خيم الليل على لبنان، وتبقى بيروت ثائرة، ويواصل اللبنانيون التظاهر ضد حكومة بلادهم لليوم الثالث على التوالى، للمطالبة بتغيير السلطة السياسية، وذلك فى العاصمة بيروت وعدد من المدن اللبنانية، بأعداد كبيرة ومشاركة من مختلف الفئات، مطالبين بحلول للأزمة الاقتصادية التى تعصف بالبلاد بعد فرض ضرائب على واتس آب.
ونشرت وكالة الأنباء"رويترز"، عددا من الصور التى توضح الأعداد المشاركة فى المظاهرات واختلاف فئاتها، إضافة الى تضامن الكثير من الأهالى مع التظاهرات من خلال رفع الأعلام الوطنية من شرفات المنازل.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، تضاعفت أعداد المتظاهرين في ساحة النور في طرابلس، وقد عمد المحتجون إلى حرق علم التيار الوطني الحر.
وقالت الوكالة، أن ساحات وسط بيروت امتلأت بالمتظاهرين من أمام السرايا الحكومية في رياض الصلح حتى ساحة الشهداء، مرورا بشارع اللعازرية وصولا حتى الشارع المؤدي إلى بشارة الخورى، كما ملأ المتظاهرون الأبنية القديمة المجاورة، وحضرت دراجات نارية على متنها شبان لينضموا إلى المتظاهرين رافعين شعار ضد العهد مرددين "كلن يعنى كلن".
قطع الطرق بالإطارات المشتعلة
وفي بادرة تقدير واحترام، وزع المحتجون الورود على ضباط وعناصر الجيش، وسط تصفيق حار من المشاركين في الاعتصام، فى منطقة عكار ميشال عند مستديرة العبدة.
فى غضون ذلك أكد الجيش اللبنانى تضامنه مع مطالب المحتجين بلبنان، فى التظاهرات، وفى بيان نشرته الوكالة الوطنية اللبنانية، "تدعو قيادة الجيش جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرة بمعيشتهم وكرامتهم إلى التعبير في شكل سلمي وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة".
وتابع البيان "تؤكد قيادات الجيش تضامنها الكامل مع مطالبهم المحقة، وتدعوهم إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين".
وتتواصل لليوم الثالث التظاهرات فى لبنان وقطع الطرق فى بيروت رغم تراجع الحكومة عن الضرائب على المكالمات الصوتية لتطبيق واتس أب.
متظاهرين لبنانيين
من جانبه، وفى محاولة للخروج من الأزمة، أجرى رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، السبت، اتصالات مع مختلف القوى السياسية بشأن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسبل الممكنة لمعالجتها.
والتقى الحريري على التوالي كلا من وزير الصناعة وائل أبو فاعور ووزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس ووزير المال علي حسن خليل.
ويأتي ذلك في إطار الاتصالات والاجتماعات المكثفة، التي يشهدها بيت الوسط للتشاور مع مختلف القوى بشأن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسبل الممكنة لمعالجتها، وذلك بعد الكلمة التي وجهها الحريري إلى اللبنانيين مساء الجمعة.
وكان قد أمهل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الشركاء السياسيين في لبنان مدة 72 ساعة لتقديم حلول للإصلاح الاقتصادي والاستجابة للمطالب الشعبية مهددا باللجوء إلى خيارات أخرى.