- «محمود علم الدين»: «الإرهابية» تسعى لإعادة إنتاج مشهد الفوضى
لا تتوقف جماعة الإخوان الإرهابية عن مؤامراتها ومخططاتها للنيل من الدولة المصرية ومؤسساتها وإجهاض أى محاولة لشعبها لبناء دولته وإطلاق قطار التنمية، وهو ما تكشف عنه التسريبات التى تخرج من داخل الجماعة، وبينها ما نشرته «اليوم السابع» فى عددها الصادر أمس، حول مخططات الجماعة لنشر الفوضى فى البلاد، بالتزامن مع احتفالات الشعب المصرى بانتصارات أكتوبر.
وفى هذا الإطار، أكد عدد من خبراء الإعلام أن تلك المحاولات التى يستمر فيها التنظيم الدولى للإخوان باستخدام قواعده المتآمرة التى لا تحمل أى شعور وطنى تجاه دولتها أو وطنها العربى هى محاولات فاشلة فاسدة محكوم عليها بعدم النجاح، كاشفين عن كيفية مواجهة أدوات التأثير فى السوشيال ميديا وطرق الشحن والإثارة وإدارة حرب الهاشتاجات والحسابات المزيفة، وقال الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعضو الهيئة الوطنية للصحافة، أن مصر مقبلة على احتفال كبير وهو السادس من أكتوبر، وهو أمر يزعج الإخوان والكارهين لمصر والذين لا يستهدفون سوى إجهاض أى فرحة للمصريين، فضلا عن هدف تكتيكى يتمثل فى إعادة إنتاج مشهد الفوضى والخراب واستهداف إنهاك الأجهزة الامنية.
وأضاف علم الدين فى تصريحات له، أن استراتيجية إنهاك الأجهزة الأمنية وضحت جدا خلال الأيام الماضية، عبر تهديد الجماعة بالمظاهرات وحشد أنصارها للنزول، موضحا أن قناة الجزيزة بدأت توجه رسائل مماثلة تدعو فيها المواطنين بالنزول فى محاولة لعملية الحشد، وتابع: الجماعة لديها تصور أن هذا يشكل نوعا من الإنهاك للأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن الجماعة تتغافل عن أن الأجهزة الأمنية فى حالة استعداد على مدى الـ24 ساعة فى اليوم، لمواجهة أى محاولة لزعزعة الاستقرار فى الشارع المصرى.
وعن كيفية مواجهة أدوات التأثير فى السوشيال ميديا وطرق الشحن والإثارة وإدارة حرب الهاشتاجات، علق الدكتور علم الدين قائلا: الأخطر من الهاشتاجات هى الأخبار الزائفة أو المختلقة التى تأتى من السوشيال ميديا أو من قنوات الإخوان، ويجب على المواطن أن يحلل وينقد، وأن يتأكد من مصدر الخبر ومنطقيته، ومن وجود مصادر ومقارنة الخبر مع نفسه فى مصادر أخرى.
بدوره، نوه النائب أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامى، ووزير الإعلام الأسبق، إلى أن حرب الهاشتاجات التى تشنها الجماعة الإرهابية وأنصارها تحتاج لدفاع داخلى وأن يكون هناك تماسك فى المجتمع ووعى، مشددا على ضرورة أن يستمر الإعلام فى توعية المواطنين بخطورة هذه الملفات مثلما حدث الأيام الماضية، لافتا إلى أن التحرك لمواجهة أدوات التأثير فى السوشيال ميديا وطرق الشحن والإثارة وإدارة حرب الهاشتاجات يجب أن يكون على محورين رئيسيين الأول هو محور الإعلام والوعى والثانى هو التحركات الدبلوماسية، متابعا: هذه التحركات ليس لها علاقة بالتعامل الأمنى لأنه مستمر.
ودعا هيكل الى إنشاء متحف لتوثيق جرائم الإخوان منذ نشأتها حتى تكون الأجيال القادمة على علم بهذا الأمر باستمرار، فيما اعتبر طارق سعدة نقيب الإعلاميين، أن تلك المحاولات الفاشلة التى يستمر فيها التنظيم الدولى للإخوان باستخدام قواعده المتآمرة التى لا تحمل أى شعور وطنى اتجاه دولتها أو وطنها العربى هى محاولات فاشلة فاسدة، ومحكوم عليها بعدم النجاح لأن المصريين يبرهنون دائما أنهم على قلب رجل واحد وتحديدا فى المناسبات الوطنية، مثل ذكرى نصر أكتوبر المجيد.
وأكد سعدة، ضرورة أن يستمر الجميع فى محاربة أشكال وألوان هذه الدعوات الخبيثة بكل ما نملكه من أدوات تكنولوجية وإعلامية وطاقات ومشاركات شعبية إلكترونية، وأن يثبت المصريون أنهم وحدة واحدة فى ماضيهم وحاضرهم وأيضا فى رسم مستقبلهم وبناء دولته مع رئيس مصر العظيم وقواتنا المسلحة الباسلة.
بدوره، قال أبوالفضل الإسناوى الباحث فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن كراهية الإخوان للجيش لها تاريخ قديم يتجدد بين الحين والآخر، مضيفا: فى عام 1954 حاصر الإخوان قصر عابدين قاصدين الرئيس جمال عبدالناصر والضباط الأحرار، وفى 2013 خرج الإخوان فى مظاهرات حملت تحريضات على القوات المسلحة، وتابع: الملاحظ أنه فى كل معركة تخسر فيها الإخوان تزيد ثقة الشعب فى الجيش، لافتا إلى خطورة تنسيق الجماعة الإرهابية مع استخبارات دول معادية لمصر فى حملاتها ضد الدولة وجميع موسساتها.
وأشار إلى أن مواجهة الحملة الشرسة من الجماعة ضد الدولة المصرية تحتاج إلى تنوع الأدوات الإعلامية لمخاطبة كل شرائح المجتمع المصرى، وذلك من خلال مواجهة الإخوان بنفس الطريقة فيما يتعلق بحروب السوشيال ميديا، بالإضافة إلى تغيير مستوى الرسالة الإعلامية التى تبثها القنوات المصرية من خلال التخديم على تكذيب الشائعات بالأرقام والمعلومات.
وتابع: هناك دور آخر يتعلق بضرورة تسجيل مخاطر الجماعة على الدولة وبثها فى شاشات عرض داخل المستشفيات ومكان الخدمة العامة فى الأقاليم وهذا يشكل وعيا تحتيا، لافتا إلى أن أغلب كبار السن والسيدات فى الأرياف لا يستخدمون الأدوات الإعلامية الجديد، وهذا تحتاج إلى حملة توعية قنوات الراديو، ويجب تشغيل ذلك فى كل وسائل المواصلات العامة.
ولفت الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية منذ الخمسينيات وحتى هذه اللحظة أسود وملىء بحوادث القتل والإجرام، وترويع المواطنين، وبعد أن كانت حربهم على بعض الشخصيات العامة أصبحوا يستهدفون الشعب المصرى بكل أطيافه، ولا يفرقون بين أحد، موضحا أن توقيت قيام الجماعة الإرهابية بمخططات إجرامية يؤكد محاولتهم السيطرة على الشارع المصرى، وذلك من خلال استغلال وسائل التواصل الاجتماعى، ونشر الشائعات والأكاذيب، فى ظل النجاح الكبير الذى تحققه الدولة المصرية على كل الأصعدة، فهم يريدون وقف عجلة التنمية والبناء، وإعادة نشر الفوضى مرة أخرى، ولهذا لابد من زيادة الوعى خلال الفترة المقبلة للتصدى لهذه الممارسات الخاطئة.
وأشار فهمى إلى أن عناصر الإرهابية تأكدوا أنهم أصبحوا جماعة هشة، وضعيفة، ولم يعد لم تأثير على الشارع المصرى، ولذلك استعادوا تاريخهم الأسود، ومخططهم الإجرامى فى حربهم على الشعب، وعدائهم للمواطنين جميعهم دون النظر لأحد، وذلك لأنهم يريدون نشر الفوضى على حساب المواطنين الأبرياء، لافتا إلى أن هذه التسريبات تؤكد أن الجماعة تريد العودة للمشهد مرة أخرى، وللشارع، بعد فشلها فى كل المناحى والتوجهات فى تنظيم الحشد لصالحها، مشيرا إلى أن هذه التسريبات، تؤكد أن الجماعة تريد استثمار المشهد الحالى، بهدف نشر التخويف والترويع للمواطنين.
وقال هشام النجار الباحث الإسلامى، إن جماعة الاخوان يهمها فقط احداث التمرد على الوضع الحالى: بأية وسيلة كانت سواء بالتحالف مع جهات خارجية أو بالتحالف مع تكفيريين مسلحين أو فوضويين واشتراكيين ثوريين أو جماعة إسلامية وقاعدة أو بافتعال ثورة وهمية أو بتنفيذ عمليات اغتيال وتفجير وإحداث فوضى، فلا تهم الوسيلة وما يهم فقط هو تحقيق الهدف.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن للجماعة ولجهازها السرى تاريخ طويل فى استهداف القضاة ورجال القانون والعدالة، لأن قادة الجماعة الإرهابية يرون فى القضاة عائقًا أمامهم يحول دون ارتكابهم لجرائمهم بدون عقاب، ولأن الجماعة تنظر لمؤسسة القضاء كأحد أركان الدولة وأحد عوامل ثباتها وصمودها واستقرارها، والجماعة تسعى لهدم تلك الأركان لتسقط الدولة، ويتسنى لها فى هذه الحالة العودة وتنفيذ مشروعها فى الحكم على أنقاض الفوضى الشاملة والدمار الكامل.
ولفت ثروت الخرباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إلى أن التنظيم الإخوانى له تاريخ كبير فى ممارسة العنف والتنظيمات منذ نشأة التنظيم الخاص للجماعة فى عهد حسن البنا، موضحا أن استهداف القضاة بدأ داخل التنظيم منذ أربعينيات القرن الماضى، مؤكدا أن الانشقاقات بدأت تضرب الإخوان وقياداتها بعد فشل دعواتها الأخيرة للمظاهرات، وتجاهل المصريين لحملات الجماعة التحريضية، لافتا إلى أن التمزقات تزداد والانشقاقات الغاضبة من القيادات تتوالى فى الفترة الراهنة.
وقال الخرباوى: إن قيادات الجماعة تعطى الشباب آمالا كاذبة خادعة بالعودة إلى الحكم، ثم يتضح أن هذه الآمال مجرد سراب، فيزداد الشباب يأسا، وتتوالى الوعود والتأكيدات ويتوالى اليأس، وتصل أخبار فساد القيادات وثراءهم الفاحش للشباب فيزداد السخط عليهم، مؤكدا أن قيادات الإخوان لا تريد أن تعترف أمام الشباب بأخطائها ولا تريد أن تترك مواقعها ولذلك ستتحول عن قريب تلك الجماعة إلى عدة جماعات متفرقة متخاصمة.
ونوه حسن محمود، الخبير فى أمن المعلومات، إلى أن جماعة الإخوان تستخدم عدة أساليب فى حربها ضد مصر سواء العمليات الإرهابية التى تظهر من خلال التسريبات الخاصة بقياداتهم أو من خلال الشائعات والأكاذيب، والهاشتاجات التى يطلقونها للوصول لهدفهم المنشود، موضحا، أن أبرز طرق مواجهة الأكاذيب التى تروجها جماعة الإخوان ومنابرها الإعلامية هو أن يتحقق المتلقى من المعلومة من مصادرها الرسمية، وأن لا يعتمد إلا على الصفحات الرسمية الممثلة للمؤسسات على مواقع التواصل الاجتماعى.
وقال الخبير فى أمن المعلومات: إن الشائعات لا تقل خطورة عن العمليات الإرهابية فهما آلية تتبعها الإخوان والجماعات الإرهابية لمحاولة زعزعة الاستقرار وهدم الدولة وإضعاف الروح المعنوية، موضحا أن تفنيد شائعات الإخوان بشكل متواصل وعرض الحقائق على الرأى العام بصفة مستمرة يدحض كل الأكاذيب ويفشل مخططات الجماعة.