أكدت القائم بأعمال السفارة الروسية بالقاهرة سفتيلانا سوبوفا أن موسكو تولى اهتمامًا كبيرًا بقمة "روسيا-إفريقيا" المزمع عقدها يوم الأربعاء المقبل فى مدينة سوتشى، والتى تُعد الأولى من نوعها فى تاريخ العلاقات بين روسيا والدول الإفريقية، موضحةً أن القمة تُعد فريدة وغير مسبوقة من حيث حجم المشاركة والموضوعات المطروحة للمناقشة فى القمة.
وأشارت سوبوفا -في لقاء صحفي عُقد اليوم الأحد بمقر السفارة الروسية بالقاهرة- إلى أن 47 زعيمًا إفريقيا و8 رؤساء منظمات إفريقية أكدوا مشاركتهم في القمة، منوهًا بأن روسيا تأخذ بعين الاعتبار أن الدول الإفريقية تلعب دورًا نشطًا في السياسة الدولية المعاصرة، وأن هذه القمة سوف تحدد نماذج جديدة للتعاون مع الدول الإفريقية التي تلعب دورًا كبيرًا في الاقتصاد العالمي على أساس المبادئ العامة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول وميثاق الأمم المتحدة.
وأوضحت أن القمة تهدف إلى مناقشة نماذج المشروعات القائمة بين روسيا والدول الإفريقية، وتحديد نماذج جديدة للتعاون وآفاق التعاون المستقبلي، مؤكدةً أن القمة تُعد فرصة جيدة لمناقشة العلاقات التاريخية في ضوء وجود إمكانيات متشابهة، حيث تمتلك روسيا والدول الإفريقية نصف الموارد الطبيعية في العالم، وتسعى القمة إلى وضع آلية لاكتشاف واستخدام هذه الموارد.
وألمحت سوبوفا إلى أن روسيا مستعدة لتقديم استثمارات جديدة، وعرض خبراتها في مجال الصناعة، ومساعدة الدول الإفريقية على تطوير هذا المجال مثل إنشاء منظومات في مجالي النقل والاتصالات، فضلًا عن خبرتها في التكنولوجيا الحديثة، خاصة الرقمنة والابتكار، لافتةً إلى أن موسكو مستعدة لتقديم الدعم للدول الإفريقية في مجالي التعليم والصحة.
وعن برنامج القمة، قالت القائم بأعمال السفارة الروسية بالقاهرة إن الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين سوف يفتتحان المنتدى الاقتصادي يوم الأربعاء المقبل بإلقاء الكلمات، ثم سوف تعقد عدة جلسات متخصصة حول عدة موضوعات، من بينها جلسة حول دور وسائل الإعلام بين روسيا والدول الإفريقية، وجلسة عن الإسكان الذي يُعد قضية ملحة للقارة الإفريقية والتي يمكن لروسيا المساهمة بخبرتها في هذا المجال، وجلسة أخرى عن تطوير السكك الحديدية وشبكات النقل في الدول الإفريقية.
وأضافت أنه سوف تعقد جلسة أيضًا حول التعاون بين الدول الإفريقية والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وجلسة عن إقامة المناطق الصناعية الخاصة في الدول الإفريقية، مع إلقاء الضوء على المنطقة الصناعية الروسية في مصر، بالإضافة إلى قيام الشركات الروسية الكبري بتقديم عروض مثل شركة "روس آتوم" في مجال الطاقة النووية.
وأكدت سوبوفا أن القمة تُعد فرصة لدراسة إمكانيات التوسع في القارة الإفريقية، مع الوضع في الاعتبار تنفيذ جدول أعمال القمة المستدامة للدول الإفريقية بحلول عام 2063، مشيرةً إلى أن المشروعات المطروحة في القمة يمكن أن تحقق التنمية الشاملة في الدول الإفريقية.
وحول الاتفاقيات، قالت القائم بأعمال السفارة الروسية بالقاهرة إنه من المتوقع أن يتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات سواء على المستوى الحكومي أوالوزاري وبين الشركات، مضيفةً أنه من المنتظر التوقيع على مذكرة تفاهم بين روسيا والاتحاد الإفريقي حول المبادئ الأساسية للعلاقات والتعاون الثنائي، ومذكرة تفاهم أخرى بين الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية للاتحاد الأوراسي في مجال التعاون الاقتصادي.
وتابعت أنه من المتوقع كذلك التوقيع على اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين صندوق كونجرس (الشركة المنظمة للقمة) والجهات المصرية، وهي اتحاد الصناعات المصري واتحاد الغرف التجارية المصري، حول تنظيم عدة فعاليات في الدول الإفريقية.
وبشأن تحضيرات القمة، أوضحت سوبوفا أن الرئيس الروسي أطلق مبادرة لتنظيم قمة "روسيا-إفريقيا" الأولى في يوليو عام 2018، ثم أصدر قرارًا رئاسيًا في فبراير الماضي للتحضير لهذه القمة.
وقالت إن روسيا لا تخشى من المنافسة مع الدول الأخرى على الساحة الإفريقية في ضوء وجود فرص كثيرة، خاصة في مجال الطاقة النووية والتكنولوجيا الروسية والرقمنة بشكل خاص، منوهةً بأن المنافسة العادلة تهدف إلى التوصل إلى نتائج أفضل لصالح الجميع.
وأكدت أن القمة تُعد فرصة لمناقشة الأساليب غير العادلة مثل الإجراءات الحمائية والحروب التجارية، وكذلك وضع القواعد المهمة لمحاربة الحروب التجارية بالتعاون مع الدول الإفريقية.
وردًا على سؤال حول مكافحة الإرهاب، قالت القائم بأعمال السفارة الروسية بالقاهرة: "إن الإرهاب يُعد من أهم القضايا في عالمنا المعاصر، ونتعاون مع الدول الإفريقية بصوة نشطة لمكافحته"، مشيرةً إلى المجموعة المصرية-الروسية المشتركة المعنية بمكافحة التحديات المعاصرة، والتي تضم في عضويتها ممثلين عن الوزارات والجهات المختصة من كلا الجانبين.
وأضافت أن هذه المجموعة تناقش هذه التحديات، ويتم من خلالها توفير قائمة بأسماء الإرهابيين، ويُعد هذا التعاون نموذجًا مفيدًا يمكن أن يُستخدم في تعزيز التعاون الروسي-الإفريقي في هذا المجال، مشددةً على ضرورة مناقشة قضية مكافحة الإرهاب على المستوى الثنائي بين روسيا والدول الإفريقية وعلى المستوي الدولي في الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها.
وردًا على سؤال حول إمكانيات التعاون الروسي-الإفريقي، قالت سوبوفا إن روسيا تسعى إلى التعاون في مجال اكتشاف الموارد الطبيعية في القارة، ومجالات الزراعة وصيد الأسماك ومحاربة الجوع والفقر، وتقديم المساعدة الإنسانية في الكوارث الطبيعية، فضلًا عن مساهمة الشركات الروسية في إقامة أنظمة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.
ونوَّهت بأن روسيا ساهمت في إطلاق القمر الصناعي المصري في فبراير الماضي، مؤكدةً اهتمام روسيا بفتح أسواق جديدة لمنتجاتها وبعرض التكنولوجيا الروسية، وأنها تسعى إلى محاربة الأساليب غير العادلة لبعض الدول مثل الحمائية من خلال تعزيز الجهود المشتركة.
وعن إصلاح مجلس الأمن، قالت القائم بأعمال السفارة الروسية بالقاهرة إن هناك توافقًا في الرؤى بين مصر وروسيا حول الحاجة إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي وتمثيل الدول الإفريقية بشكل عادل في هذا المجلس، وكذلك إصلاح منظومة الأمم المتحدة بشكل عام، مشيرةً إلى أن موسكو مهتمة بتعزيز التعاون مع الدول الإفريقية من خلال بذل الجهود المشتركة في ظل الأوضاع في غير المستقرة في الشرق الأوسط.
وردًا على سؤال حول التبادل التجاري، أشارت سوبوفا إلى أن التبادل التجاري بين مصر وروسيا يبلغ 6 مليارات دولار في الوقت الحالي، وهناك آفاق لزيادة هذا الرقم في ظل إقامة مشروع المنطقة الصناعية الروسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة