شهد الصراع العربي الإسرائيلي محطات مختلفة لإخراج المنطقة العربية وإسرائيل من دائرة الصراع إلى دائرة التعاون المشترك، لاسيما بتحريك دفة الاهتمام نحو العلاقات الاقتصادية والمكاسب الاقتصادية التى من الممكن أن تحققها دول المنطقة من التعاون مع إسرائيل اقتصاديا.
محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض تسوية للسلام عن طريق الحوافز الاقتصادية والمعروفة باسم "صفقة القرن" هي محاولة لتكرار السيناريو الذي تم اقتراحه بعد عقد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، والذي شهد ظهور آلية جديدة وهي مؤتمرات القمة الاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحت رعاية وتنظيم المنتدى الاقتصادي العالمي ومقره دافوس في سويسرا، وتهدف إلى ترسيخ العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية وإسرائيل، وطي الحديث عن الصراعات السياسية والعسكرية، ودمج إسرائيل داخل المنطقة العربية اقتصاديا، بعد أكثر من نصف قرن من الصراع.
وشهدت العاصمة المغربية الدار البيضاء، عقد القمة الأولى لمؤتمرات القمة الاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد دخول قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى الأراضي الفلسطينية، تنفيذاً لاتفاق أوسلو بين قيادة المنظمة وإسرائيل، وبعد توقيع الأردن على اتفاق السلام مع إسرائيل في وادي عربة.
وشارك في فعاليات المؤتمر 2500 مشارك يمثلون 61 دولة استمرت أعماله 3 أيام، معظمهم من رجال الأعمال، بالإضافة إلى ممثلين عن جميع الدول العربية باستثناء سوريا ولبنان اللتين قاطعتا المؤتمر، وشاركت فيه الولايات المتحدة والدول الأوروبية والآسيوية، وعقدت 3 دورات أخرى بعد مؤتمر الدار البيضاء، أعوام 1995 في عمان "الأردن"، و1996 في القاهرة، و1997 في الدوحة.