قتلوه ثم سرقوا "رماده".. لماذا يكره الهندوس غاندى؟

السبت، 05 أكتوبر 2019 07:00 م
قتلوه ثم سرقوا "رماده".. لماذا يكره الهندوس غاندى؟ غاندى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أن معظم الهنود يوقرون الزعيم الهندى الشهيرالمهاتما غاندى باعتباره "الأب الروحى للأمة"، لكن المتشددين الهندوس هناك يتخذون موقفا معاديا دائما للمناضل الأسمر، حيث يتهمون غاندى بخيانتهم، بسبب مناصرته الوحدة مع المسلمين.
 
بالأمس وبالتزامن مع الذكرى الـ150 على ميلاد المهاتما غاندى، قام لصوص بسرقة رماد "رفات" الزعيم الهاندى الموجودة فى نصبه التذكارى الواقع فى وسط العاصمة الهندية نيودلهى، حيث كان يحتفظ بها منذ عام 1948، عقب اغتياله على يد متطرف هندوسي. وكتب اللصوص على صورة "غاندى" كلمة "خائن".
 
وترى عدد من التقارير أن المتشددين الهندوس فى الهند على نحو متزايد فى انتقاد غاندى، ربما شجعهم الفوز الساحق فى الانتخابات الوطنية للحزب القومى الموالى للهندوسية، حزب بهاراتيا جاناتا، حيث أصبحوا أكثر صراحة فى انتقاد غاندي.
 
إنهم يتهمونه بالخيانة للهندوس بكونه مؤيدًا للمسلمين، وحتى بالنسبة لتقسيم الهند وإراقة الدماء التى تمثل التقسيم، وكان هذا بالطبع اعتقاد ناثورام جودسي، الرجل الذى اغتال غاندى فى يناير 1948. 
 
تميزت الذكرى السنوية لمقتل غاندى قبل عامين بمحاولات من قبل الهندوس اليمينيين لبناء معبد لتكريم جودسي، وهو رجل يصفونه الآن بأنه بطل لتخليص شعب غاندي
 
صحيح أن عقود من تلاميذ المدارس الهندية تعلموا أن يطلقوا على غاندى "أب الأمة"، وصورته تملأ الميادبين فى كل مكان، وعلى الأوراق النقدية فضلا عن  المبانى العامة، لكن المواقف تتغير بسرعة  من جانب المتشددين.
 
وأصبح الانزعاج من اليمين الهندوسى المتشدد مع المهاتما غاندى واضحًا مرة أخرى عندما وصف زعيم بارز فى حزب بهاراتيا جاناتا القومى الهندوسى الحاكم رئيس الوزراء ناريندرا مودى بأنه "  اسم تجاري" من الزعيم الأيقونى للنضال من أجل الحرية فى الهند.
 
وقال أنيل فيج، وهو وزير كبير فى حكومة حزب بهاراتيا جاناتا فى ولاية هاريانا الشمالية، إن صورة غاندى سيتم التخلص منها فى النهاية من أوراق العملة.
جاءت تعليقاته بعد فترة وجيزة من استبدال قسم حكومى لصور غاندى فى التقويمات واليوميات مع السيد مودي، واعتبر النقاد أنها خطوة لاستبدال غاندى ببطء برئيس الوزراء.
عندما اندلع الجدل وبدأت وسائل التواصل الاجتماعى تغمرها تعليقات غير مواتية، نأى حزب بهاراتيا جاناتا بنفسه عن بيان السيد فيج ضد غاندي، وتلاشى الجدل بعد أن وافق على سحب بيانه فى مواجهة الغضب المتزايد.
 
لكن لم تكن تلك المرة الأولى التى يصدر فيها سياسى من حزب بهاراتيا جاناتا تصريحات مناهضة لغاندي، حيث تُظهر الأمثلة السابقة أن العديد من الزعماء الهندوس اليمينيين لا يخلطون الكلمات أبدًا عندما يتعلق الأمر بانتقاد غاندي.
 
فى الآونة الأخيرة، وصف ساكشى مهراج، عضو البرلمان عن حزب بهاراتيا جاناتا من ولاية أوتار براديش الشمالية، قاتل غاندى ناثورام جودسى بأنه "وطني". لقد تم وصف قاتل "غاندى" بـ الوطني.
 
 مشكلة لدى غاندى هى أنه دافع عن الوحدة بين الهندوس والمسلمين بينما أعلن نفسه أنه هندوسى متدين، حجر الزاوية فى نظرتها للعالم هو التفوق الهندوسي.
وصف مادهاف ساداشيفا جولوالكار، أحد الآباء المؤسسين لسانغ، المسلمين والمسيحيين، إلى جانب الشيوعيين، بأنه "تهديد داخلى للأمة".
يذكر أنه قبل عشرة أيام من مقتل غودسى غاندى، قام لاجئ هندوسى شاب من باكستان يدعى مادانلال باهوا، بتفجير قنبلة فى 20 يناير 1948، فى بيرلا بهوان فى دلهى حيث كان غاندى يشارك فى صلاته المسائية المعتادة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة