مع دخول لبنان يومها التاسع فى التظاهرات المطالبة برحيل الحكومة تجددت الاشتباكات بين أنصار حزب الله والمتظاهرين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، اليوم الجمعة، حسبما أفادت مراسلة "سكاي نيوز عربية" في العاصمة اللبنانية، وفقا ل"سكاى نيوز" .
وأكدت "سكاى نيوز" أن قوات مكافحة الشغب تدخلت للفصل بين الطرفين، ومنعت تفاقم الأحداث، فيما أفادت أن قوات الأمن اعتقلت عددا من أنصار حزب الله.
ومع دخول الحراك اللبناني يومه التاسع، نصب مئات المحتجين الخيام في الطرق الرئيسية، وأعاقوا الحركة لفرض حملة العصيان المدني ومواصلة الضغط على الحكومة للرحيل.
البنوك والمصارف تغلق أبوابها
كما ظلت البنوك والجامعات والمدارس مغلقة، الجمعة، في إطار الاحتجاجات التي أثارتها الضرائب الجديدة المقترحة عقب تخفيض الإنفاق العام، قبل أن تمتد للمطالبة بمحاربة الفساد وتحسين ظروف المعيشة.
وأغلق متظاهرون لفترة وجيزة الطريق السريع الذي يربط مدينة صيدا الجنوبية ببيروت، وأحرقوا إطارات وعرقلوا حركة المرور، لكن الجيش أزال الإطارات وأعاد فتح الطريق فيما بعد.
خيام المتظاهرين
وعلى الطريق السريع الرئيسي الذي يربط شرق بيروت بغربها أقام متظاهرون خياماً وكان بعضهم ينامون على الطريق لمنع حركة المرور، حيث ولا يسمح إلا بمرور سيارات الإسعاف والمركبات العسكرية.
ولوح المتظاهرون لسائقي السيارات، الذين وصلوا إلى طريق مسدود يربط شرق بيروت بضواحيها الجنوبية، بلافتات تطلب منهم الصبر على الاحتجاجات كما صبروا مع الحكومة.
انتشار أمنى مكثف
شهدت المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري في بعبدا ببيروت إجراءات أمنية استثنائية، الجمعة، مع انتشار العشرات من جنود الجيش اللبناني تحسبا لاندلاع احتجاجات جديدة في اليوم التاسع من الحراك الشعبي، حسبما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية".
وكانت مصادر محلية كشفت عن مطالب للجيش والأمن في لبنان بفتح الطرق، من أجل تأمين وصول المواد الغذائية الضرورية إلى الأسواق، في ظل الاحتجاجات والاعتصامات المتواصلة.
وبحسب المصادر، فإن دعوة فتح الطرق صدرت عن نقابة عمال ومستخدمي التعاونيات والاستهلاكيات في العاصمة بيروت وجبل لبنان.
ويتخوف كثيرون في لبنان مما يصفونه بـ"الشارع المضاد"، الذي قد يوسع من تحركاته سعيا لإفشال وفض الاعتصامات والاحتجاجات التي اندلعت قبل أيام للتصدي للفساد وتحسين ظروف المعيشة.
ويؤكد المتظاهرون، أنهم مستمرون من دون أي انفطاع، ورفضوا أي دعوة للحوار أو الاجتماع برئيس الجمهورية ميشال عون، وأغلق محتجون طريق خلدة جنوب بيروت، وطريق عاليه في جبل لبنان، كما أغلقت شوارع في مدينة صيدا أيضا، وبقيت الطريق إلى ساحة النور في طرابلس شمال لبنان مقطوعة، إضافة إلى طريق جل الديب والزوق وعرمون.
ويسود الشلل أرجاء البلاد، وسط إصرار المحتجين على مواصلة تحركاتهم إلى حين تحقيق المطالب برحيل الحكومة، وتشكيل حكومة إنقاذ وانتخابات نيابية مبكرة ومحاسبة الفاسدين.
إصرار على رحيل الحكومة
على الرغم من وعود الحكومة بالإصلاح، يواصل المحتجون حراكهم، قائلين إن المسؤولين الحاليين في البلاد فاسدون ويجب أن يرحلوا.
وتأتي الاحتجاجات الجماهيرية غير المسبوقة وسط أزمة اقتصادية متفاقمة في لبنان، وقد وحدت اللبنانيين ضد الزعماء الذين يحكمون البلاد منذ نهاية الحرب الأهلية في لبنان بين عامي 1975 و1990.
ويعد لبنان ثالث أكثر الدول مديونية فى العالم، حيث تتجاوز نسبة الدين العام إلى الناتج المحلى 150 بالمئة، ويتهم المحتجون السياسيين بتكديس الثروة حتى في الوقت الذي تزداد فيه البلاد فقرا.