أجرى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى، سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية مع عدد من سفراء الدول الأوروبية والعربية لا سيما عن "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان" التى تضم الدول الكبرى المساندة للبنان للبحث فى تطورات الأوضاع على ضوء التظاهرات الحاشدة التى تشهدها البلاد من 6 أيام متواصلة، فى حين بدأ الجيش والقوى الأمنية عملية فتح عدد من الطرق المغلقة مع الحرص على عدم الاصطدام أو الاحتكاك بالمتظاهرين.
وانتشرت وحدات من قوات الجيش فى مختلف أنحاء البلاد، بصورة مكثفة، لمؤازرة القوى الأمنية فى عملية تأمين المنشآت الحيوية والرئيسية، وكذلك تأمين وحماية تجمعات المتظاهرين والمحتجين وهو الأمر الذى قوبل بحالة من الارتياح الكبير، وبدت المودة ظاهرة ومتبادلة بين المعتصمين والمتظاهرين وعناصر القوات المسلحة وقام متظاهرون بتوزيع الورود على قوات الجيش.
كما قامت القوى الأمنية والعسكرية، بفتح العديد من الطرق الرئيسية والفرعية المغلقة فى البلاد، ابتداء من ساعات الصباح الأولى وفجر اليوم فى فترات انخفاض أعداد المتظاهرين لتسهيل حركة السير والمرور لا سيما بعد أن دعا القائمون على قطاعات الوقود والمخابز والمواد الغذائية والتموينية إلى فتح الطرق لاستمرار تزويد المحطات والمحال والمخابز بالمواد الغذائية والاستراتيجية منعا لحدوث أية أزمات مرتقبة.
وقام مصرف لبنان (البنك المركزيى) بإعطاء تعليماته إلى البنوك بتسهيل عملية تزويد ماكينات الصراف الآلى المنتشرة فى عموم البلاد بالأموال بالعملة المحلية (الليرة) فى ظل استمرار قرار إغلاق كافة البنوك على ضوء التظاهرات التى تشهدها البلاد.
وأرسلت البنوك إلى عملائها، رسائل نصية قصيرة على هواتفهم المحمولة، تفيد أن كافة ماكينات الصراف الآلية فى جميع المناطق اللبنانية تعمل بشكل طبيعى لتلبية متطلباتهم النقدية.
وفيما أعلنت جمعية مصارف لبنان استمرار إغلاق البنوك، غدا الأربعاء، لليوم السادس على التوالى، قرر وزير التربية والتعليم أكرم شهيب استئناف العملية الدراسية بصورة طبيعية واعتيادية اعتبارا من صباح الغد فى جميع المدارس والمعاهد والجامعات مع العمل للتعويض عن أيام التعطيل التى فرضتها الظروف الراهنة.
وأعلنت وزارة المالية، أن دوائرها المختصة تتابع العمل على إنجاز معاملات دفع الرواتب كالمعتاد فى مثل هذا التوقيت من كل شهر، والتى ستحول إلى البنك المركزى فى مواعيدها العادية والطبيعية
وأكد مصدر مصرفى رفيع المستوى، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن مستوى توافر الدولار فى البنوك مطمئن للغاية وأنه لا يوجد ما يستدعى أى قلق جراء استمرار إغلاق البنوك فى هذه المرحلة وذلك حرصا على تأمينها وألا تتسبب اضطرابات فى هذه المرحلة فى حدوث حالة من الذعر والتهافت على سحب الدولار بكميات كبيرة.
وأشار إلى أن هناك بالفعل ما يزيد على 205 مليار دولار فى منازل المواطنين اللبنانيين، وأن استمرار إغلاق البنوك دفعهم إلى إجراء التحويل لدى شركات ومؤسسات الصرافة، معربا عن اطمئنانه من استقرار الأوضاع والتحويلات المصرفية والتدفقات المالية.
ولفت إلى أن مرتبات العاملين بالدولة والقوى الأمنية والعسكرية، يتم استحقاقها قبل نهاية الشهر وتمر من خلال القطاع المصرفى ما يعنى أن إغلاق البنوك لن يستمر طويلا، حيث يتطلب الأمر فترة 48 ساعة للإعداد والتجهيز قبل استحقاق المرتبات وصرفها.
ومن ناحية أخرى،. لا يزال المتظاهرون يتوافدون على الساحات والميادين، بعدما كان مستوى التظاهرات قد شهد انخفاضا كبيرا وملحوظا فى الأعداد اليوم خاصة فى العاصمة بيروت، حيث بدا أن زخم التظاهرات فى عدد من المناطق التى كانت تشهد خلال الأيام الماضية تظاهرات حاشدة وكبيرة، فى حالة من الانخفاض.
