"ساعة يد وتليفون محمول وميدالية"، أخر ما تبقى من "محمد" ضحية حادث قطار الإسكندرية
، يحتفظ بها صديقه "أحمد سمير" المصاب بنفس الحادث.
"دول من ريحة حبيبي وصاحبي وأخويا..دول اللي مصبرني على فراقه"، هكذا تحدث عنهم "سمير"، مضيفاً:" أنام ومتعلقات صديقي في حضني، أشعر بأنهم يمنحوني القوة والصبر على فراقه.
وحول كواليس حصوله على هذه المتعلقات، يقول "سمير"، بعدما قفزت من القطار قبل "محمد"، جلست عدة دقائق انتظره دون فائدة، ولم يكن معي هاتف محمول للإتصال به، بينما كان الهاتف مع "محمد" الذي كان من المقرر أن يقفز من القطار بعدي، بناءً على طلب الكمساري، حيث كان معنا 32 جنيه فقط، وتمن التذكرة الواحدة نحو 70 جنيه.
وأردف المصاب: ذهبت لعامل التحويلة وسردت له ما حدث وطلبت منه دقيقة "موبيل" للاتصال على صديقي، لمعرفة مصيره، حيث أن الهاتف المحمول كان معه، وبه خطين أحدهما يخصني والآخر لصديقي، فرفض عامل التحويلة، وتحركت حتى محطة وقود على الشارع التقيت بها بمواطن أعطاني الهاتف المحمول واتصلت ورد علي شخص، أكد لي وفاة صديقي، وتحركت مسافة طويلة حتى وصلت لمكان الحادث، وحصلت على هاتفه وساعته وميدالية.
لا شىء يعوضني عن صديق عمري، ولكن انتظر حقه يعود بالقانون، أنتظر حتى أرى الكمسري وهو على حبل المشنقة، بعدما تعمد إجبارنا بالنزول من القطار، وهو يعلم تمام العلم أن الموت قريب منا، إلا أنه تجرد من كل المعاني الإنسانية، ولم يبالي بالتوسلات والحديث الودي معه، وتعامل معنا بغلظة قلب وبعنف لفظي ، لدرجة أنني قلت له:" اعتبرني زي أولادك، فرد : أولادي مش بيركبوا قطار".
مصاب حادث قطار الاسكندرية
وأضاف: اللوم لم يكن على الكمسري فحسب، وإنما على ركاب القطار، الذين تخاذلوا ولم يمدوا يد العون لشابين لا يمتلكان أموالاً لشراء التذكرة، ولم يتحركوا لإنقاذنا، ولم يتحرك شخص من مقعده ونحن نتساقط على طريق الموت، بعدما ماتت الرجولة والنخوة في القلوب
وحول مطالبه، قال "سمير": ليس لدي أى مطالب سوى حق صديقي بالقانون، وعلاجي نفسياً فأنا أعاني من مشاكل نفسية منذ رحيل صديقي، والكوابيس تطادرني، أتمنى سرعة علاجي حتى أتخطى هذه المرحلة الحرجة في حياتي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة