جاءت ذكرى أكتوبر لهذا العام مختلفة، تشبه الحرب وجميلة كالنصر فيها تجمعنا جميعاً حول التلفاز لنشاهد عملاً يحمل لنا نفحات خير أجناد الأرض، بلا ملل او كلل شاهدنا وعشنا واستمتعنا بالممر..
شعرنا بالغصة فى النكسة والانكسار من الانسحاب والتكبير بالنصر والفرحة بحسن الختام وعودة الأرض.
فكان واجباً علينا أن نشكر قنواتنا الفضائية على هذه اللمحة الجميلة بإذاعة الفيلم.. رغم تحفظنا الشديد على الكمية المهولة والمزعجة حد الفصلان عن عالم الفيلم الجميل ألا وهى الإعلانات.. لكن نعلم أن لكل عمل مقابل، وخاصة فى عالم المال والاستثمار.
"سلاحى ياعامر.. سلاحي.."
"أنى من سوهااج... أحلى بلد فى الدنيا"
"إنتوا الجورنلجية بتكتبوا اللى ع مزاجكم واللى بيتقلكم"
هلال.. رجل المهام الصعبة والضلع الأقوى والأكثر إثارة فى الممر.
سلاحاً وتأثيراً وعشقاً لبدوية من صعيدي، ونشان لا يخلف هدفه أبداً، وروح مصرية حرة أصيلة حلفت بالله (ماتعاود لحد مانخدوا بتارنا ونرجعوا أرضنا).
أبدع وأتقن وتفرد شريف عرفه مخرج ومؤلف فيلم الممر فى رسم شخصية صعيدية بحجمها وحقيقتها التى غالط العديد من التشويه فيها ع مدار تاريخ التجسيد المصرى الصعيدى فى دور السينما، بينما فى الممر وفى هلال بذات كان التجسيد كما يجب أن يكتب ويمثل ويشخص بطريقة لا تهدر من حقه ولا مكانته.
ولأول مرة فى تاريخ كتابة السينارست وتأليف الأفلام لا يعتمد على الشخصية الصعيدية فى السخرية والمزاح بل كان الأمر جاداً وسلسلاً بطريقة تليق بالدم الصعيدى الحامى المعروف.
"يافندم مش مهم إنى أوقع طيارة ولا إتنين، المهم إن اللى فى طيارة يكون شافنى وانا واقف قدامه مخايفشى وهيروح يبلغ زمايله إن المصريين مش جبنة واقفين مستنيين ومش هيبينا وده سلونا فى الصعيد سعادتك تقف لغريمك عينك فعينه ويبقى عارف إنك هتاخد بتارك منه مهما عدت الأيام..
وتفوق على نفسه محمد فراج فى رسم شخصية هلال، بتعابيرها وحركاتها ولهجتها المظبوطة والغير مبالغ فيها، كذلك فى وطنيتها الواضحة فى الحوار المذكور أعلاه.
اذكر أنى أثناء متابعتى للفيلم وفى مشهد أخبر القائد المصرى الأثير اليهودى متباهياً بأن لديه عسكرى مصرى وحكى جملة العسكرى هلال حول مواجهة طيارات العدو دون خوف، عندها لمعت عين هلال بشكل مبهر حكى كم المشاعر الوطنية التى تحويها تلك العيون البراقة والقوية، تلك النظرة ولمعة العين والإجادة التمثيلية لهم لا تخرج أبداً إلا من ممثل مقتدر ومتفوق كمحمد فراج الذى سطع نجمه فى الآونة الأخيرة كثيراً.
فعلاً لا يمكن وصف الممر وهلاله مهما كتبنا أو تحدثنا فقط علينا أن نشاهد ونستمتع ونقف نصفق لهذا الطاقم المبدع على هذا الفيلم الأبدع.
وأنوه أن من محاسن هذا العمل أنه لم يحوى ولا مشهد خارج كنوع من الاندساس من أجل الترويج بل كان مهذب بكل المعاني.
نعود لهلال وحواراته الممتعة والشيقة فى الفيلم، وأيضاً قصة حبه التى كالمعتاد أثرت قلوب المصريات وجعلته فتى أحلامهم رغم بساطة مظهره وقلة جذابيته لكن التفرد التام لرجولته وشهامته كانت كفيلة لمحو المظاهر والأشكال من القواعد الأربعون لفتى الأحلام..
نرجو تكرار التجربة مرة أخرى فى الفترة القادمة، بإخراج أعمال تليق بالمشاهد المصرى والتلفزيون والسينما المصرية.
ونصيحة أخيرة لكافة أهل الوسط الرجاء مذاكرة المهنة جيداً قبل امتهانها حتى يسطع هلالكم كما سطع هلال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة