حالة من الجدل والغموض تشهدها الساحة البريطانية بسبب تعثر مفاوضات الخروج البريطانى من عضوية الاتحاد الأوروبى المعروف إعلاميًا باسم بريكست مرات عدة، منذ حكومة رئيسة الوزراء السابقة تريزا ماى، وصولاً إلى الحكومة الحالية برئاسة بوريس جونسون.
فى السطور التالية، نستعرض آخر تطورات بريكست حتى الآن..
ما الذى حدث؟
باختصار، منعت الحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون من تقديم مقترح اتفاق البريكست لأعضاء مجلس العمومى للمرة الثانية خلا 3 أيام.
وقال جون بيركو المتحدث باسم مجلس العموم، إن قواعد البرلمان تنص على عدم جواز تقديم نفس المقترح للمرة الثانية للبرلمان.
هل المتحدث باسم البرلمان على صواب؟
وتعتبر تصريحات بيركو دائما مثيرة للجدل وغامضة ولكن هذه المرة كان كلامه واضحا، فبموجب اتفاقية القرن السابع عشر فإن الدليل الرسمي للإجراءات القانونية داخل البرلمان ينص على رفض طرح أى مشروع مرتين على أعضاء المجلس حتى إذا تم ادخال تعديلات أو تغييرات جوهرية خاصة إذا أقرت المسألة من قبل البرلمان فى وقت سابق.
هل يوافق مؤيدو البريكست على الأمر؟
اعترض المؤيدون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي موضحين أن الظروف قد تغيرت منذ تصويت يوم السبت الذي اضطر فيه جونسون إلى التقدم بطلب تمديد المهلة النهائية الى الاتحاد الأوروبي، وأشار بيركو إلى أن هذا كان ببساطة رئيس وزراء ملتزم بالقانون الذي ينص على أنه في حال لم يتم الموافقة على الاتفاق بحلول ذلك التاريخ فبموجب القانون عليه أم يتقدم بطلب التمديد والذي اعتبره بيركو أمراً روتينيا.
هل تم التصويت فعلا يوم السبت؟
عقدت الحكومة جلسة السبت على أمل التصويت المباشر بنعم / لا على مقترح جونسون، وصوت أعضاء البرلمان أولاً على التعديل الذي قدمه أوليفر ليتوين، والذي فرض أن الموافقة يجب أن يتم حجبها حتى يتم تقديم وإقرار تشريع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي يحدد شروط المغادرة.
اعترض الوزراء على هذا التعديل، لأنه كان من غير المحتمل التوصل لاتفاق قبل الموعد النهائي المحدد في 31 أكتوبر. لذا قررت الحكومة والمعارضة معًا عدم إجراء تصويت على الاقتراح المعدل الآن.
ما المتوقع حدوثه؟
ينتقل التركيز الآن إلى الانسحاب او ما يعرف ب "مقترح اتفاقية الانسحاب" التي تحدد الأساس القانوني لانسحاب المملكة المتحدة بموجب المعاهدة.
وهو ما يعتبر اختبارا جيدا لقوة الدعم الذى يلقاه جونسون ولكن حتى فى حال نجاح الأمر فان الصعوبات التي سيواحهها في المرحلة الثانية من اقرار المذكرة ستكون أكثر شدة حيث سيتمكن النواب من طرح تعديلات من ضمنها المساعي التي تدعم إنشاء اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي للمملكة المتحدة كاملة.
إلى أي مدى سيؤثر الأمر على جونسون ؟
هناك أكثر من سيناريو فهو لن يكون سعيدًا بأن جلسة يوم السبت أمام البرلمان التي تهدف لدفع النواب الى دعم المقترح قد تعرضت للتجاهل من بسبب تعديل ليتوين، خاصة في حال حصوله على الأصوات اللازمة.
لكن تبعا لرؤية بيركو التي تمنع إجراء تصويت ثانى سيساعد الأمر في تعزيز القصة الدرامية المفضلة لجونسون عن البرلمان "الشعب ضد البرلمان" ، والذي سيحارب فيه كرئيس للوزراء الذي عرض صفقة ولكن تعرضت للإحباط من قبل هؤلاء الذين يسعون إلى تأخير أو عرقلة البريكست
ومع تسليط الضوء على الرواية الثانية من قبل الصحف المتعاطفة يمكن أن ينتهي بعودة جونسون إلى السلطة بأصوات الأغلبية، والقدرة على تشكيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كما يراه مناسبًا. لكن الانتخابات يمكن أن تكون أشياء متقلبة.