قرر قطاع المعاهد الأزهرية استمرار تدريس مادة الثقافة الإسلامية على الصفين الثالث الإعدادى والأول الثانوى ، تلك المادة التى تهدف إلى تحصين طلاب الأزهر من الأفكار المغلوطة والتى تبثها الجماعات الإرهابية مستغلة اسم الدين.
"اليوم السابع" يقدم تقريرًا عن الكتاب الذى احتوى على معلومات غاية فى الأهمية للطلاب..
قضية التكفير
ومن ضمن تلك الدروس درس تناول قضية التكفير ،جاء فيه إن الحكم بالكفر على مسلم أمر خطير تترتب عليه آثار دنيوية وأخروية، فمن آثاره الدنيوية: التفريق بين الزوجين ،وعدم بقاء الأولاد المسلمين تحت سلطان أبيهم الكافر ،وفقد حق النصرة على المجتمع المسلم ،ومحاكمه أمام القضاء الإسلامي ،وعدم إجراء أحكام المسلمين عليه، فلا يغسل ولا يصلى ليه ،ولا يدفن فى مقابر المسلمين ،ولا يورث ولا يرث ،ومن آثاره الأخروية :إذا مات على كفره فإنه ينطبق عليه قول الله تعالى "إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"، ولهذا يجب تجنب الحكم بالتكفير على أحد؛ لما فيه من الخطورة .
وبين الدرس هل يجوز تكفير المسلم بمعصية ارتكبها؟ ، وأوضح إن المسلم إذا ارتكب معصية من المعاصى،كشرب الخمر أو القتل أو غيرهما من المعاصى، لا يجوز تكفيره والدليل على ذلك أن الله تعالى أثبت الإيمان لمرتكبي الكبائر والذنوب ،وسمى الطائفتين المتقاتلتين مؤمنين مع ان كلا منهما مرتكب لجريمة قتل الآخر ،كما فى قوله تعالى " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين".
كما طرح الدرس سؤال من الذى له الحكم على أحد بالكفر إذا؟ ؛وجاءت الإجابة القرآن امر عند الاختلاف في امر من أمور الدين والتنازع فيه برد ذلك الامر إلى الله ورسوله بمعنى عرضه على الكتاب والسنة ،ولاشك أن الذى يفهم آيات الكتاب والسنة فهماً صحيحاً هم العلماء، وان الذى يتولى الفصل وبيان الحكم هم القضاة العالمون بالشريعة الإسلامية ،فليس لمسلم ،ولا لجماعة أن تحكم بالكفر على مسلم معين من المسلمين بعيداً عن علماء الإسلام وقضاته.
درس عن الجهاد
كما تضمن الكتاب درس بعنوان "المفهوم الصحيح للجهاد في الإسلام" حيث وردت كلمة جهاد بمشتقاتها في القرآن الكريم إحدى وثلاثين مرة، بينما وردت كلمة "حرب" أربع مرات فقط ،فمعنى الجهاد في القرآن وفى نصوص السنة المحمدية أوسع وأعم من معنى القتال حيث يعنى القتال تحديداً :المواجهة المسلحة فى الحروب، بينما يعنى الجهاد بذل الجهد فى مقاومة العدو سواء أكان هذا العدو شخصا معتديا أو شيطانا يجب على المؤمن مجاهدته أو حتى نفسه التى بين جنبيه والتى تزين له فعل الشر.
واوضح الدرس أن الجهاد فى الإسلام ليس حرب الاعتداء على الناس ،بل هو الحرب التى تكون فى سبيل الله فقط ، فإذا خرجت الحرب عن هذا الإطار فإنها لا تكون جهاداً وإنما تكون عملا قبيحا مرفوضا فى شريعة الإسلام وأخلاقه ،فالأمر بالجهاد فى الإسلام ليس أمراً بالقتل ،بل هو امر بالمقاتلة، أي التصدى للمقاتل و مجاهدته لرد عدوانه ووقف هجومه.
كما أوضح الدرس ان هناك بعض الآراء الفقهية الشاذة التى فهمت خطأ أن الكفر يبيح القتال ،وأن على المسلمين أن يقاتلوا غيرهم؛ ليدخلوا الإسلام او يبقوا على أديانهم مع دفع الجزية ،غير أن هذه الآراء قوبلت بنقد شديد من جمهور العلماء انطلاقا من الآيات القرآنية العديدة ومن تاريخ الحروب التى خاضها النبى صلى الله عله وسلم ضد اعدائه وكلها كانت حروبا دفاعية كما يثبت التاريخ.
المفهوم الصحيح لمنصب الخلافة
أيضا افرد الكتاب درساً عن المفهوم الصحيح لمنصب الخلافة ،جاء فيه أن بعض الجماعات التى ظهرت على الساحة مثل طالبان وداعش وبوكو حرام وغيرها تدعو إلى هجرة المجتمعات الاسلامية واعتزالها ويحكمون عليها بالكفر ؛لأنهم مقيمون فى بلاد كافرة، ويرون وجوب الهجرة منها وينادون بتكوين دولة الخلافة ،وينصبون واحدا منهم اميرا عليهم ويأخذون له البيعة ويحاربون من اجل تحقيق غرضهم هذا ،وهذه الجماعات التكفيرية هى أشد خطرا على الإسلام من الأعداء لأنها شوهت صورة الإسلام وأساءت إليه ،وأظهرته بصورة غير صورته الصحيحة ،كما انهم بزعمهم تكوين دولة الخلافة وتنصيب واحد منهم أميراً عليهم واخذ البيعة له يفرقون الجماعة ويشقون عصا الطاعة ،مع التطور العالمى لكل دول العالم أصبح من الصعب الآن إقامة خليفة واحد أو إمام واحد لكل المسلمين ،لأن كل دولة اليوم لها رئيسها المستقل، ولها حدودها الجغرافية التى تميزها عن غيرها ومحاولة جمع المسلمين على إمام واحد وفرضها على الناس قد يترتب عليه إراقة دماء المسلمين ، والقتل المستمر بين الذين يحكمون بهذه الخلافة وبين بقية دول المسلمين التى لا يمكنها تحقيق هذه الأحكام.
مفهوم الحاكمية
كما تضمن الكتاب درساً عن مفهوم الحاكمية جاء فيه أنه لم يعرف لفظ الحاكمية فى التاريخ الإسلامي إلا فى القرن الرابع عشر الهجرى ، واول من أطلقها أبو الأعلى المودودى، ورددها من بعده سيد قطب ومنذ ذلك الحين شاع لفظ الحاكمية بين الجماعات الإسلامية المسلحة.
حكم التدخين والخمر والمخدرات
كذلك يتضمن الكتاب درساً عن حكم التدخين والخمر والمخدرات ،جاء فيه أن التدخين يمثل كارثة صحية خطيرة تؤثر على الفرد والمجتمع لأنه يسبب الوفاة والإصابة بالأمراض الخطيرة وهو عادة ذميمة يقلد فيها الصغار الكبار وخطورة التدخين ليست قاصرة على المدخن فقط بل تمتد لمن حوله فى البيت ،وحرم الإسلام أن يتناول المسلم من الأطعمة أو الأشربة شيئا يقتله أو يضره أو يؤذيه وقد قرر الفقهاء أن ما يؤدى إلى الضرر ويوقع فى المهالك فاجتنابه واجب وفعله حرام، كما أن المخدرات تدمر صحة الإنسان وتسبب الأمراض العضوية والنفسية والاجتماعية و تناولها فضلا عن إدمانها حرام.
كما تضمن الكتاب درساً عن المواطنة جاء فيه أن معيشة الإنسان مع بنى جنسه فى وطن واحد يأمن فيه على نفسه وعرضه وماله ويتعاون مع إخوانه فى تحقيق المصالح المشتركة بينهم وان اختلفوا فى دياناتهم و ألوانهم وجنسياتهم.