أصدرت المنظمة العالمية لخريجى الأزهر الشريف، بيان أكدت فيه أنها تتابع عن كثب ما تقوم به الجماعات الإرهابية والمتطرفة من محاولات لخداع الشباب، واستقطابهم للوقوع فريسة سهلة فى شباك الإرهاب والتطرف، حيث استخدم تنظيم داعش الإرهابى مؤخرا تطبيق TikTok الشهير لجذب الشباب إلى الانضمام إلى صفوفه.
وذكر البيان: فقد نشر التنظيم مقاطع فيديو لأناشيد الدولة الإسلامية المزعومة، فضلا عن لقطات تظهر بعض الجثث ومقاتلي التنظيم الإرهابى، فيما تم تصميم المقاطع بطريقة جذابة، باستخدام أيقونات الزهور والقلوب والموسيقى.
وقالت المنظمة فى بيان لها: إن جماعات التطرف والإرهاب وخصوصا تنظيم داعش الإرهابى قد فقدت بريقها الخادع في التأثير على الشباب، بعد الهزائم المتتالية التي أصيبت بها في جميع الميادين، فراحت تستعمل وسائل جديدة، تؤثر من خلالها على عقول الشباب والمراهقين، وهو ما يؤكد على أن هذه التنظيمات تواجه مرحلة بائسة من الوهن والضعف والهزيمة النكراء.
وحذرت المنظمة الشباب المسلم من الانسياق وراء دعوات هذه التنظيمات، مؤكدة أن خدمة الإسلام تكون بالعمل الصالح والإنتاج، والتميز في العلم، وليس بالتدمير والتفكير والقتل والوحشية التي ينكرها كل إنسان، فضلا عن كل مسلم.
وأشار بيان المنظمة إلى أن هذه التنظيمات الإرهابية قد شوهت صورة الإسلام والمسلمين في العالم أجمع بما يقترفونه من جرائم بشعة في حق الإنسانية.
وأضافت المنظمة: أن هذه التنظيمات الإرهابية أبعد ما تكون عن الإسلام في إجماله وتفصيله، وأنها لا ترعى حرمة لمؤمن، ولكنهم يحادون الله ورسوله غير مبالين بوعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات فميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عِمِّية، يغضب لعصبته ويقاتل لعصبته وينصر عصبته، فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده: فليس مني ولست منه".
أضاف بيان المنظمة إن الشريعة الإسلامية أوصت بحفظ الحقوق البشرية وصيانتها من الاعتداء، وتوعدت من يسفك الدماء أو يعتدي على الأموال أو يروع الآمنين بأشد العقاب في الدنيا وفي الآخرة، واعتبرته باغيا محاربا لله ورسوله، واوجبت عليه حدا دنيويا إلى جانب العقاب الأخروي، قال تعالى :(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه".
قال الإمام النووي رضي الله عنه: فِي هذا الحديث تَأْكِيد حُرْمَة الْمُسْلِم , وَالنَّهْي الشَّدِيد عَنْ تَرْوِيعه وَتَخْوِيفه وَالتَّعَرُّض لَهُ بِمَا قَدْ يُؤْذِيه. وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمّه. مُبَالَغَة فِي إِيضَاح عُمُوم النَّهْي فِي كُلّ أَحَد، سَوَاء مَنْ يُتَّهَم فِيهِ، وَمَنْ لَا يُتَّهَم، وَسَوَاء كَانَ هَذَا هَزْلًا وَلَعِبًا، أَمْ لَا، لِأَنَّ تَرْوِيع الْمُسْلِم حَرَام بِكُلِّ حَال.