جرائم حرب، وانتهاكات ممتدة وممارسات لا تعرف الإنسانية، بهذا النهج تحرك الدكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان مستمداً في ذلك ما توارثه من وحشية وإرهاب أجداده الذين ارتكبوا سلسلة من المجازر التي لن يغفرها التاريخ.
ويواصل النظام التركى انتهاكاته وجرائمه فما بين استهداف للمدنين والأطفال العزل بالأسلحة المحرمة دولية مثل الأسلحة الفسفورية والكيماوية وغيرها.
ووجهت صحيفة "تايمز" البريطانية هجوما حادا على تركيا بعد أن استخدمت الفسفور الأبيض فى عدوانها على شمال سوريا خلال الأسابيع الماضية، والذى ترتب عليه إصابة العشرات بحروق بالغة.
وصور كاريكاتير الصحيفة علم تركيا بالهلال والنجمة بينما تتساقط من النجمة مادة الفسفور الأبيض فوق سيدة سورية تجرى مع طفليها.
وحمل كاريكاتير الصحيفة تعليق "فسفور من البسفور"، والبوسفور هو مضيق شهير فى تركيا.
وكانت صحيفة التايمز قد نشرت فى وقت سابق هذا الأسبوع أدلة بالصور والفيديو على استخدام الأتراك مادة الفسفور الأبيض المحرمة دوليا فى عدوانها على الأكراد فى شمال سوريا.
رضيعة ضمن ضحايا السفاح
وتناولت الصحيفة فى تقرير لها الاثنين الماضى قصة "على شير حيث نقلت "التايمز" عن الرجل، الذى كان لا يزال ينبعث منه رائحة كيميائية، قوله: "أتمنى لو تستطيعوا إيقاف الحيوانات الذين أحرقونى وتمنعوهم من إحراق الآخرين، بدلا من مجرد التقاط الصور".
سارة
ونقلت الصحيفة أيضا عن عباس منصوران، الطبيب الذى يعالج شير قوله إنه شاهد العديد من الإصابات التى تسببت فيها الضربات الجوية، وهو يعرف شكل الجروح والحروق التى عادة ما تتسبب فيها الضربات الجوية، لكن هذه مختلفة، فعمق الحروق وشكلها ورائحتها تتسق تماما مع الجروح التى تسببها مواد كيماوية.
ومن التايمز إلى نيوزويك ، إذ جاءت جرائم الدكتاتور حاضرة في صدارة المشهد ، حيث أجرت الصحيفة الأمريكية جولة مصورة تكشف آثار العدوان بالأسلحة الكيماوية على أجساد أطفال سوريا.
عائلة سارة
وقالت المجلة فى تقريرها، إن الحرب السورية المستمرة منذ ثمانية أعوام قد راح ضحيتها نحو نصف مليون شخص وشُرد ملايين آخرين، ودمرت دولة بأكملها، وكان شبابها الذين عانوا طويلا بعد صمت الأسلحة هم الأكثر ضعفا.
وقالت نيوزويك، إن الصور المذهلة التى حصلت عليها تروى قصة الحياة التى عاشها بعض الصغار فى سوريا مرة أخرى بعدما اشتعل الصراع بسبب الهجوم الذى شنته تركيا على القوات الكردية فى سوريا.
رجل فقد ساقيه
ونقلت المجلة الأمريكية عن الصحفى الدانماركى ثيا بيدرسون، الذى يغطى الأوضاع حاليا فى شمال سوريا، إنه رأى معاناة الأطفال كثيرا فى تغطيته للمنطقة، مؤكدا أن الحرب تشمل ضرب واستهداف المدنيين وفى مقدمتهم الأطفال، وأنه صادف قصص كثيرة حول لأطفال فى سوريا والعراق واليمن وأفغانستان، والتى تركت تأثيرا كبيرا عليه.
وذكرت المجلة، أن طفلة لم يتجاوز عمرها شهرين، ترقد فى فصل دراسى فى مدرس بمنطقة الحسكة، وهى من بين أكثر من 130 نازحا من المدنيين فى شمال شرق سوريا.
"أين ذهبت رجلى؟ لماذا لدى رجل واحدة بينكما يملك الجميع اثنين؟"، هكذا تبكى سارة الطفلة البالغة من العمر 8 سنوات فقط وهى ترقد على سرير بمستشفى، فقد تم قصف منزلها فى اليوم الثانى من العدوان التركى ف مدينة الروجافا، ولم تفقد سارة ساقها فقط لكنها فقدت أيضا شقيقها محمد الذى كان يبلغ من العمر 13 عاما.
فيما حملت عائلة سارة عدة أطراف مسئولية ما حدث لابنتهم، منهم الولايات المتحدة لانسحابها من شكمال سوريا، والرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى يريد إقامة منطقته الآمنة.
وذكرت المجلة، أن طفلة سورية تركت منزلها وقريتها تلعب بأحد المقاعد الدراسية فى رأس العين بعدما تحولت المدارس إلى مراكز للإيواء.
واتهمت قوات سوريا الديمقراطية، اليوم الخميس، جيش الاحتلال التركى بتنفيذ حرب إبادة ضد الأكراد فى شمال شرق سوريا.
الصمت الدولى على جرائم أردوغان مستمر
وقال كينو جبرييل المتحدث الرسمى باسم قوات سوريا الديمقراطية فى بيان إن جيش الاحتلال التركى ينتهك وقف إطلاق النار فى شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أن القوات الكردية ملتزمة بوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من منطقة وقف إطلاق النار.
وأشار المتحدث باسم سوريا الديمقراطية إلى أن جيش الاحتلال التركى يقوم بهجوم برى واسع مدعوم بإسناد جوى على قرى المناجير والأسدية والمشيرفة خارج منطقة وقف إطلاق النار، مؤكدة أن هذه القرى تتعرض للقصف المدفعى والهجوم البرى، ما تسبب بنزوح آلاف المدنيين السوريين من القرى الثلاثة.