تترقب لبنان ظهر اليوم، الثلاثاء، كلمة لرئيس الحكومة سعد الحريرى، سيكون خطابه الثانى منذ بداية الاحتجاجات العارمة المطالبة بالإصلاحات الاقتصادية يوم الخميس الـ 17 من أكتوبر الجارى، وذلك وسط استمرار تظاهرات اللبنانيين لليوم الـ 13 على التوالي، وقطع الطرق الرئيسية وشل حركة البلاد، ومواصلة اغلاق المصارف أبوابها، رغم محاولات حثيثة من الجيش اللبناني لفتح الطرق الرئيسية.
الإعلام اللبنانى أيضا يلوح بامكانية اعلان الاستقالة، ولفتت قناة الجديد إلى أنّ المعطيات تشير إلى أن رئيس الحكومة سعد الحريري اتخذ قراره بالاستقالة التزاما بمطالب الشارع، مشيرةً إلى أنّه يُتوقع أنّ يُتخذ القرار اليوم.
من جهتها، قالت LBCI إنّ استقالة الحريري أصبحت واردة، مضيفةً: "لا نجزم أنّها ستحصل اليوم"، كما لفتت "LBCI" إلى أنّه يجري التحضير لكلمة سيتوجه بها إلى اللبنانيين.
بدورها، تحدّثت MTV عن اتصالات تجري في الربع ساعة الأخير لثني الحريري عن قرار الاستقالة، واصفةً قرار الاستقالة بأنّه وارد.
ورغم ذلك، اعتبر رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى، أن تغيير الحكومة الحالية تحت وطأة التظاهرات ليس واردًا حتى الآن، متسائلًا فى تصريح لصحيفة الجمهورية اللبنانية: "من يضمن أن الحراك الشعبى الذى في لبنان سيتوقف عند هذا الحد ولن يشترط تحقيق مطالب أخرى للخروج من الشارع، خصوصًا أن الناطقين باسم هذا الحراك كُثر ومطالبهم متفاوتة؟".
وأكد برى، فى تصريح لصحيفة الجمهورية اللبنانية، اليوم الثلاثاء، وجوب تجنب الوقوع فى الفراغ، مشيرًا إلى أن الجلسة النيابية العامة المحددة فى 5 نوفمبر المقبل، لا تزال قائمة فى موعدها.
وقال: "المجلس النيابى لن يُقفل، والمطلوب تفعيل نشاطه فى مثل هذه الأوضاع"، لافتًا إلى أنه يجب إطلاق عمل اللجان النيابية، خصوصًا لجنة المال التى ينبغى أن تبدأ فى دراسة مشروع موازنة العام المقبل 2020 الذى أعدته الحكومة.
على الأرض، تتجدّد الاشتباكات بين المتظاهرين وشباب اللبنانى على جسر الرينغ وسط تعزيزات أمنية، وبحسب صحيفة النهار اللبنانية حدث تدافع وتضارب بالأيدي بين شباب يحاولون فتح طريق الرينغ وبعض المتظاهرين، وإطلاق هتافات مؤيّدة رلئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برّي والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
ودعا المتظاهرون اللبنانيين إلى "الانضمام إليهم لتشكيل ضغط أكبر على السلطة والاستجابة لمطالبهم وبالتالي فتح الطرق"، بينما قال شهود من رويترز إن أنصارا لجماعة حزب الله اللبنانية وحركة أمل، اشتبكوا مع محتجين عند أحد الحواجز على طريق رئيسي في بيروت اليوم الثلاثاء، وهدموا خيامهم مما دفع الشرطة للتدخل، وبدأ الأمر عندما شق أنصار حزب الله وحركة أمل طريقهم داخل مخيم الاحتجاج على جسر الرينغ بوسط بيروت وحاولوا جعل المحتجين يفتحون الطريق.
وعلى واقع التظاهرات واغلاق المصارف، يتراجع الموقف الاقتصادى اللبناني، وبحسب رويترز تواصل سندات لبنان السيادية الدولارية التراجع والإصدارات الأقصر أجلا تنخفض 3.1 سنتا بعد الاعلان ان الحريري يتجه نحو الاستقالة.
وكان صريح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قائلا "أننا نحتاج حلا فوريا خلال أيام لاستعادة الثقة وتفادي حدوث انهيار مستقبلا". وفى هذا السياق لفتت صحيفة الأخبار اللبنانى إلى أن "المصارف تطبق قيودا ضابطة على عمليات السحب والتحويل، منها تحديد سقف للسحب النقدي من الصرافات الآلية، وامتناع المصارف عن تمويل عمليات التحويل من الليرة إلى الدولار بشكل استنسابي".
كما أغلقت محطات المحروقات أبوابها بعد نفاد مخزونها من المشتقات النفطية خاصة البنزين والمازوت بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، بينما وضعت محطات وقود أخرى تقنينا لتسليم البنزين بكميات قليلة واستمرت بتسليم المازوت إلى أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة فقط.
من جانبه قال وزير الصحة اللينانى جميل جبق، إن غالبية الصيدليات بدأت تنفذ من الأدوية بسبب قطع الطرق والتهجّم على آليات النقل.
وسوف تقر الساعات المقبلة مصير التحولات السياسية فى لبنان الذى يشهدها منذ مساء 17 أكتوبر الجارى، فى عموم البلاد، اعتراضًا على التراجع الشديد فى مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذى أصاب الخدمات التى تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.