نبحث مع محافظ الأقصر زيادة السياحة والاستثمار للشركات الكورية في جنوب مصر مستقبلاً
إقامة يوم ثقافي كوري للعام السادس لمزج الثقافة الكورية بين أبناء الأقصر
نرتبط بمصر منذ 100 سنة تقريباً ببدء مظاهرات لمكافحة الاحتلال في 1919
نظمنا سلسلة مظاهرات كورية أطلق عليها "حركة واحد مارس" بالتزامن مع ثورة 1919 المصرية
العلاقات المصرية الكورية بدأت رسمياً في 1995 وتتزايد بصورة كبيرة
حجم الإستثمارات الكورية بمصر بلغت حوالي 570 مليون دولار
لدينا 30 شركة كورية تعمل بمصر بينهم بإستثمارات تصل لـ360 مليون دولار
شركة تكرير بترول كورية تقوم بدور كبيرة في مشروع يتكلف حوالي 4.4 بليون دولار
الرئيس السيسي يقوم بدور كبير في التعاون بين البلدين
الحرب المصرية علي الإرهاب تساهم في رفع مستوي الأمن المصري وثقة العالم أجمع في العودة لمصر بكافة المجالات
مصر هي القلب والقائد الثقافي بإفريقيا والشرق الأوسط ولذلك أقمنا أول مركز ثقافي كوري بالمنطقة داخل مصرفي 2014
فتحنا قسمين للغة الكورية في جامعة عين شمس وجامعة أسوان وقريباً بجامعة الأقصر
"السياحة الكورية كانت مرتفعة للغاية قبل ثورة يناير وانخفضت تدريجياً حتى وصلت لأقل أعدادها فى 2016، ثم عادت فى النمو من جديد فى 2018، ومازالت ترتفع بصورة قوية وتم البدء فعلياً فى تشغيل 25 رحلة طيران مباشر بين مصر وكوريا لأول مرة منذ سنوات، ونسعى لذلك مستقبلاً بجانب الدعم الإقتصادى الكبير الذى نحتاجه بين الجانبين خلال الفترة المقبلة"، بتلك الكلمات تحدث "يون يو تشول" السفير الكورى الجنوبى بمصر على هامش تواجده فى محافظة الأقصر لتنظيم فعاليات "اليوم الثقافى المصرى الكوري" السادس بالمدينة الفرعونية.
السفير الكورى الجنوبى بمصر يتحدث لـ"اليوم السابع" خلال زيارته لمحافظة الأقصر
وقال السفير الكورى الجنوبى خلال تواجده بالأقصر فى لقاء خاص لـ"اليوم السابع"، أنه يجرى العمل بصورة كبيرة على دعم حركة السياحة الكورية الوافدة إلى مصر، موضحاً أنه بعد ثورة 2011 كانت توجد بعض الصعوبات فى وجود طيران مباشر من كوريا إلى مصر، وحالياً مع إرتفاع أعداد السائحين بدأت شركات سياحية تطلب طيران مباشر بين مصر وكوريا، حيث أنه نتيجة لذلك من أكتوبر وفبراير ستكون هناك 25 رحلة طيران مباشر إلى مصر والعكس سنوياً، وهو طفرة جيدة فى المجال السياحى بين مصر وكوريا، مؤكداً أنه زار وفد من البرلمان الكورى زار الأقصر مؤخراً ووفد من مدينة كيونج جو الأقدم والأكثر عراقة بكوريا وإستمتعوا بالحضارة الفرعونية بمصر، حيث تعتبر لدينا مدينة "كيونج جو" المدينة التاريخية وتعود عراقتها لحوالى 2000 سنة مضت ولكنها ليست بقدم الأقصر والحضارة الفرعونية، وقام وفد المدينة بتوقيع إتفاقية تآخى بين المدينتين ويزور حالياً وفد أقصرى المدينة الكورية ويحضرون مهرجان للثقافات العالمية فى قلب كوريا الجنوبية.
سفير كوريا: كان لدينا أكثر من 70 ألف سائح وانخفضت لأقل معدلاتها بعد ثورة 2011
وأضاف "يون يو تشول" سفير كوريا الجنوبى بمصر، أنه بالنسبة لأعداد السائحين الكوريين قبل ثورة 2011 كان أقصى عدد سياحة كورية لمصر حوالى 70 ألف سائح كورى، وبعد الثورة العدد بدأت يتناقص تدريجياً وسجل فى 2016 حوالى 10 آلاف سائح كورى، وحالياً مع التطور وتحسن الوضع داخل مصر وفى عام 2018 وصلت أعداد السياحة الكورية إلى 20 ألف سائح، موجهاً الدعوة لجميع أبناء الشعب الكورى لزيارة مصر خلال الفترة المقبلة والمواسم الشتوية بصورة أكبر، فالرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر، يساهم فى تطوير الموقف المصرى فى مكافحة الإرهاب وتحقيق حالة الأمن والأمان، وهم بدورهم كسفارة كورية حالياً يحاولون الوصول للشعب الكورى للتأكيد على أن مصر أصبحت آمنة وقوية.
السفير الكورى مع محرر اليوم السابع خلال زيارته للأقصر
وخلال تواجده بمحافظة الأقصر أكد السفير الكورى، أنه عقد لقاء مع محافظ الأقصر المستشار مصطفى محمد ألهم، تحدثا خلاله عن عدة خطوات لدعم وتعزيز التعاون بين الأقصر والمدن الكورية، وتم توجيه الدعوة للمحافظ لفعاليات اليوم الثقافى المصرى الكورى، فمحافظ الأقصر شخص يبذل قصارى جهده لتطوير المدينة العريقة بمصر، وتم الاتفاق على تعاون بمختلف المجالات ليس السياحة فقط، ولكن بإدخال أنشطة اقتصادية واستثمارية جديدة خلال الفترة المقبلة، وتم خلال اليوم الثقافى الكورى تقديم فرصة لارتداء اللبس الكورى، وتناول الطعام الكورى المختلفة، بجانب فن التجميل الكورى.
وعن الترابط بين مصر وكوريا وبدء حلقات التعاون المشتركة، يقول السفير الكورى الجنوبى يون يو تشول، أنه فى البداية وعلى مدار الـ100 سنة الماضية حدث أمرين مرتبطين بمصر وكوريا بصورة كبيرة، ففى 1919 كانت كوريا الجنوبية تحت الاحتلال اليابانى، وبدأ الوضع فى التغير بعد الحرب العالمية الأولى وتشجيع الرئيس الأمريكى ويستون للمظاهرات السليمة واستقلال الشعوب، وبدأت فى كوريا مظاهرات سلمية تماماً، وتم إطلاق عليها "حركة واحد مارس"، وعندما وصلت لمصر اكتشفت وجود تحرك شبيه للثورة الكورية، حيث واجه المصريون الاحتلال البريطانى بكل شجاعة للحصول على استقلالهم، وفى هذا الوقت كوريا ومصر كانوا بعيداً عن بعض، ولكن كان يوجد ترابط قوى فى التاريخ والحراك الشعبى بين البلدين، وعرفت أن مصر حصلت على استقلالها فى 1922 لكن كوريا كان الإحتلال قوى شيئاً ما وتم عمل أول حكومة كورية مؤقتة فى الصين بشنغهاى فى 1919، ولكن التاريخ جمعنا بمصر مرة أخرى فى عام 1943 فى 21 نوفمبر، حيث تم عمل إعلان القاهرة تم خلاله إعلان أن كوريا تستحق أن تكون دولة مستقلة وحرة، وذلك بعد الحرب العالمية الثانية، فالكوريين يتذكرون دوماً أن القاهرة مكان الحرية والاستقلال وسمح لهم بالحرية، والقاهرة تعتبر مدينة الأمل بالنسبة للكوريين.
يون يو تشول يعلن الإتفاق على فتح قسم للغة الكورية فى كلية ألسن جامعة الأقصر
ويؤكد سفير كوريا الجنوبية بمصر، أن العلاقات الكورية المصرية أخذت وقت طويل حتى تبدأ، وانطلقت فعلياً فى 1995 ولكن بعد دخولها الصبغة الرسمية فى التعاون المشترك، بدأ التعاون فى التطور والتحرك بسرعة فى شتى المجالات بين مصر وكوريا، موضحاً أن الرئيس عبد الفتاح السيسى زار كوريا الجنوبية فى مارس 2016، وتم تجديد الاتفاق على استمرار العلاقات المصرية الكورية ليصبح هناك تعاون مشترك بين البلدين، والتقى مؤخراً الرئيس المصرى السيسى الرئيس الحالى الكورى "مون" فى إحدى اجتماعات الأمم المتحدة فى 20 سبتمبر واتفقوا على زيادة التعاون بين البلدين، ودعاه خلالها لزيارة مصر، موضحاً أنه تم كذلك تطوير العلاقات بين البلدين بكافة المجالات، ومن أهم المجالات التى تم زيادة التعاون فيها هو مجال الدفاع والتعاون العسكرى بين مصر وكوريا، قائلاً: "أحب دائماً أن أشيد بأعمال الرئيسى السيسى كقائد قوى فى مواجهة ومكافحة الإرهاب وإنشاء اقتصاد قوى بمصر".
وحول التعاون الاقتصادى بين مصر وكوريا، يقول "يون يو تشول" أنه من ضمن الشركات الكورية التى تقوم بالاستثمار بمصر حيث تبلغ حوالى 30 شركة منهم سامسونج وإل جى وتصل استثماراتهم فقط لـ360 مليون دولار، والإستثمارات الكاملة بين الجانب المصرى والكورى لكافة الشركات 570 مليون دولار، وسامسونج وإل جى ينتجون تليفزيونات وغسالات يقومون بتصنيعها وتصديرها للخارج من مصر ويصل لـ700 مليون دولار، فإنتاجهم يبلغ 80% من الإلكترونيات المصرية للخارج، حيث أنسبة الاستثمار فى مصر قد تكون ليست كبيرة، ولكنه توجد مشروعات كبرى مشتركة تنتظر البدء لزيادة تلك النسبة بمصر مستقبلاً، وكذلك توجد شركة كبيرة كورية تقوم بتكرير البترول تسمى "جى إس" وتعمل مع شركات كورية ومصرية تحتها، وهو المشروع الذى يعمل على تكرير البترول وتحويل الخام لمنتجات بترولية متنوعة، وهذا الاستثمار يتكلف حوالى 4.4 بليون دولار، حيث أن نصف الإنتاج من المواد البترولية ستعتبر إنتاج مصرى تستخدمه فى بلدها لخدمة المصريين وتصدره للخارج.
السفير الكورى يؤكد الإرتباط بمصر منذ 100 سنة تقريباً ببدء مظاهرات لمكافحة الإحتلال بالبلدين
واستطرد السفير الكورى يون يو تشول، أنه خلال الفترة الماضية زار مصر وفد اقتصادى كورى وقاموا بعمل لقاءات مع العديد من المسئولين الاقتصاديين المصريين، وعلى رأسهم وزيرة الإستثمار والتعاون الدولى وحظوا بشرف لقاء الرئيس السيسى فى قصر الرئاسة، وجميعهم أشادوا بالقيادة الحكيمة للرئيس المصرى وجهده الكبير لتطوير الاقتصاد المصرى، واتفقوا على زيادة التعاون المستقبلى فى كافة المستويات الاقتصادية وغيرها، وبعد مغادرة الوفد الاقتصادى الكورى من مصر كانت لديهم نظرة إيجابية للعودة لمصر باستثمارات ضخمة بالمستقبل القريب، ومن الخطط المستقبلية التى نسعى إليها هى "اتفاقية التجارة الحرة" ووقف الضرائب على المنتجات الكورية للمساهمة بصورة أكبر فى الاستثمار الكورى بمصر، حيث إنه حالياً حجم الاستثمار الكورى 2.2 بليون دولار، وحجم التجارة الكورية مع العالم تبلغ 1.14 تريليون دولار، وهى بذلك تبلغ المرتبة السابعة فى العالم، ونسبة الحظ المصرى من هذا الرقم الضخم قليلة للغاية حيث أن تصدير كوريا لدول العالم أكثر 50 مرة من التصدير لمصر، ونقول ذلك لكوننا نتمنى تحسين هذا الموقف وزيادة التصدير لمصر مستقبلاً، فمصر بلد لديها موارد قوية ووضعها مميز للغاية وتضم 100 مليون مواطن ونستطيع أن نحسن الموقع التجارى مع كوريا بصورة أفضل خلال الفترة المقبلة لزيادة التصدير لمصر، ونناشد الحكومة المصرية بوجود اتفاقية تجارة حرة ليكون هناك سلاسة وسهولة أكثر لجلب المنتجات الكورية لمصر لتقوية الجزء التجارى فى العلاقة، فنحن نتمنى الاستثمار بكل سهولة وبصورة أكبر بمصر لكونها لديها اتفاقيات تجارة حرة مع العديد من الدول بالشرق الأوسط وإفريقيا، لجلب المنتجات هنا وتصنيعها ثم تصديرها باسم "صنع فى مصر" لتحقيق استفادة اكبر للجانب المصرى على المدى الطويل، وكما قامت سامسونج وإل جى نتمنى وجود شركات كورية بصورة أكبر لزيادة التعاون الاقتصادى بين البلدين.
سفير كوريا
وبالنسبة للجزء الثقافى يقول السفير الكورى الجنوبى، أن مصر تعتبر القلب والقائد فى الجانب الثقافى بالشرق الأوسط وإفريقيا لكونها فى قلب الجميع هنا فى المنطقة، فالجميع يحب الأفلام والدراما المصرية والفنون المصرية وحضارتها القوية، وهذا السبب الذى أدى لإنشاء أول مركز ثقافى كورى فى مصر عام 2014، وذلك لتبادل الثقافات المصرية والكورية، ونشر ثقافة بلادنا بين أصدقاؤنا المصريين هنا، وكذلك لدينا قسم اللغة الكورية فى 2006 بكلية الألسن بعين شمس، وتم افتتاح قسم آخر فى جامعة أسوان عام 2016، ونسعى لفتح قسم جديد للغة الكورية فى جامعة الأقصر بكلية الألسن مستقبلاً، وحالياً مصر لديها محبين كثر بالثقافة الكورية كالدراما والأفلام، ونسعى لتوسيع مجال نشر الثقافة الكورية بإعداد فعاليات ثقافية لتعريف المصريين بالحضارة الكورية والطعام الكورى وطرق التجميل الكورية للسيدات والفتيات، ومجالات الألعاب الكورية والإلكترونيات وخلافه.
ويقول يون سو تشول: "دورى هنا كسفير لكوريا فى مصر نشر الثقافة الكورية، ولكن ليس هذا فقط ولكن تعريف الكوريين أكثر عن الثقافة المصرية والحياة الحديثة داخلها وليس فقط الأهرامات والمعابد فقط، وفى السفارة الكورية تم إطلاق قناة على اليوتيوب لمشاركة الجميع وتعريف الكوريين الثقافة المصرية باللغة الكورية والترجمة للعربية والإنجليزية، وذلك عبر برامج وأفكار وخطط متنوعة لفريق الثقافة الكورية، ومن خلال فيديوهات القناة كل المصريين الذين يظهرون فيها يتحدثون الكورى بصورة مميزة، ويتم تنظيم محادثات عن طبيعة حياة الشعب المصرى والأكل والشرب وخلافه، لتعميق التفاهم بين الثقافتين وبعضهم البعض، والهدف من الفعاليات الثقافية والبرامج لنظهر أننا نحترم الثقافة المصرية ونقدرها، ونوصل للشعب الكورى مصر الحديثة وليس مصر الفرعونية القديمة، ونسعى لكى يستمتع الكوريين بهذه الحياة فى مصر لتحقيق التقارب لخلق قاعدة كبيرة للتعاون بمجالات مختلفة".
أما عن المفاجآت الجميلة التى لم يتوقعها العالم أنه حالياً تقدم فى الأقصر عروض "أوبرا عايدة" والمثير للاهتمام أن العارضة الرئيسية للأوبرا والتى تقوم بتمثيل دور "عايدة" هى ممثلة كورية، وكذلك قائد الجيش المصرى فى ملحمة "أوبرا عايدة" يجسد دوره فنان كورى، وهو مايؤكد أن مصر وكوريا بينهما ترابط وعلاقات قوية وزيادة الاهتمام فى دعم العلاقات بين البلدين، ويساهم أيضاً فى زيادة أعداد السائحين الكوريين مستقبلاً، فعندما توجهت للأقصر حالياً كان الطائرة كومبليت لحرص الجميع من حول العالم لحضور عروض أوبرا عايدة بالأقصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة