وادى العريش، اسم لأهم وأطول وادى فى سيناء، شهد الليلة الماضية تجدد تدفق مياه الأمطار القادمة من وسط سيناء فى مجراه لتصب فى مياه البحر الأبيض المتوسط ليكتب من جديد تاريخ سيل 2019 إلى جانب تواريخ سيل مهمة شهدها مجرى الوادى ولكل منها ذكريات مع أهالى العريش.
الباحث فى تاريخ سيناء محمود الشور بجى أعد دراسة متكاملة عن وادى العريش جغرافيا وتاريخيا، وفى حديث لليوم السابع قال الباحث إن وادى العريش يعد أحد أهم وديان أطول وادٍ فى شبه جزيرة سيناء كلها، يربط جنوب شبه جزيرة سيناء بشمالها لافتا إلى أنه ينشأ من مرتفعات جبال العجمة ويسير فى منتصف أرض التيه مخترقاً جبالها ثم أرض شمال سيناء الذى يتخذ الاتجاه الشمالى الشرقى متتبعاً الانحدار العام لسطح الأرض حتى يصل إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط شمالاً ويصب فيه بمدينة العريش الساحلية .
وقال إن الوادى يشغل حوض وادى العريش نحو ثلث مساحة شبه جزيرة سيناء ويبلغ طوله حوالى 300كم، ومتوسط عرضه حوالى 40 متراً فى أضيق مناطق مجراه، وفى مناطق أخرى يصل عرضه إلى كيلومتر أو نحوها .
وأشار الباحث أن وادى العريش سمى نسبة إلى مدينة العريش أكبر حاضرة فى سيناء قاطبة، وأنشأت الحكومة له فى القرن الماضى سداً منيعاً لحجز مياهه والاستفادة منها وهو "سد الروافعة" وفى عام 2010 شهد سيلاً كارثياً شبَّههُ الشيوخ بسيل الثمانينات وأحدث كوارث كثيرة ومن ثم أنشأت الحكومة 4 جسور أعلى الوادى عند مصبه .
وقال الباحث إن ما يذكرهُ الأجداد والشيوخ أن مصب وادى العريش فى القرن الثامن عشر وما قبله كان يبدأ من منتصف واحة أبو صقل شرقاً وحتى بداية حى كرم أبو نجيلة غرباً بوسط مدينة العريش وكان ماؤه يغور فى الأرض ويقتلع أشجارها ويعبث بنخيلها، ومنهم من ذكر أيضاً أنه فى القديم كان ينفرد من وادى العريش قرب مصبه فرعاً آخر يصب عند حى آل ذكرى بطريق البحر، وعلى جانبى الوادى مزارع وحدائق يزرعون فيها أشجار الفاكهة والخضروات وغيرها وأكثرها أشجار الزيتون، ويستخدمون الآبار ومواتير سحب المياه لتسقى زراعاتهم بشبكة من الخطوط البلاستيكية "خراطيم مياه" وأحياناً يحفرون قنوات للمياه .
ولوادى العريش رأسان يلتقيا قرب "جبل ظلّيل" وهما : "وادى المغارة" وينشأ من مرتفعات نقب ورصاء، و "وادى جُنَيف" وينشأ من شرق مرتفعات نقب ورصاء عند منطقة تدعى "حصى الـمُرَوكِبة" وهى منطقة كثيرة الحصى، ويلتقيان الرأسان فى منطقة تدعى "عُرقوب الراهب" ،ومن أهم فروع وادى العريش مايلي:
"وادى أبو مُتَيّقِنَة" ينشأ من مرتفعات نقب الراكنة ويصب فيه من ناحية اليسار بعد مروره بمنطقة "عُرقوب الراهب"، فيه عين مياه تُنسب إليه فى طريق المسافرين من مدينة نِخِل تبعد نحو 6 كم تقريباً من رأس النقب و نحو 7 كم من مصب الوادى .
"وادى البربرى" ويصب فى وادى العريش من ناحية اليمين على بعد 8 كم من مصب وادى أبو مُتَيّقِنَةُ .
"وادى البيَّاض" ويصب فى الوادى من ناحية اليمين على بعد 6 كم من مصب البربرى.
"وادى مَجْمَر" وينشأ من مرتفعات "نقب وطاه" ويصب فى الوادى من ناحية اليسار على نحو 30كم من مصب البياض، و"وادى لُقَيْن" وعُرف أيضاً بوادى "أبو لُقَين" ويصب فى وادى العريش من ناحية اليمين، ويبعد عن مصب مجمر بنحو 400 متر تقريباً، وله فرعان وهما "وادى السِّقي"، و"تلّ الملح" وعُرفت قديماً بـ "عُجْرة الملح" وهى تلة صغيرة فى الجانب الأيمن لوادى العريش بعد مصب وادى لُقين بنحو 3 كم تقريباً، قيل كانوا يستخرجون منها الملح فى القديم .ثم "وادى أبو عُلَيْجانة" وينشأ من نقب يعرف بـ الهَيَّالة ويصب فى وادى العريش من ناحية اليمين على نحو 1 كم تقريباً من منطقة "الغدير"، قيل فيه أعشاباً طبية وبرية يستخدمونها للاستشفاء من الأمراض .
"وادى أبو طُرَيفية" وينشأ من مرتفعات جبال العُجْمة ويصب فى وادى العريش عن يمينه على نحو 12كم من مصب أبو عُلَيْجانة . وعلى مسافة 2 كم تقريباً من يمين وادى أبو طريفية وقبل مصبه فى وادى العريش "مدينة نِخِل" المعروفة.
وقال الباحث انه فى هذا الوادى يزرع أهل المنطقة أشجار الفاكهة والخضروات ويستخدمون مياه السيل فى زمن الشتاء ويحفرون آباراً بمواتير سحب للمياه فى زمن الصيف وعلى نحو 3 كم تقريباً من مصب هذا الوادى منطقة تدعى "عُجَيْرة الشَّي" فيها تلَّة مرتفعة تعرف بهذا الاسم .
"وادى غُرَيْقِدات" ويصب فى وادى العريش عندة التلَّة المعروفة بـ "عُجَيْرة الشَّي"، وهو وادى صغير نادر السيل ويبعد نحو 3 كم تقريباً من مصب وادى أبو طُريفية، وهو حداً طبيعياً لمدينة نِخل الشهيرة، قيل سُمى بذلك لأن فيه شُجَيرات صغيرة من الغرقد ثم "وادى الرُّواق" وينشأ من مرتفعات جبال العُجمة ويصب فى وادى العريش على نحو 5كم من مصب أبو غُرَيْقِدات، عُرف أيضاً بوادى العُجمة وله فروع كثيرة تصب فيه من اليمين والشمال أشهرها : "وادى الرُّويق" وله فرعان "وادى مُسَيك العبد" ويُعرف أيضاً بوادى العبد ،و"وادى البُروك" وهو من أهم روافد وادى العريش وأغزرها ماءً، ينشأ من مرتفعات جبال الراحة وجبل بضيع ويصب من ناحية اليسار فى وادى العريش عند غدير القف على نحو 20كم تقريباً من مصب وادى الرواق .
واشار الباحث انه وضعت إدارة الرى بمحافظة شمال سيناء فى عام 2012 م مقترحاً أعلنت عنه بتنفيذ وإقامة سدود للمياه فى مجرى الأودية الهامة التى تصب فى وادى العريش من ضمنها وادى البروك بسعة تخزينية 30 مليون متر مكعب لاستغلالها فى الزراعة .
وفى بطن وادى البروك آثار لآبار مياه قديمة العهد كانت تعرف بـ "ثمادة البروك" تبعد نحو 14 كم تقريباً من مصبه فى وادى العريش ونحو 30 كم تقريباً غرب مدينة نخل، ولوادى البروك فروع كثيرة أشهرها: "وادى صدر الحيطان" و "وادى الأُغَيدرة" و "وادى السُّحَيمي" و "وادى النُّتَيلة" و "وادى أبو كاندو" و "وادى أبو جِذل"، والفروع السالفة كلها تسير مع طريق الحج القديم ومنها من يقطعها .
"وادى العقابة" وينشأ من جبال العجمة ويصب فى وادى العريش من ناحية اليمين عند مضيق صغير يُدعى "إخرِم" على نحو 4 كم من مصب البروك و(وادى قُرَيَّة) ويصب فى وادى العريش من اليمين وهو من أكبر فروعه، ومن أهم فروعه (وادى خُرَيزة) و (وادى الأحيقبة) و (وادى مايين) ومن فروع وادى مايين وادى الأحمر، ومن فروع وادى قُرية (وادى الفهدى).
(وادى الشُرَيف) ويصب فى وادى العريش من ناحية اليمين وينشأ من جبل الشريف.
(وسيل الحضيرة) ويصب فى وادى العريش من ناحية اليسار وينشأ من جبل الحلال.
(وادى الجرور) ويصب فى وادى العريش على نحو 8 كم من مصب سيل الحضيرة ومن أشهر فروعه وادى لصَّان .
(وادى المُنْبَطِح) ويصب فى وادى العريش عند ضيقة الحلال وهو مضيق بين جبلى الحلال وضلفع على نحو 7 كم من مصب الجرور ومن فروعه وادى السيسب ووادى الجايفي، ومن فروع المُنْبَطِح أيضاً وادى المويلح ومن فروع المويلح وادى القصيمة ووادى الصحبة ومن فروعه –وادى الصحبة- وادى القديرات.
(وادى الأبيض) ويصب فى وادى العريش على نحو 12كم شمالى المقضبة و30كم جنوبى العريش ومن أشهر فروعه (وادى العوجاء) ومن فروع العوجاء وادى الحفير ووادى بيرين.