذا العدوان والانسحاب الفورى للقوات التركية خارج حدود سوريا.
ثم استعرض ثوابت الموقف المصرى من ملف سد النهضة، مؤكداً أن مصر لم ولن تقف ضد جهود التنمية فى حوض النيل، وقد سبق وأسهمت فى مساعدة تلك الدول على بناء سدود، لكنها فى الوقت ذاته لن تقبل مطلقاً ان يتم المساس بحقوق مصر فى مياه النيل.
عقب ذلك، تم فتح باب النقاش، حيث استفسر أحد الحاضرين عن مبادرة غاز شرق المتوسط، فقدم وزير البترول شرحاً حول المبادرة وأهميتها التى تنعكس على زيادة عدد الدول التى أعربت عن رغبتها فى الانضمام اليها.
ورداً على استفسار حول جهود الحكومة لتعزيز دور القطاع الخاص، اكد رئيس الوزراء ان الحكومة تسعى وتقدر أهمية الدور الذى يجب ان يلعبه القطاع الخاص فى التنمية، ومن ثم كان حرص الحكومة على تهيئة البيئة المناسبة للقطاع الخاص ليعمل فى سهولة ويسر، من خلال حزمة القوانين والتشريعات والحوافز التى تم تبنيها.
فى ذات السياق، استعرضت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي الجهود التى قامت بها الحكومة من اجل تعزيز مشاركة القطاع الخاص فى الأنشطة الاقتصادية، مؤكدة ان تلك الإجراءات سوف تسهم فى زيادة انخراط القطاع الخاص فى الاقتصاد، وأداء الدور المنوط به فى التنمية.
ورداً على استفسار "إيد رويس" رئيس لجنة الشؤون الخارجية السابق فى مجلس النواب، حول ملف سد النهضة، عرض رئيس الوزراء بشكل مفصل جوانب هذا الملف، وثوابت الموقف المصرى، مستعرضاً المشاورات التى أجراها حول سد النهضة مع مسئولى الإدارة والكونجرس خلال الزيارة.
كما تضمنت أسئلة الحضور استفسارات عن ملفات التحول الرقمي وميكنة الخدمات الحكومية، حيث تولى وزير المالية ووزير الاتصالات شرح جوانب هذه الموضوعات بشكل مفصل، وهو ما لاقى ترحيباً من الحضور بالتقدم الذى تحققه مصر فى هذا الملف.
كما التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،النائب الديمقراطي داتش روبريسبرجر، والنائب الجمهوري جيف فورتنبيرى، الرئيسين المشاركين لمجموعة أصدقاء مصر بمجلس النواب الأمريكى.
وخلال اللقاء، وجه رئيس الوزراء الشكر للنائبين على الجهود التى يقومان بها فى دعم ومساندة القضايا التى تهم مصر فى مجلس النواب الأمريكى، معرباً عن تطلعه لتعزيز العلاقات مع النواب أعضاء المجموعة من خلال ترتيب زيارات لهم إلى القاهرة، والالتقاء بالمسئولين فى مصر.
وتطرق رئيس الوزراء إلى الموضوعات الإقليمية، وفى مقدمتها العدوان التركى على الأراضى السورية، وموقف مصر الرافض لهذا العدوان، والمطالبة بالانسحاب الفورى للقوات التركية إلى خارج الحدود السورية. كما شرح رئيس الوزراء أسس وثوابت الموقف المصرى من موضوع سد النهضة، موضحاً الأهمية المحورية لهذا الموضوع، باعتبار المياه قضية حياة الشعب المصرى، مشيراً إلى المباحثات التى أجراها مع نائب الرئيس مايك بنس حول هذا الملف.
من جانبهما، أعرب النائبان عن تفهمهما لثوابت الموقف المصرى من قضية المياه، لا سيما وأن النيل هو مصدر المياه الوحيد للبلاد، وأكدا أنهما سيدعمان القضايا التى تهم مصر فى مجلس النواب.
ورحب النائبان بالتطور الكبير الذى تشهده العلاقات المصرية الأمريكية، مشيدين بالدور الذى يقوم به السفير ياسر رضا، سفير مصر فى واشنطن، فى دعم وتعزيز العلاقات الثنائية.
كما أكدا أهمية تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية فى الفترة القادمة، بما فى ذلك التعاون فى أفريقيا.
ورحب النائبان بما أشارت إليه وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي حول استضافة مصر لمؤتمر الاستثمار فى أفريقيا، والذى سوف يُعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى نوفمبر القادم، مؤكدين على أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات من اجل تعزيز فرص النمو والاستثمار فى القارة.