أعلنت بلدية أمستردام أنها ستحظر بيع المشروبات الكحولية فى "الحى الأحمر" خلال الساعات التى تسبق مواجهة أياكس وتشيلسى يوم الأربعاء المقبل بدورى الأبطال لتجنّب وقوع حوادث محتملة.
وقالت البلدية فى بيان لها: "بشكل تقليدى يذهب مشجعو كرة القدم الأجانب للحى الأحمر قبل المباراة وبالطبع تكون هناك الكثير من المشروبات. وقبل ذلك عانى السكان ورجال الأعمال فى المنطقة من مضايقات هائلة واضطرت الشرطة حينها إلى التدخل".
ومنطقة الضوء الأحمر أو منطقة المتعة هى جزء من منطقة حضرية، حيث يوجد تركيز على الدعارة والأعمال الموجهة للجنس، مثل متاجر الجنس والنوادى التعريفة ومسارح البالغين، اكتسبت المناطق فى العديد من المدن الكبرى فى جميع أنحاء العالم سمعة دولية كمناطق الضوء الأحمر.
اكتسب حى "الضوء الأحمر" بمدينة أمستردام الجزء الأكبر من شهرته من خلال صور الفتيات وهن يقفن خلف زجاج نوافذ وأبواب الغرف حيث يعملن كبائعات للهوى، إلا أن الغريب هذه المرة هو استبدال الفتيات برجال! فما القصة وراء الموضوع؟
الحى الأحمر هو أكبر حى داخل منطقة دى وولين الهولندية، حيث يهيمن على حى دى فالين الواقع فى وسط المدينة طابع العصور الوسطى، ويضمّ هذا الحى قنوات مائية وأزقّة ضيقة تعجّ ببارات ذات طابع قديم.
ويقع مبنى أود كيرك بالقرب من شارع للسهر مضاء بالنيون، ويستضيف هذا المبنى اليوم فعاليات ثقافية بعد أن كان فى السابق عبارة عن كنيسة قديمة من قرون ماضية، وبالمثل، المبنى السابق للبورصة بورز فان بيرلاج المغطى بالطوب الأحمر أصبح اليوم مركزًا للمعارض والحفلات الموسيقية.
تاريخيا بسبب قربها من الميناء، جذبت المنطقة كل من أعمال الدعارة والسكان المهاجرين، وهذه هى السمات التى يشتهر بها اليوم، منذ القرن الرابع عشر، إذ لطالما ارتبطت سمعة المنطقة "المثيرة،" بأعمال الدعارة التى تقدمها فتيات الليل من خلف نوافذ محلاتهن المضاءة بالأضواء الحمراء.
وقد أطلق عمدة أمستردام، جوب كوهين فى العام 2008، مشروع 1012، الذى يأخذ اسمه من الرمز البريدى للحي، ويطمح إلى تحسين المنطقة، وجذب نوع مختلف من الزوار، بهدف التخلص من قضايا الاتجار بالبشر المنتشرة فى حى "ريد لايت."
ومنذ ذلك الحين عملت البلدية على تشديد الرقابة فى المنطقة، لتغلق مجموعة كبيرة من الأعمال التجارية المشكوك بها، مثل النادى الجنسى المشهور "ياب يم"، فضلاً عن استبدال عاملات الجنس بفنانين شباب يعرضون لوحاتهم ومنحوتاتهم وملابسهم من خلف النوافذ، التى كان يقف أمامها ملايين الأشخاص الذين يطالبون بالـ"فاكهة المحرمة."
أما نوافذ بيوت الدعارة فلن تغيب جميعها، إذ من بين 470 متجراً، أُغلقت ستائر 150 متجراً حتى الآن، ولكن معالم أخرى فى المنطقة مثل متاحف الجنس، والمخدرات، ستبقى أبوابها مفتوحة للزوار بمثابة ذكرى لما كانت عليه المنطقة سابقاً.