كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن مقتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابى يمثل ضربة كارثية على وجوه التنظيم الإرهابى، مبينًا فى تقرير أصدره أن التنظيم الداعشى الإرهابى لديه كوادر شبابية تمرسوا فى المعارك ووصلوا إلى مناصب قيادية فى التنظيم، لدرجة أنه يتم تصنيفهم كرموز شر وخطر وفق المؤشرات التى تضعها الجماعات الإرهابية العالمية.
أشار المرصد فى تقريره أن داعش لن يقف مشلولًا بعد مقتل البغدادى، فقد أصبحت منظومة القيادة فى داعش أعمق وأكثر اتساعًا بشكلٍ لم يسبق له مثيل فى مثل هذا النوع من الجماعات الإرهابية، حيث يرتقب أن يدفع التنظيم الإرهابى بقادة جُدد لمَلء الفراغ الذى خلَّفه أولئك الذين تم اغتيالهم.
لفت مرصد الإفتاء النظر إلى أنه من غير المتوقع أن يأفل نجم داعش على المدى القريب، فمن الرماد تخرج النار، مبينًا أن أحدث تقارير وزارة الدفاع الأمريكية كشفت أن داعش يضم ما بين 14000 و18000 عنصرًا إرهابيًّا ممن تعهدوا بالولاء للبغدادي، إضافةً إلى أكثر من 30 معسكر اعتقال تضم حوالى 11000 مقاتل من داعش ومن المتعاطفين معه، بما يؤكد أن داعش لا يزال يمثل تهديدًا عالميًا؛ ينضم إلى ذلك وجود جماعات تدين بالولاء للتنظيم فى دول أخرى مثل نيجيريا وباكستان وأفغانستان والصومال وليبيا والصومال والفليبين، وغيرها، حيث يوفر هذا الوجود العالمى لداعش موطئ قدم يمكنه من خلالها الانتشار وشن هجمات وتجنيد مزيد من المقاتلين، وتوفير الموارد اللازمة من أجل عودته إلى العراق وسوريا. وذلك وفقًا لتقرير صادر عن معهد دراسة الحرب فى واشنطن.
شدد المرصد فى تقريره على أنه رغم التماسك الهيكلى للتنظيم الداعشى لكن هذا لا يمنع احتمالية أن يؤدى مقتل البغدادى إلى حدوث انشقاقات داخل التنظيم، مما يحدو به إلى اتخاذ اتجاهات جديدة فى استراتيجيته، فضلًا عن ظهور عدة سيناريوهات يمكن للجماعات التابعة لداعش فى الخارج أن تسير فى إطارها، حيث يمكن أن تقرر بعض هذه الجماعات والفصائل المصالحة مع القاعدة والعودة إلى أحضان التنظيم الأم، فيما قد يقرر البعض منها القيام بعمليات انتقامية لإثبات أن داعش ما زال قويًّا، وأنها الأجدر بخلافة التنظيم الأكثر وحشيةً وإرهابًا.
أوضح مرصد الإفتاء أن البغدادى يمثل أهمية لتنظيم داعش، باعتباره رمز التنظيم وأيقونته، لذا فإن مقتله ربما يؤدى إلى خلخلة التنظيم واختلاف قادته الكبار حول من يتولى القيادة فى الفترات المقبلة؛ مما يحتمل معه أن يؤدى إلى تفتيت التنظيم الإرهابي، حيث تؤكد جميع المؤشرات أن التنظيمات المسلحة القوية تتفكك إلى جماعات وعصابات صغيرة لا تنتهي، وأن مثل هذه الجماعات لا تقل خطورةً عن التنظيم الأم الذى خرج بدوره منشقًا عن تنظيم القاعدة، حيث ستسعى إلى استخدام الأساليب والاستراتيجيات التى كان يستخدمها داعش لاجتذاب المقاتلين الأجانب والجماعات الجهادية للانضمام إلى صفوفه.
وأخيرًا، أكد المرصد على أن الجماعات التى تخرج من عباءة التنظيمات المتشددة تكون أكثر شراسة من التنظيم الأم، وهو ما يعنى أن المرحلة القادمة يمكن أن تشهد ظهور جماعات متطرفة جديدة فى غاية العنف والتطرف، يتضاءل بجوارها التطرف والتشدد الذى تمارسه التنظيمات الموجودة حاليًّا على الساحة.