تستغل سلطات الاحتلال الإسرائيلى الأعياد اليهودية من أجل فرض سيطرتها على المقدسات الإسلامية فى القدس المحتلة، وفى الأراضى الفلسطينية بالضفة الغربية، عبر زيادة وتيرة الاستيطان خلال فترة الأعياد اليهودية.
وكشف المكتب الوطنى للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير إنه وفى تطور لافت وخطير انضمت ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية إلى غيرها من أذرع الاحتلال فى رعاية مشروع الاستيطان.
وأضاف المكتب في تقريره الأسبوعى، أن الإدارة المدنية جندت نفسها بمناسبة الأعياد الدينية اليهودية فى خدمة هذا المشروع الاستيطانى، وتشجيع المستوطنين على ممارسات العربدة وأعمال الاستفزاز فى المناطق التى استولت عليها من أصحابها الشرعيين.
وأوضح المكتب أن الإدارة المدنية دعت ومعها سلطة الطبيعة والحدائق المستوطنين لاستباحة الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس المحتلة، والاستمتاع حسب تعبيرها بالينابيع والمزروعات الغنية قرب البحر الميت وبالمشاهد الأولى فى جبل جرزيم (الجبل الشمالى لمدينة نابلس)، والتعرف على حكايات ما اسمته عاصمة مملكة إسرائيل القديمة فى موقع سبسطية.
وأشار إلى أنه يترتب على ذلك تداعيات خطيرة بإطلاق العنان للمستوطنين للعربدة واستحضار الأساطير لتبرير الإقدام على مختلف الانتهاكات والاعتداءات على المواطنين الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم وتراثهم وتاريخهم الحضاري في هذه البلاد.
وذكر التقرير أنه بهذه الدعوة أخذت الإدارة المدنية الإسرائيلية تتصرف باعتبارها الجهة التى تمثل القوة العسكرية الحاكمة دون أن تعير الحد الأدنى من الاهتمام، ناهيك عن عدم احترام القانون الدولى ومعاهدة جنيف الرابعة لعام 1949 التى تفرض على القوة القائمة بالاحتلال بكل أذرعها توفير الحماية للمواطنين وللطبيعة والتراث والثقافة فى الأراضى الخاضعة للاحتلال.
وبحسب التقرير، فإن هذه الإدارة تُجند نفسها ليس فقط فى خدمة هذا المشروع، بل وفى تشجيع المستوطنين على ممارسات العربدة وأعمال الاستفزاز فى المناطق التى استولت عليها من أصحابها الشرعيين وحولتها إلى محميات طبيعية يحرم على الفلسطينيين الاقتراب منها ناهيك عن دخولها.
وأضاف التقرير أنه كما هو الحال فيما يسمى محمية (ام زوكا) فى الأغوار الشمالية أو محمية (ناحال كنيه) وسط الضفة، حيث تنتشر كتلة مستوطنات (عيلى، شيلو، شيفوت راحيل ومعاليه ليفونه) على أراضى قرى الساوية واللبن الشرقية وجالود وقريوت وترمسعيا وسنجل أو ما يسمى بالحديقة الوطنية فى منطقة القدس، وغيرها من المحميات والحدائق".
وأوضح أن الأسبوع الماضى شهد اقتحامات واسعة لباحات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين المتطرفين تقدمهم وزير الزراعة الإسرائيلى أورى أرئيل بمناسبة ما يسمى عيد "العرش"، حيث نفذوا جولات استفزازية فى ساحات المسجد.
على جانب أخر، أعلنت سلطات الاحتلال عزمها بناء 251 وحدة سكنية استيطانية، ومصادرة عشرات الدونمات من أراضى محافظة بيت لحم، منها 146 فى مجمع "غوش عصيون" الاستيطانى جنوب بيت لحم، و105 وحدات فى مستوطنة "كفار الداد" شرقًا.
وفى السياق ذاته، استولت سلطات الاحتلال على مساحات واسعة من أراضى بلدة نحالين غرب بيت لحم من أراضى الحوض الطبيعى رقم (4) التابعة للبلدة لصالح توسيع مستوطنة "ألون شفوت" على حسابها، وإلى جانب هذه الوحدات يضم المخطط شوارع وسكك حديديّة، ويستهدف بشكلٍ أساسى المنطقة الجنوبية الغربية لبيت لحم والمنطقة الشرقية للمحافظة.
وأوضح تقرير المكتب الوطنى أنه ومع بداية موسم قطف الزيتون فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ارتفعت وتيرة اعتداءات المستوطنين على المزارعين، خاصة فى المناطق المحاذية للمستوطنات.
وذكر أن مستوطنى "يتسهار" أضرموا النيران بحقول الزيتون فى قرية بورين، وامتدت النيران على مساحات واسعة وأدت لاحتراق 450 شجرة زيتون، كما تعرض محصول الزيتون من أراضى المواطنين فى قرية بورين للسرقة من قبل مستوطنين فى منطقة "خلة قطة".
ورصد التقرير عددًا من الانتهاكات الإسرائيلية التى شهدتها الضفة الغربية بما فيها القدس خلال الأسبوع الماضى، إلى جانب الاستباحة غير المسبوقة من قبل المستوطنين، ومنها إغلاق سلطات الاحتلال المسجد الإبراهيمى الشريف أمام المسلمين والزوار، وإعطاب مستوطنين إطارات عدد من المركبات، وخطوا شعارات عنصرية فى قرية دير عمار برام الله وغيرها.