مع بداية الألفية الثانية، بدأ اسمه يتردد على ألسنة عشاق السينما بعد أن ملأت أفيشات أفلامه الشوارع معلنة عن ميلاد نجم جديد اسمه محمد هنيدى، فكان كالسهم الذى اخترق الحائط فنفدت كل الأجيال التالية من الشق الذى صنعه – بشهادة صديق عمره أحمد السقا – وصنع مع رفاقه جيلا دخلت السينما معهم فى طور جديد فى وقت كانت الشاشة الذهبية فيه تعانى على المستويات كافة.
فى هذا الوقت لم يكن أحد يقدر على منافسة الزعيم عادل إمام الذى احتفظ بنجوميته مهما تغيرت الأجيال، واختلف الذوق العام إلى أن ظهر هذا الشاب الذى أثار ضجة فى الأوساط الفنية وتسيد شباك التذاكرمحققا إيرادات قياسية، وبدأت الصحافة تكتب مانشتات عن ظهور ذلك الشاب القادم من بعيد وقادر على منافسة عادل إمام حتى أن أحدهم بالغ حين أعلن نهاية زمن عادل إمام، وأخذت الصحف من المبالغة غاية حتى سرح أحدهم بخياله حين كتب أن الزعيم يحارب هنيدى ويقف فى طريقه غيرة من نجاحه.
هنيدى قص كيف استقبل تلك الأخبار فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" وقال إن "جيلى كان يحلم بمشهد مع عادل إمام، عيب قوى لما يتقال كلام زى ده، كانت فترة صعبة اللى بدأت أقرأ فيها مانشتات من هذا النوع وتعاملت مع الأمر بحكمة وهدوء ولم أقع فى الفخ، ربنا يديله الصحة ويخليه لينا".
وحكى هنيدى قصة أول عمل عرض عليه مع الزعيم عادل إمام وقال: كنت بعمل فوازير "حاجات ومحتاجات" مع شريهان، كلمنى المنتج الفنى محمد زين الله يرحمه قال لى: "فيه مشهد فى فيلم المنسى وشريف عرفة عايزك ؟ سألته: مع مين المشهد ؟ أخبرنى أنه مع عادل إمام، قلت له: موافق طبعا، وكان وقتها ممنوع الخروج من بلاتوه "حاجات ومحتاجات" لكنى هربت ورحت شارع عماد الدين مضيت العقد وخدت 200 جنيه وكنت مبسوط جدا لدرجة إنى محتفظ بالعقد ده لحد دلوقتى".
وأضاف هنيدى: بعد عرض الفيلم، حد أبلغنى إن إسعاد يونس قالت الواد بتاع إفيه "قصة ولا مناظر" حلو قوى وقعدوا يتكلموا عليك، وكانت الناس تدخل الفيلم تتكلم على الجملة دى، بعد كدة عملت 5 مشاهد فى بخيت وعديلة، وعادل إمام ربنا يديله الصحة كان حاسس حاجة فيا، لدرجة أنه طلب ظهورى فى مشهد نهاية الفيلم رغم عدم وجود ذلك على الورق، وهو بنفسه اللى ساعدنى فى لبس الشخصية.
مواقف عديدة رواها هنيدى عن دعم عادل إمام له وتشجيعه إياه فى بداياته ومنها استقباله بوكيه ورد بعد مشاهدته مسرحية "حزمنى يا"، وقال: كان الأستاذ عادل إمام حاضرا فى الصفوف الأولى بالمسرح برفقة أسرته، وفى افتتاح المسرحية فوجئت ببوكيه ورد مكتوب عليه: "لقد علمنا ببزوغ نجم عظيم" إمضاء عادل إمام، الكلام ده أنا بروزته وكنت بمشى بيه فى الشارع.
وعن سبب انتشار تلك الأقاويل فسر هنيدى الأمر وقال: بعد "ألاباندا" عرض علىّ المشاركة فى فيلم "رسالة إلى الوالى"، وكنت بدأت أخد خطوة نحو مساحة أكبر من الأدوار فاعتذرت عن أداء الدور، الناس قالت لى: أنت مجنون هتعتذر لعادل إمام ؟! رحت للزعيم شخصيا قلت له: أستاذ عادل ممكن تعمل دور أنت مش حابه؟ رد: لا طبعا خلاص متعملوش، وخلص الموضوع.