أعلنت وزارة الخارجية الأردنية، مساء الثلاثاء، اعتقال أجهزة الأمن إسرائيليًا تسلل إلى أراضى المملكة بصورة غير شرعية.
أكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة أن السلطات المعنية تتحفظ على المتسلل، وتجرى التحقيقات اللازمة معه تمهيدا لإحالته إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
بدوره أكد جيش الاحتلال الإسرائيلى أن أحد الإسرائيليين تسلل إلى الأراضى الأردنية، فيما أكدت الخارجية الإسرائيلية أنها تفحص ملابسات الحادث مع السلطات الأردنية.
يأتى الإعلان عن اعتقال الإسرائيلى فى وقت تشهد العلاقة بين البلدين توترا على خلفية اعتقال السلطات الإسرائيلية هبة اللبدى (24 عاما) وعبد الرحمن مرعى (28 عاما) لدى عبورهما جسر الملك حسين فى المنطقة الفاصلة بين البلدين قبل نحو شهرين حيث يحملان الجنسية الأردنية.
وأعلن وزير الخارجية الاردنى أيمن الصفدي فى بيان صحفى أمس الثلاثاء أن بلاده استدعت السفير الأردنى فى إسرائيل للتشاور على خلفية استمرار قيام السلطات الإسرائيلية باعتقال المواطنين الأردنيين.
وبحسب وسائل إعلام أردنية فإن هبة مضربة عن الطعام منذ أكثر من شهر وحالتها الصحية متردية، أما عبد الرحمن فيعانى من سرطان الدماغ وسبق وأن خضع لعمليات جراحية.
وأوضحت تلك المصادر أن هبة كانت فى طريقها من الأردن إلى نابلس لحضور حفل زفاف إحدى قريباتها، فيما عبد الرحمن كان هو الآخر فى طريقه من الأردن إلى الضفة الغربية لحضور حفل زفاف أحد أقاربه، ولم يعرف بعد سبب اعتقال هذين المواطنين.
إلى ذلك، أظهر مقطع فيديو الأجواء فى محيط الغرفة التى تلقت فيها الأسيرة الأردنية هبة اللبدى العلاج ف إحدى مستشفيات الاحتلال الإسرائيلى.
ويكشف الفيديو الذى نشره موقع واللا الإسرائيلى، الاجراءات المشددة التى تفرضها قوات الاحتلال على غرفة اللبدى، وسط صيحات تضامنية أطلقها ناشطون مع هبة أمام غرفتها.
وردد الناشطون عبارات :" الحرية لهبة اللبدى"، "هبة نحن معك"، قبل أن تطرد قوات الاحتلال الناشطين من أمام غرفتها وتمنعهم من زيارتها.
فى خضم ذلك، قال النائب فى البرلمان الأردنى خليل عطية، الأربعاء، إن المحامية حنان الخطيب عضو لجنة الدفاع عن اللبدى أبلغته أنه تم نقل هبة مجددا الأربعاء إلى المستشفى، لعدم قدرتها على شرب الماء.
ونقل عطية عن الخطيب قولها أن "هبة تعانى ما بين الحين والآخر من نخزات فى القلب وضيق تنفس وفقدت من وزنها حوالى 10 كيلوجرام".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلى احتجاز اللبدى إداريا منذ 20 أغسطس الماضى عندما اعتقلها أثناء توجهها مع عائلتها لحضور حفل زفاف قريب لها فى جنين.
ولم توجه المحكمة العسكرية الإسرائيلية أية تهمة إلى الأردنية هبة اللبدى، وسط مزاعم ارتباطها بحزب االله اللبنانى والحرس الثورى الإيرانى.
كانت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين حنان الخطيب قد كشفت تنكيل وتعذيب جسدى ونفسى تتعرض له هبة اللبدى، موضحة أن التحقيق كان عبارة عن تعذيب نفسى عنيف جداً، مؤكدة أن المحققين كانوا يصرخون عليها بصوت عال وكانوا يجلسون شبه متلاصقين بها حيث كانت كراسيهم قريبة منها، مضيفة "لكنهم واصلوا الاستفزاز ولم يتورعوا عن البصاق نحوها ويتم سبها بأقذر الشتائم وبعض ما قالوه لها سافلة، فاشلة، حشرة، حيوانة".
كما أشارت محامية الدفاع أن الأسيرة اللبدى تعرضت لشتى أنواع التهديد والوعيد كالتهديد باعتقال الأم والأخت والخالة فى محاولة لانتزاع اعتراف منها بما لم تفعله. وتابعت: "بعدما يئسوا وباءت محاولاتهم بالفشل هددوا هبة بالاعتقال الإدارى".
كما كشفت الأسيرة في حديث للمحامية الخطيب أن عدة محققين تناوبوا على التحقيق معها، منهم كولونيل يدعى راؤول وآخر اسمه فحم ادعى أنه سوري وعاش فترة فى المغرب العربى وغيرهما، ولكن هؤلاء بالذات كانت معاملتهم سيئة جدا وأفرطوا فى الشتم والتهديد، وخلال ذلك كان المحققون يلعبون أدواراً فأحدهم يمثل أنه جيد والآخر سيئ التعامل.
وتابعت في شهادتها المروعة عن اعتقالها في ما يشبه القبو: "وضعوني داخل زنزانة ضيقة مليئة بالحشرات حيث كنت أصحى والصراصير والنمل والحشرات على ملابسي. أعطونى ثياب نوم رائحتها كريهة وقذرة، أما الحيطان فهي إسمنتية خشنة من الصعب الاتكاء عليها، وكنت أبيت في فرشة رقيقة بدون غطاء، بدون وسادة. الضوء مشعل 24 ساعة ومزعج للنظر، بدون تهوية طبيعية وبدون شبابيك، رطوبة عالية، المرحاض معطل وبدون ماء والرائحة كريهة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة