إرهاب عابر للحدود، وتمويلات مشبوهة قدمتها إمارة قطر ولا تزال بهدف بث سيناريوهات الفوضى والدمار ليس فقط فى بلدان الشرق الأوسط، وإنما أيضاً فى الدول الأوروبية ، فما بين إعلام يوفر الغطاء السياسى للتنظيمات المتطرفة والإرهابية ، وما بين جمعيات خيرية تمول تحت طاولتها الدوحة الإرهاب والدمار ، يواصل أمير قطر تميم بن حمد إدارة أجندة الخراب والدمار لابتزاز الجميع.
وفى فرنسا وسويسرا على سبيل المثال، حذرت تقارير غربية من تمويلات الدوحة المشبوهة للمدارس وبعض المؤسسات التعليمية والجمعيات الخيرية لتمرر من خلالها تمويلات دعاة متطرفين استقطبوا بدورهم الشباب الأوروبى أو ذوى الأصول العربية والمسلمة وتجنيدهم فى تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة وغيرها.
وفى كتاب "أوراق قطر"، كشف المؤلفان الفرنسيان "كريستيان تشينو" التابع لإذاعة فرنسا الدولية و"جورج مالبرونو" من صحيفة لو فيجارو، الدور الخفى الذى لعبته مؤسسة قطر الخيرية لتمويل الإرهاب والفكر المتطرف داخل باريس وأوروبا بشكل عام .
وكشف الكتاب وجود 140 مشروعًا تموله هذه المنظمة غير الحكومية فى الدول الأوروبية مثل المدارس المجانية أو بالتعاقد مع الدولة، وتمويل مساجد ومراكز متطرفة.
التبرعات .. أول طريق قطر لتمويل الإرهاب
وتحدث الكتاب عن آلية التسلل داخل المجتمعات الأوروبية التى تتتبعها قطر، مشيراً إلى أنه فى فرنسا هناك استثمارات قطرية كبيرة ، للتحول الدوحة إلى ورقة ضغط على الحكومة الفرنسية من جهة ، وتتمكن من تمويل الكيانات المشبوهة من جهة آخرى.
وحذر الكتاب من وجود دور حقيقى للإمارة الداعمة للإرهاب فى تمويل كيانات ترتبط بجماعة الإخوان داخل فرنسا.
وتدير منظمة قطر الخيرية بشكل جزئي المساجد والمدارس التي يديرها اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (UOIF) التابعة لجمعية الإخوان الإرهابية.
وكشف كتاب "اوراق قطر"، عن الترتيبات القانونية المعقدة وغير القانونية التي تتبعها قطر من خلال مؤسسة قطر الخيرية لإخفاء الهدف الأساسي لجماعة الإخوان في أوروبا، ويمتلىء الكتاب بالوثائق التي لا تحصى من خطابات صادرة عن مؤسسة قطر الخيرية لتمويل إقامة مشروعات مثل المدارس والجامعات في جميع أنحاء أوروبا.
وأوضح الكتاب، نشاط المؤسسات التي تنشر فكر الإخوان الذي يدعو إلى خلق مجتمع موازي في أوروبا تحكمه القوانين الدينية المتطرفة.
وعلى الرغم من تصريحات السلطات القطرية بأن مؤسسة "قطر الخيرية" تمول أساسا من قبل الأفراد، إلا أن مؤلفي الكتاب نشرا قائمة أهم الجهات المانحة وفي مقدمتها الديوان الأميري، حيث مولت الجمعية 47 مشروعا في إيطاليا التي جاءت في المركز الأول من حيث عدد هذه المشروعات، تليها فرنسا بنحو 22 مشروع، ومن ثم أسبانيا، وأخيرا ألمانيا بنحو 10 مشروعات.
وكشف الكتاب حوار مع عميل استخبارات فرنسي، تفاصيل التمويل القطري لأحد المراكز المرتبطة بجامعة الإخوان بإجمالي 5 ملايين يورو، حيث أتت التبرعات من مؤسسة قطر الخيرية، فضلا عن 5 ملايين أخرى في 2016، والسؤال الذي اتخذه كتاب أوراق قطر يركز على أهمية اتخاذ موقف مع هذه المشروعات الممولة قطريا والتي تعد جزء من مشروع بعيد المدى يهدف إلى توسيع استراتيجية قطر في أوروبا، والمتمثلة في تعزيز مكانة قيادات جماعة الإخوان.
تمويلات الدوحة المشبوهة على رادار بريطانيا
وفى بريطانيا لا يختلف الأمر كثيراً ، فالمؤامرات القطرية عابرة للحدود ، حيث حذرت هيئة الرقابة على المؤسسات الخيرية البريطانية فى أغسطس الماضى من "استقلال إحدى الجمعيات الخيرية على خلفية علاقاتها مع مؤسسة خيرية قطرية، والتى تم إدراجها لاحقًا كـ"منظمة إرهابية" في عدد من بلدان الشرق الأوسط.
وعبرت الهيئة الرقابية عن مخاوف بشأن "استقلال" مؤسسة قطر الخيرية في المملكة المتحدة، والتي تقدم ملايين الجنيهات إلى المساجد وغيرها من المنظمات في جميع أنحاء بريطانيا.
وكشفت الجهة الرقابية البريطانية أن 98% من الأموال يتم تحويلها إلى مؤسسة "نكتر تراست" (مؤسسة قطر في بريطانيا سابقا) من المقر الرئيسي للمؤسسة في الدوحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة