قال شهود اليوم السبت، إن معظم الاشتباكات التى وقعت خلال الاحتجاجات التى شهدتها إثيوبيا الأسبوع الماضى كانت ذات صبغة عرقية ووصفوا هجمات شنها شبان من الأورومو ضد جماعات عرقية أخرى.
ووقعت اشتباكات فى عدة مدن بإقليم أوروميا أكثر أقاليم إثيوبيا سكانا فى تأكيد لشبح العنف العرقى الذى تقول الأمم المتحدة إنه أدى بالفعل إلى نزوح أكثر من مليونى شخص من ديارهم.
وبعدما أعلن الناشط الإثيوبى جوهر محمد أن الشرطة طوقت منزله فى أديس أبابا وحاولت سحب حراسه، سارع أنصاره إلى التظاهر فى الشوارع يومى الأربعاء والخميس احتجاجا على أسلوب التعامل معه.
وسرعان ما صب أنصاره من جماعة أورومو العرقية جام غضبهم على رئيس الوزراء أبى أحمد، وهو من الأورومو أيضا، واصفين إساءة معاملة جوهر بأنها خيانة من أبي.
وفاز أبى هذا الشهر بجائزة نوبل للسلام لتحقيقه السلام مع إريتريا عدو إثيوبيا القديم. وقاد جوهر احتجاجات أدت إلى وصول أبى إلى السلطة العام الماضي، ولكن ثلاثة شهود قالوا إن الشبان انتقدوا بشدة أيضا منتمين لعرقيات أخرى.
وقال كيفيو تيفيرا رئيس شرطة إقليم أوروميا "هناك أجندة خفية لتحويل الاحتجاج برمته إلى صراع عرقى وديني".
وأضاف لرويترز " هناك محاولات لإحراق الكنائس والمساجد".
وكان تيفيرا قال فى ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة إن 67 شخصا قتلوا على مدى يومين من الاحتجاجات فى الإقليم الأسبوع الماضي.
وأضاف أن غالبية القتلى سقطوا فى اشتباكات بين مدنيين. واعتقلت الشرطة 150 شخصا حتى الآن فى إقليم أوروميا فيما يتعلق بأحداث العنف.
وقال رجل عمره 69 عاما من بلدة دودولا الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر جنوبى العاصمة فى أوروميا إنه رأى شبانا يحملون هراوات وقضبانا معدنية فى منطقة من البلدة معروف أن سكانها من الأمهريين ثم بدأوا فى شن هجمات وأضرموا النار فى منازل.
وقال إن الشبان صاحوا "قيرو يستطيع أن يفعل هذا... وذاك" باللغة الأمهرية وهم يجتاحون البلدة.
ويطلق أنصار جوهر على أنفسهم اسم "قيرو" وهو مصطلح أورومى يعنى "أعزب" يستخدمه الشبان النشطون سياسيا. وقال إنه سمعهم أيضا يتكلمون اللغة الأورومية.
وقال الرجل إن المجموعة نزلت إلى الشوارع فجأة صباح الأربعاء عندما كان الناس فى طريقهم إلى العمل.
وقال "رأيت جثث سبعة أشخاص قتلهم الشبان". وأضاف "جميعهم تم ضربهم حتى الموت باستخدام العصى والقضبان الحديدية والسواطير. تمكنت من النجاة بالاختباء هنا وهناك".
وقال مسؤول فى مستشفى دودولا إن 56 شخصا تلقوا العلاج فى المستشفى منذ بدء العنف، ويبدو أن 35 منهم تم ضربهم بالعصى والسواطير وعولج الباقون من إصابات ببنادق الصيد.
وقال القس فيريسبهات جيتاتشيو وهو رئيس كنيسة أورثوذكسية فى دودولا إنه تم دفن ثمانية أشخاص قتلوا الأسبوع الماضى فى كنيسته وإن ثلاثة آلاف آخرين اتخذوا من مجمع الكنيسة مأوى.
وقال فى اتصال هاتفى "استهدف المهاجمون المسيحيين الأرثوذكس" مضيفا أن الضحايا كانوا من الأورومو والأمهريين ومن جماعة سيداما العرقية.
وقال "المنطقة يهيمن عليها المسلمون وهم لا يريدوننا ولا يريدون الكنيسة هناك".
والعنف على أسس دينية وعرقية أحد أكبر التحديات التى ما زالت تواجه أبى فى إثيوبيا أكبر ثانى دول أفريقيا سكانا.
وبينما تقترب البلاد من الانتخابات فى 2020 مكنت الحريات السياسية الشاملة التى أطلقها أبى أصحاب النفوذ من بناء مراكز قوة من خلال تحدى الحكومة.
وفى أليم جينا على مشارف العاصمة رأت امرأة من داخل باب منزلها شبانا يتحدثون الأورومية وهم يتلفون علامات كتبت باللغة الأمهرية. وقالت "سألهم شاب يقف على جانب الطريق لماذا يفعلون ذلك. بدأوا عندئذ فى مهاجمته بعصا".
ولم يتسن لرويترز فى جميع الأحوال من التأكد من الطرف المسؤول عن بدء أعمال العنف.