قال اللواء محمد إبراهيم عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه عندما ترأست مصر الاتحاد الإفريقى، حمل الرئيس السيسى الهم والحلم الإفريقى إلى العالم والمجتمع الدولى كله، موضحاً أن هناك ثلاثة مبادئ ركز الرئيس السيسى عليها، وهى إقرار السلام والاستقرار فى إفريقيا، وحل الصراعات بالطرق السلمية وأولوية التنمية فى القارة الإفريقية.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "الحكاية"، على فضائية "MBC مصر"، مع الإعلامى عمرو أديب، أن مصر تؤمن بأن أى خلاف لنا مع أى دولة إفريقية، وخاصة مع إثيوبيا، لن تُحل إلا فى هذا الإطار، الذى تحدث به الرئيس السيسى على المستوى الدولى، موضحاً أنه عندما تتحرك مصر لحل أزمة سد النهضة تركز على ثلاث عناصر رئيسية، أولها الحفاظ على الحقوق التاريخية فى مياه النيل، لذا نقول أنها قضية أمن قومى مصرى.
وأوضح أن أى اتفاق بيننا وإثيوبيا لا بد أن يضمن المصالح المشتركة للدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، بالإضافة إلى أن مصر ليست ضد أن تتوجه إثيوبيا بالاستفادة من بناء السد بشرط ألا تؤدى هذه الاستفادة إلى الإضرار بمصالح مصر.
وعن التطورات الأخيرة، أوضح أنه يجملها فى ثلاث مستويات، وهى مستوى القمة ومستوى الوساطة ثم مستوى التفاوض، لافتاً إلى أنه على مستوى القمة، فإن لقاء الرئيس مع رئيس الوزراء الإثيوبى على هامش القمة الإفريقية الروسية هو إحياء لإعلان المبادئ الذى وقع فى 23 / 3 / 2015، وهو ترجمة حقيقة لما جاء فى البند العاشر من إعلان المبادئ، الخاص بـ"إذا لم تنجح الأطراف فى حل الخلاف من خلال المفاوضات يمكن إحالة الامر لعناية رؤساء الدول والحكومات"، ومن هنا جاء هذا اللقاء على المستوى الرئاسى، كما جاء للحفاظ على حيوية القضية.
وتابع: "هذا اللقاء جاء لتجاوز أى مواقف سلبية تم التعبير عنها مؤخرا، من حديث سابق لآبى أحمد أمام البرلمان الإثيوبى، والذى قال أن كل أحاديثه اجتزئت من حقيقتها، وما يهمنا من تصريحات آبى أحمد أمام الرئيس، قال أن مسار التفاوض هو المسار الوحيد لحل هذه الأزمة، وأنه لن يقبل بأن يوقع أى ضرر على مصر أو الشعب المصرى".
واستطرد: "هذا اللقاء جاء لإحداث اختراق حقيقى للموقف الراهن والتعصر الذى حدث فى المفاوضات، ونتائجه: إيجابيتين وهما: تم الاتفاق على استئناف المفاوضات الفنية فوراً مع تحديد الهدف بوضوح، وهو وضع تصور نهائى لموعد ملء وتشغيل السد، والثانية: أن رئيس الوزراء الإثيوبى أكد التزامه بإعلان المبادئ، وأنه لن يتم الإضرار بمصر وشعبها، وهو المبدأ الثالث الوارد فى إعلان المبادئ تحت عنوان عدم التسبب فى الإضرار".
أما عن مستوى الوساطة، أوضح أنه متاح، وهناك تحرك إيجابى فى ذلك، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين طرح إمكانية التدخل فى مسألة الوساطة، وفى نفس الوقت كانت هناك دعوة من وزارة الخارجية الأمريكية لكل من مصر وإثيوبيا والسودان، قبلناها، ليتوجه وزراء الخارجية الثلاثة لبحث الأزمة فى واشنطن.
وذكر أن المطلوب فى المرحلة المقبلة التحرك على 4 محاور، أولها دعم المفاوض المصرى، سواء من خلال المفاوضات أو الوساطة، وذلك من خلال عنصرين: تأكيد الثقة فى قيادتنا السياسية وقدرتها على الحل والحفاظ على حقوقنا فى المياه، وأن تكون هناك معالجة إعلامية هادئة وموضوعية لموضوع سد النهضة، ويجب أن نعد أنفسنا جيدا للمرحلة القادمة التى يكون فيها عامل الوقت شديد الأهمية، وأن نقوم بعملية تقييم متواصل للمفاوضات، حتى يكون انتقالنا من مرحلة لأخرى مؤسس على أرضية صلبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة