أطلقت الشرطة العراقية الرصاص والغاز المسيل للدموع الجمعة لتفريق آلاف المحتجين فى بغداد بينما استؤنفت مظاهرات مناهضة للحكومة العراقية بعد توقف دام ثلاثة أسابيع.
وقال رئيس مفوضية حقوق الإنسان العراقية علي البياتى إن 4 قتلوا حتى الآن جراء التظاهرات، كما أصيب مئات المواطنين العراقيين فى محافظتى بغداد والمثنى.
المرجعية تدعو لتشكيل هيئة مستقلة للتحقيق فى مقتل المتظاهرين
بدوره دعا المرجع الشيعى الأعلى فى العراق على السيستانى إلى تشكيل هيئة قضائية مستقلة للتحقيق فى مقتل المتظاهرين موجها انتقادات لتقرير لجنة التحقيق التى أعلنت نتائجها مؤخرا.
وقال السيستانى فى بيان له، إن التقرير المنشور عن نتائج التحقيق فيما شهدته التظاهرات السابقة من إراقة للدماء وتخريب الممتلكات لم يحقق الهدف المترقب منه ولم يكشف عن جميع الحقائق والوقائع بصورة واضحة للرأي العام، داعيا إلى تشكيل هيئة قضائية مستقلة لمتابعة هذا الموضوع وإعلام الجمهور بنتائج تحقيقها بكل مهنية وشفافية.
وطالب السيستانى من المتظاهرين والقوات الأمنية إلى ضبط النفس، مع تجدد التظاهرات المناهضة للحكومة فى بغداد ومناطق أخرى الجمعة، داعيا المتظاهرين لعدم الاعتداء على القوات الأمنية أو الممتلكات العامة والخاصة، وأكد أن على القوات الأمنية احترام حق التظاهر السلمى وتوفير الحماية للمتظاهرين.
وأعربت المرجعية الشيعية العليا فى العراق عن مخاوفها من انزلاق البلاد نحو العنف والفوضى والخراب، ما يفسح المجال لمزيد من التدخل الخارجي ويصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات بين بعض القوى الدولية والإقليمية.
وكانت احتجاجات ضد الفساد والبطالة ونقص الخدمات الأساسية قد اندلعت فى وقت سابق من هذا الشهر، وتحولت إلى احتجاجات دامية عندما قامت قوات الأمن العراقية بقمعها مستخدمة الذخيرة الحية.
وامتدت الاحتجاجات إلى العديد من المحافظات الجنوبية فى العراق، وفرضت السلطات حظر تجوال، وأغلقت الإنترنت لعدة أيام فى محاولة لتهدئة الاضطرابات.
عبد المهدى يرفض الاستقالة
فيما قال رئيس الوزراء العراقى عادل عبد المهدى، فجر الجمعة، إن استقالة الحكومة العراقية من دون تقديم بديل دستورى ستؤدي إلى الفوضى، فيما شدد على على أن السلطات ستعمل على حصر السلاح بيد الدولة.
وأكد رئيس الوزراء العراقى فى كلمة بثها التلفزيون العراقى الرسمى، بشأن الخطوات التى أجرتها الحكومة لمواجهة الاحتجاجات فى العراق، مشيرا إلى أن الدعوات بإسقاط الحكومة العراقية وتعديل الدستور وإجراء انتخابات مبكرة تتم عبر السياقات الدستورية وأى شيء خارج هذه السياقات هو مغامرة.
وشدد عبد المهدى على أهمية تطبيق الأمر الديوانى المتعلق بهيكلة قوات الحشد الشعبى وحصر السلاح بيد الدولة فقط لا غير.
ووعد رئيس الوزراء العراقى بإجراء تعديلات وزارية الأسبوع القادم بعيدة عن المحاصصة وتركز على الكفاءة، مشيرا إلى أن هناك توجها لتقليص رواتب المسؤولين فى الحكومة العراقية وحتى الدرجة الرابعة على أن يتم تخصيص المبالغ المتوفرة من هذا الإجراء لصندوق دعم المحتاجين.
وجاءت كلمة عبد المهدى فى وقت استؤنفت الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية مساء الخميس وذلك عشية التظاهرات المرتقبة المقررة الجمعة.
وتجمع مئات المتظاهرين فى ساحة التحرير فى بغداد هاتفين "كلّهم سارقون"، فى إشارة إلى الطبقة السياسية. وحمل متظاهرون أعلام العراق.
وتوجه وزير الداخلية العراقى ياسين الياسرى إلى ميدان التحرير مساء الخميس ليؤكد للمتظاهرين أن قوات الأمن منتشرة لـ"حمايتهم"، بحسب السلطات.
وتزامنا مع تجدد المظاهرات، أصدر رئيس الوزراء العراقى، عادل عبد المهدى، قرارا يقضى بإعادة جميع المفسوخة عقودهم فى وزارة الدفاع والداخلية ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبى.
في المقابل، شهدت ساحة التحرير وسط بغداد توافد المئات من المتظاهرين، فيما بدا أنه تكتيك جديد حاول به المتظاهرون استباق أى إجراءات حكومية من شأنها عرقلة وصولهم إلى المنطقة المحاذية للمنطقة للخضراء شديدة التحصين وسط بغداد.
وبالفعل، أغلقت القوات الأمنية جسرى الجمهورية والسنك وسط العاصمة تزامنا مع تزايد أعداد المحتجين، فيما أظهرت صور ومقاطع فيديو نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعى العشرات وهم يحتفلون تحت نصب الحرية حاملين أعلاما عراقية مرددين أهازيج وأغان وطنية.
وهتف المئات "كلهم سارقون"، في إشارة الى الطبقة السياسية الحاكمة في البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة