من حكايات التراث الشعبى الإنجليزى، تظهر شخصية "روبن هود" ذلك الفارس الشجاع، الذى كان يحارب ويناضل من أجل الفقراء، سلب وسرق الأغنياء لأجل إطعام الفقراء، فتحول إلى شخصية أسطورية.
وبحسب الحكايات الشعبية فإن الفارس الأسطورى "روبن هود" كان فارس فى جيش الحملة الصليبية، بقيادة الملك الإنجليزى ريتشارد قلب الأسد، ثم عاد وعاش فى فترة حكم الملك جون، خامس أبناء الملك هنرى الثانى ملك إنجلترا، تولى الحكم خلفا لأخيه ريتشارد قلب الأسد.
وتمر اليوم الذكرى الـ803 على رحيل الملك جون، إذ رحل فى 19 أكتوبر عام 1216، عن عمر ناهز حينها 49 عاما.
وتبدأ قصة روبن هود التى ظهرت فى التاريخ لأول مرة فى القرن الثالث عشر، بعد عودة الحملة الصليبية الثالثة من فلسطين، وفى طريق العودة يقتل الملك ريتشارد بعد تعرض جيشه للهجوم من ملك فرنسا، ويقوم عدد من الجنود ومنهم روبن هود بحمل التاج من اجل تتويج الملك الجديد "جون" الذى ينقلب بعد ذلك عليهم خوفا من أن ينقلبوا عليه.
القصة كما تحكيها الأساطير الإنجليزية، وعدد من الأفلام منها الفيلم الشهير من بطولة النجم الأمريكى راسل كرو، الذى تناول شخصية رامى السهام البارع الذى شارك فى الحروب المقدسة خلال فترة حكم ريتشارد الأول ملك إنجلترا، يظهر مدى شجاعة وقوة "روبن" ويظهر كيف كان يحارب من أجل الفقراء، فى مقابل شخصية "جون" الملك الضعيف الشرير.
لكن جانب آخر من شخصية الرجلين، ربما يبدو بعيدا عن القصة السابقة، فبحسب كتاب "القرآن يقوم وحده: فى آفاق نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن: 33 قصة تروى قصة إسلام نخبة من علماء الغرب ومفكريه" للكاتب المهندس علاء الدين المدرس، الصادر عن دارى الرقيم ببغداد والمأمون بعمان، عام 2009، فإن قصة روبن هود والملك جون، تعرضت للتزييف، لاسيما ما يتعل بعدالة حكمه وتأثره بالإسلام، ومعارضته للحملات الصليبية على المشرق الإسلامى، وصدور أول وثيقة لحقوق الإنسان فى عهده، لكن التاريخ المزيف قلب الحقائق، وخلد الأمير "روبن هود" وجعله بطلا أسطوريا، ونصيرا للفقراء والمساكين، ومدافعا عن الحق الإلهى الذى نادت به الكنيسة.
ويصف الكتاب: اشتهر روبن هود فى السينما الأوروبية، بطلا أسطوريا، وأطلق عليه زورا لقب "نصير الفقراء والمستضعفين" وهذا عكس الحقيقة التاريخية التى كشفها المؤرخون، والتى تؤكد أنه كان أميرا إقطاعيا مستغلا للفقراء والمساكين، متعصبا ونصيرا للطغاة والمتعصبين، أمثال صديقه "ريتشارد قلب الأسد".
ويوضح الكتاب أنه رغم إعدام جون واتهامه بالظلم والاستبداد والجنون، وتعرض سيرته وعهده للتشويه والتزييف التاريخى، إلا أن وثيقة "الماكناكارتا" الشهيرة، والتى تمثل أول وثيقة قانونية تتحدث عن حقوق الإنسان فى تاريخ العالم، تشير إلى عدالة حكمه وتثبت ظلم واستبداد خصومه، كما تشير هذه الوثيقة إشارة قاطعة، إلى مدى تأثر العصور الوسطى والملك جون ووثيقته، بالقرآن الكريم وتعاليمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة