تعرضت العديد من الشركات داخل بريطانيا إلى الضغط بسبب التوترات السياسية والاقتصادية وعدم اليقين بشأن أزمة بريكست في المملكة المتحدة، بسبب ضعف الطلب على السلع الاستهلاكية وإرتفاع التكاليف والتحول إلى التسوق عبر الانترنت مما أضطر تجار التجزئة إلى اقتطاع 85 ألف وظيفة في العام الماضي فقط.
وبحسب ما نشرته صحيفة جارديان البريطانية، يعتبر فقدان الوظائف في أكبر قطاع توظيف خاص في المملكة المتحدة أحدث مؤشرات حدوث أزمة في السوق الذي شهد إغلاق أعداد كبيرة من المحلات التجارية وإفلاس بعض الأسماء المعروفة، من ضمن السلاسل الشهيرة التي واجهت صعوبات في الفترة الماضية سلسلة (bonmarche) مما عرض حوالي 3 آلاف وظيفة للخطر.
وتسببت عمليات الإغلاق في فقدان الكثير من الوظائف ولكن يرى البعض أن السبب الرئيسي هو خفض التكاليف حيث يحاول التجار تعويض الزيادة في ارتفاع الحد الأدنى القانوني للأجور وضريبة التدريب المهني وزيادة تكلفة البضائع والمواد الأولية نتيجة للانخفاض الذي نتج عن أزمة بريكست في قيمة الجنيه الاسترليني، ادت كل هذه العوامل الى انخفاض بنسبة 2.8% في عدد الموطفين في الأشهر الثلاثة المنتهية سبتمبر الماضي مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي.
وفي نفس السياق، علقت هيلين ديكنسون، الرئيس التنفيذي لاتحاد التجزئة البريطاني، الذي نشر أرقام التوظيف انه على الحكومة تقديم مزيد من المساعدات إلى التجار، مشيرة إلى أنه على الرغم من معارضة أعضاء البرلمان لفقدان الوظائف في مجال التصنيع فانهم يواجهون الأمر بالصمت ولا يعملون على حله.
وقال ريتشارد فليمنج ، العضو المنتدب ورئيس قسم إعادة الهيكلة للذراع الأوروبي لشركة Alvarez & Marsal أن معظم العلامات التجارية الكبرى في المملكة المتحدة لتجارة التجزئة تصارع من أجل البقاء، ويتوقع رؤساء شركات تكنولوجيا المعلومات أن يتم استبدال واحد من كل خمس وظائف في أعمالهم بالذكاء الاصطناعي أو الميكنة في غضون خمس سنوات.
ووفقا للتقرير فقد توقعت الجمعية التجارية في المملكة عام 2016 أن عدد الأشخاص العاملين في تجارة التجزئة سينخفض بمقدار 900 الف بحلول عام 2025 وأن الكثيرين سيجدون صعوبة في الانتقال إلى أدوار جديدة.
وأصر فليمنج على أن التقارير مبالغ فيها إلى حد كبير لأن المتسوقين لا يزالون يتمتعون بالجانب الاجتماعي للتسوق، مضيفا انه مع بدء عصر جديد في التجارة والبيع بالتجزئة فهذا يفتح الباب امام المستثمرين واصحاب المشاريع والاعمال الحرة لإحراز فوز كبير في دورة الاعمال القادمة من خلال خلق التوازنات الصحيحة والشراكات الاستراتيجية الداعمة.