أكد الشيخ السيد محمد عبد اللطيف إمام وخطيب بأوقاف الإسماعيلة، أننا نحتفل فى هذه الأيام بذكرى هى من أعظم الذكريات العظيمة والمجيدة فى تاريخ أمتنا المصرية، حيث امتن الله (عز وجل) على مصرنا الغالية بالنصر العظيم واسترداد الأرض والكرامة معا، إنها ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر سطرت فيها الجندية المصرية أسمى معانى البطولة والفداء والتضحية.
واضاف خلال ندوة بمسجد الحسين، أن مقام الشهادة من أعلى مقامات الاصطفاء والاجتباء التى يمتن الله (عز وجل) بها على من يشاء من خلقه، وتحدث عنها القرآن الكريم فى آيات كثيرة فقال تعالى : “وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا”، فاختيار الله سبحانه وتعالى الإنسان ما ليكون شهيدًا لهو أدل دليل على رضا الله (عز وجل) عنه، وأى درجة أسمى من هذه الدرجة؟ وقد ألمح القرآن الكريم إلى ذلك بقوله تعالى: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}، فالشهيد ضحى بنفسه فى سبيل إرضاء ربه ودفاعًا عن وطنه، وآثر الآخرة على الدنيا واستعلى وانتصر على شهواته ورغباته، وخاض غمار المعارك فداء للدين والوطن.
وتابع، أن من كرامة الشهداء عند ربهم أن لهم حياة لكن ليست كحياتنا، حياةً تفوق إدراك البشر قال تعالى: “وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِى سَبيلِ اللّهِ أَمْوَات بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ”.
ومن جانبه، أكد الشيخ عبد الرحمن عبد الرحمن خميس أن انتصارات أكتوبر المجيدة سطرت بدماء الأطهار، وأن الله (عز وجل) خصَّ الشهداء بمناقب عديدة منها، شرف مكانهم وجوارهم، وعظيم أجرهم ونعيمهم، حيث إن للشهيد عند ربه 6 خصال، حيث قال سيدنا رسول اللهِ (صلى الله عليه وسلم) : ” لِلشَّهِيدِ عندَ اللهِ ستُّ خصالٍ، يُغفرُ لهُ فى أول دفعةٍ، ويَرى مقعدَهُ منَ الجنةِ، ويُجارُ منْ عذابِ القبرِ، ويأمنُ منَ الفزعِ الأكبرِ، ويُوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ، الياقوتةُ منها خيرٌ منَ الدنيا وما فيها، ويُزوَّجُ اثنتينِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العينِ، ويُشفَّعُ فى سبعينَ منْ أقاربِهِ - وَفِى لَفْظٍ- مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ"، ومن مناقب الشهداء أيضًا، أن الملائكة تظله بأجنحتها فعن سيدنا جابر بن عبد الله (رضى الله عنهما) أنه قال: “جِيءَ بِأَبِى إلى النَّبِى (صلى الله عليه وسلم)- أَيْ: شَهِيدًا يَوْمَ أُحُدٍ- قَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ، فَنَهَانِى قَوْمِى، فَسَمِعَ النَّبِى صَوْتَ صَائِحَةٍ، فَقَالَ: “لِمَا تَبْكِينَ؟ فَلا تَبْكِى، مَا زَالَتِ المَلائِكَةُ تُظِلُّه بِأَجْنِحَتِهَا".
وتابع، أن واجبنا فى هذه المرحلة التى يمر بها وطننا العزيز أن نسعى جميعًا لحمايته والدفاع عنه من أى عدو أو خطر يهدد أمنه واستقراره، والعمل بكل ما أوتينا من قوة فى مواصلة مسيرة البناء والتعمير، فديننا فن صناعة الحياة لا صناعة الموت، ودين البناء والتعمير لا الإفساد والتخريب، فعلينا أن نتكاتف جميعًا لردع كل من تسول له نفسه أن يجترئ على وطننا الذى تحيط به مخططات متنوعة، هدفها النيل من مصر وأرضها وشعبها، يقف أمامها المخلصون من أبناء مصر فيقدمون أرواحهم ودماءهم وأموالهم دفاعًا عنها وحماية لأرضها، فمصر هى درع العروبة والقلب النابض للإسلام، والدفاع عنها واجب شرعى ووطنى، وحق دينى، فلنقف جميعًا صفًّا واحدًا فى سبيل الدفاع عنها من فساد المفسدين ومكر الماكرين وحقد الحاقدين، وواجبنا مواصلة العطاء تجاه وطننا.